هذا المقال نشر الآن على موقع كفر الشيخ
http://www.kfrelshikh.com/news_Details.aspx?Kind=7&News_ID=13049

لا شك أن البرادعي كان موظفا دوليا كبيرا ، ظهر على أعلي درجات السلم في واحدة من أهم المنظمات الدولية التي اهتم بها العالم في المرحلة الأخيرة بسبب السباق النووي العالمي ، عمل الرجل منفردا عندما تنكرت له الحكومة التي ينتمي إليها بجنسيته بينما ساندته الدول الكبري عندما انتخب على رأس وكالة الطاقة الذرية ، ولا نعرف حتي الآن لماذا لم تسانده الحكومة المصرية ولا نعرف لماذا ساندته الدول الكبري .
منذ اللحظات الأولي لظهور البرادعي على الشاشة السياسية المصرية وهو يعاملنا بشخصية المفتش المتواضع ، نعم هو مصري ولكنه صاحب العدد الأكبر من مرات الذكر في الإعلام العالمي ، نعم هو غني ولكنه يهتم بمشاكل الفقراء في اسطبل عنتر ، نعم هو من العلماء المعدودين في دنيا القانون الدولي ولكنه سوف يهتم بقضية التعليم في مصر حتي يكون الناس على مستوي أن يحكمهم المفتش الكبير نعم هو ليبرالي ولكنه يحترم الحركات السياسية الإسلامية ، نعم هو ديمقراطي ....... ولكنه لا يقبل سوي أن تؤدي الديمقراطية دورا وحيدا وهو الوصول به إلي حكم مصر .... نعم هو يحترم الدستور ولكن تجب صياغة الدستور بشكل يضمن له أن يكون صاحب الأمر والنهي فإن ترشح للرئاسة فيجب أن يتبني الدستور النظام الرئاسي و إن تبني الدستور النظام البرلماني فيجب أن تؤجل كل العملية السياسية حتي يكون البرادعي حزبا وهو أمر ربما يستغرق مدة العام ثم يقوم بالدعاية السياسية له لمدة عام آخر ثم لتبدأ العملية السياسية بعد ذلك والتي يجب أن تكون على مقاس " حضرة المفتش " وحزبه الجديد حتي يحصد الأغلبية ثم يصبح هو رئيسا للوزراء .
لست أنسي أبدا للبرادعي أنه طالب بأن تمتد الفترة الإنتقالية لتصبح عامين بدلا من ستة أشهر لأنه لو أجريت انتخابات برلمانية خلال فترة الستة أشهر لن ينجح فيها سوي الإخوان المسلمون والحزب الوطني ، كان الحديث حديث كراهية وليس حديث الرجل السياسي المخضرم الذي ما انفك يشارك الشعب فرحته بالتخلص من الدكتاتور فإذا به ينكر الشعب وينكر الإرادة الشعبية ويقطع علينا طريق الحرية مكررا نفس النمط الحواري الذي ملت آذاننا سماعه خلال فترة حكم المخلوعين – مخلوعا مخلوعا – عن الجماعة المحظورة بينما رأي نفسه قائدا لشباب الثورة الذين ربما أحضرهم معه من الوكالة الذرية و أنكر إنتماءه لشباب الثورة الذين خرجوا إلي الشوارع بالملايين في كل مدن مصر في مشهد وضع الشعب المصري على رأس الشعوب الحرة في العالم .
ربما نسي حضرة المفتش البرادعي أن ثورة مصر تمت الدعوة لها عن طريق الإنترنت ، ربما نسي المدير الكبير البرادعي أن في مصر أزمة وفرة عدد الحاصلين على المؤهلات العليا ، ربما نسي الدكتور البرادعي أن مصر هى بلد الأزهر ، ربما نسي أن في مصر الكثير والكثير من العقليات التي ربما تكون مشابهة لعبقرية سيادته او ربما – مع شديد الإعتذار – تتفوق عليها غير أن ظروفها الإجتماعية لم تسمح لها بالتعليم في الخارج ولا الترشح للعمل في وكالة الطاقة الذرية ولكنها رغم ذلك ما زالت تستطيع التمييز بين الألف والنبوت أو بين العجوة والطوب الأحمر ، وتستطيع هذه الفئات التي يري المفتش الكبير أنها مش قد المقام أن تحسن الإختيار سواء باختيار الإخوان أو باختيار غيرهم .
لا أحب أن انزلق إلي النمط الحواري الذي يتحدث عن البرادعي باعتباره كائنا هبط علينا من كوكب آخر لا يعرف عنا أي شيئ ، فأمرنا ليس بالغ التعقيد حتي يجهل الرجل الأنيق مشاكلنا وهواجسنا واحتياجاتنا ، غير أنه ربما ظن أن عقليته تفوق عقولنا ولا شك أنه أخطأ في ذلك ، أو ربما استشعر فينا مكر الفلاحين فأراد أن يمكر هو بنا مكر " البندريين " ، الواضح أن البرادعي يريد أن يصنع ثورة على المقاس الليبرالي ليرتديها هو والذين معه ولكن مقاس ثورتنا بعد الإنتخابات ظهر واسعا جدا على حضرة المفتش ، ربما فوجئ البرادعي بأن مصر الجديدة قد أخرجت فجأة أثقالها من عقول وخبرات وأفكار وخطط وتكتيكات واستراتيجيات ، هذه المفاجأة ليست للبرادعي وحده وإنما هى للعالم أجمع الذي ظن أننا قد متنا ونحتاج إلي البرادعي لينفخ فينا من روحه السامية على أرواحنا جميعا .
ربما لو اهتم البرادعي بدراسة العقيدة الإسلامية لأيام معدودات وعرف معني الإخلاص في العمل لوجه الله الكريم وكيف ينكر المسلم نفسه عند المغانم لانها ليست الغاية وإنما الغاية هي وجه الله ، ربما لو عرف البرادعي قيمة البركة التي يودعها الله في عمل المؤمن لأدرك أن صفته كجندي وكعامل يؤدي واجبه أفضل ألف مرة من عبقري لا يري سوي نفسه ولا ينظر للناس سوي بشئ من الفوقية .
إن الشعب المصري سوف يستكمل ثورته لا محالة ولم يزل ثائرا ضد امتداد الحكم للعسكر الذي أراد البرادعي أن يمتد عامين بدلا من عام واحد ، وإن الشعب المصري سوف يستكمل ثورته لا محالة ولم يزل ثائرا ضد من يتهمونه بأنه مغيب أو جاهل ، إن الإفراز السياسي الضخم الذي تبع ثورة يناير قد أينعت ثماره ولن يقطفها سوي الشعب المصري فقط بعماله وفلاحيه وزباليه وبوابيه ، سوف يجني ثمار الثورة النجارين والحدادين والمتسولين ورواد موائد الرحمن ، سوف يجنيها أطفال الشوارع والأيتام والأرامل وذلك من خلال عملية سياسية محكمة مع الإستعداد للثورة كلما لاح أوانها ، أما أنتم أيها المفتشون والعباقرة فلكم أعمالكم ولنا أعمالنا ، لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون .

روعة روعة روعة واكثر من رائع

( نعم هو ديمقراطي ....... ولكنه لا يقبل سوي أن تؤدي الديمقراطية دورا وحيدا وهو الوصول به إلي حكم مصر ) هى دى الزتونه ي ريس
الله يفتح عليك يا مستشار مقاله فى الجون يعنى يا ريت تنشرها على صفحة 6 ابليس عشان البردعى يقراها

قشدة

الأخ الحبيب العمدة الكبير جزاكم الله خيرا على التعليق الرقيق والتصفيق المتواصل ده ، بارك الله فيك يا أخي يا أبو أمال يا غالي
حبيبي الأخ العزيز محمد عز العرب بارك الله فيك على المرور الرائع المتألق دائما ، لا اعرف كيف انشرها على هذه الصفحة يا ريت تنشرها انت .

فري نايس يا أستاذ محمود ، جزاكم الله خيرا على المقال المؤثر

ثانك يو يا أخ محمد . جزاكم الله جود

وبعدين يا أخ محمد لو الديك اللي معاك ده بصحيح كانت مشكلة الغذاء في مصر انتهت من زمان ، انت لقيته فين ده ههههههههههههه

بارك الله فيك
والله عشره على عشره

جزاكم الله خيرا يا أخ عبد المحسن بارك الله فيك يا أخي الفاضل .

مشكور على الموضوع الرائع المتميز يا استاذ محمود وشكرا على ما نتعلمه من كتاباتك وما نستخلصه من تحليل يثرى فهمنا السياسى...
ان امر البرادعى محير يجعلك تقف مندهش تريد ان تستجمع قواك الذهنيه لتصدر حكمك على هذا الرجل .فعندما رجع الى مصر واعلن دخوله المعترك السياسى واصبح اسمه يتردد هنا وهناك والتف من حوله مجموعه من المثقفين والشباب من حركتى كفايه و6 ابريل و الذين وجدوا فيه ضالتهم لما يتميز به من شهره عالميه وعلاقات ونفوذ امريكيه . فبات مصدر تهديد مباشر للنظام البائد أدى الى حشد النظام قوته الاعلاميه لتلويث سمعته واتهامه بالعماله واتهامه فى دينه واسرته فصدق من صدق وكذب من كذب
ولكن طل علينا البرادعى فى وسائل الاعلام وهو فى هيئة المناضل رافضا دخول انتخابات الرئاسه لان نظام حسنى مبارك والوضع فى مصر لا يتناسب مع فكره الليبرالى الذى جاء به ليخرجنا من الظلمات الى النور والذى يحتاج الى جو ديمقراطرى حر
فغادر البلاد الى ان انتفض الشعب وقامت ثورة 25 يناير المجيده فوجدنا البرادعى مرة اخرى فى مصر لا ندرى "راكبا "او ماشيا "على او مع الثورة واخذ يظهر هنا ويتكلم هناك مرددا عبارات والفاظ لا يفهما الا قليل على الرغم من اسلوبه المتلعثم الذى يشعرك بشيئ فى صدرك يفقدك التواصل النفسى معه.
فتولى المجلس العسكرى السلطه واعلن البرادعى ترشحه لانتخابات الرئاسه ومرت الشهور وتولى عصام شرف رئاسه الوزراء وفشل فى تحقيق طموحات الشعب وتمت اقالتها
فيخرج علينا البرادعى مرتديا عباءة المنقذ ويعرض على المجلس العسكرى تولى رئاسه حكومه الانقاذ مقابل عدم ترشحه لرئاسه الجمهويه" اى منطق هذا "
ويرفض المجلس العسكرى هذا الاقتراح ويظهر البرادعى هنا وهناك مرة اخرى يستجدى عطف الناس .الى ان جاء العرس الديمقراطى وتمت اول انتخابات حره تشهدها مصر على مر عصورها وتفرز برلمان الثورة
هنا وفى هذا التوقيت الصعب ونحن على مشارف الاحتفال باول عيد للثورة وتنبؤات باجواء لا احد يتوقعها هل هى احتفاليه او ثوريه ام تخريبيه او وطنيه ....يعلن البرادعى عدم ترشحه لرئاسه الجمهوريه لان المناخ الحالى لايتناسب معه مكررا ما فعله اثناء حكم مبارك .
ولماذا فى هذا التوقيت بالذات ؟السؤال يطرح نفسه

يا جماعه الخير هذا الرجل لا يهمه مصلحه بلد نهائيا كل ال يهمه في الامر مصلحته هو الشخصيه والرجل ده شكله بيخطط لحاجه ايه هي الله اعلم

الأخ الفاضل الأستاذ حسام الكاشف : تحية كبيرة لحضرتك على تحليلك الدقيق للموضوع وطولة بالك عليه . جزاك الهل خيرا على المرور الكريم .
الأخ الفاضل الأستاذ محمد بقوش : جزاكم الله خيرا والله تحليلك ممكن جايز فيه حاجات احنا لا نعلمها عموما ربنا يستر بس هو خلاص اصبح ورقة محروقة لان على بال الحكم ما يفشل وترجع السلطة للمعارضة يكون طلع عشرين زعيم معارضة جدد يعني شغله كله في الهوا