أكد الكاتب الفرنسى روبيير سولية، أن الانتخابات البرلمانية التى أوشكت على نهايتها فى مصر جرت فى مناخ من "الحرية والشفافية"، وأشاد سولية الذى أصدر آخر أعماله بعنوان "سقوط الفرعون.. 18 يوما غيرت مصر"، فى الندوة التى عقدت اليوم الأحد بمعهد العالم العربى بباريس بعنوان "مصر وسوريا: الديمقراطية والإسلام فى وقت الثورات"، بالدور الذى تقوم به مؤسسة "الأزهر الشريف" حاليا ووصفه بأنه "مهم ويقوم بدور الوسيط السياسى".
وأشار الكاتب والصحفى الفرنسى فى الوقت نفسه إلى أن الجيش المصرى "لم يكن يوما يبحث عن الحكم ولكنه كان يعمل على إجهاض مشروع التوريث"، وقال سولية إنه فى 11 يناير 2011 كان فى زيارة إلى مصر ولم يكن أحدا يتصور أن يسقط النظام بعد عدة أيام، كما لم يتصور أحد أيضا بعد سقوط النظام فى 11 فبراير أن تؤدى نتائج الانتخابات التشريعية (فى مرحلة ما بعد الثورة) والتى تجرى حاليا وأوشكت على نهايتها إلى فوز الإسلاميين بالأغلبية".
وأكد سولية أن الانتخابات التشريعية جرت فى إطار من الشفافية والنزاهة الكاملة ولكنه قال "إن الانتخابات كانت معقدة بعض الشىء بالنسبة للمواطن البسيط الذى لم يتعرف على ناخبه بشكل جيد".
وأرجع الكاتب الفرنسى المتخصص فى شئون مصر نجاح التيارات الإسلامية فى هذه الانتخابات إلى اقتراب أعضاء هذه التيارات من الشارع المصرى، وكذلك لاقتناع المواطن المصرى أن هؤلاء لم يشاركوا فى العمل الحياة السياسية المصرية فى ظل النظام السابق.
واستطرد قائلا "إن مصر مجتمع دينى منذ عهد الفراعنة ولكن مظاهر التدين الإسلامى ازدادت فى الأعوام الأخيرة أو العقود الأخيرة، وازداد معها ما يسمى بالإسلام السياسى بسبب عمل عدد كبير من أبناء الشعب المصرى فى دول الخليج العربى والعودة إلى الوطن بالأفكار الوهابية".
وأضاف سولية أن الإخوان المسلمين والتيار السلفى أفكارهم متقاربة و"لكن الإخوان لديهم خبرة فى العمل السياسى وتطوروا وتقدموا"، موضحا أن النقاش الذى يدور حاليا فى مصر يركز على صياغة الدستور الجديد وأيضا على العلاقات المصرية مع الولايات المتحدة التى تعد أكبر مانح للمساعدات إلى مصر والتى تقدر بنحو 1.3 مليار دولا سنويا فضلا عن اتفاقية "كامب ديفيد" مع إسرائيل.