هذا المقال منشور علي موقع اخوان كفر الشيخ
http://www.kfrelshikh.com/news_Details.aspx?Kind=7&News_ID=13157
تقدر مسائل الأمن القومي بمقدار ما تؤدي إليه عواقب المشكلة من تأثير على الأرواح أو الممتلكات أو التراب الوطني ، فتصل ذروتها في حالات الحرب وفي حالات الثورة وللإعلام قدم السبق في التقديم للمساس بالأمن القومي أو للمحافظة عليه ، والتليفزيون المصري نشأ متصلا بالسينما مرتبطا بها والسينما المصرية تسير في خط المخابرات منذ حقبة الستينات وكان التزاوج بين الخطين مرتبطا في جزئه الأكبر باستغلال الممثلات او بعبارة مختصرة أصبح الهدف القومي من تجارة السينما هو تجارة البشر ، بالقطع سوف تحمل لنا الأيام القادمة كثيرا من حوادث الإفك وكثيرا من الحوادث الحقيقية ، سوف تسقط رموز كثيرة وسوف تكون " الفضايح بجلاجل وشخاليل " – رغم اني والله العظيم لا أعرف معني كلمة شخاليل - و سوف يأتي الشيوخ ليقولوا انها كانت نزوات شباب وطيش صبياني ولكن الله تاب علينا ، وأنه سبحانه يقبل التوبة ويعف عن كثير وربما نرد عليهم بنظرة فضول لنتأمل وجوههم التي علتها التجاعيد ولكن بلا شك فإن كثيرا منا سوف يبصقون عليهم حتي بعد إعلانهم توبة نصوحا بل ولو أصبحوا اتقي الأتقياء على وجه الأرض ، ومنذ الستينات والإعلام المصري تسيطر عليه الدولة سيطرة كاملة وفي نهاية السبعينات اعتلي صفوت الشريف " موافي " الهرم الإعلامي المصري الكبير والذي مثل بالنسبة للأمة العربية القبلة التي يستقبلونها في الصباح ولا تغمض جفونهم مساء إلا علي ما تقدمه من مسلسلات وافلام . ولم يرحم صفوت الشريف مشاعر الشباب العاجز عن الزواج أبدا فقدم له العاهرة تلو العاهرة والداعرة تلو الداعرة و أسبغ الحكام على الإعلام المنحرف نعمهم ظاهرة وباطنة ، فمنحت الراقصات جوائز الدولة ، وتبوأت العاهرات مراكز السلطة حتي أن بعض الراقصات كن أكثر قوة من بعض رؤساء الوزارات ، وأصبح الهجوم على أداء أم كلثوم أشد جرما من الهجوم على الرسول صلي الله عليه وسلم وروج الإعلام احتراما لعادل إمام يفوق إحترام الشيخ شعراوي واقتدي معظم الشباب بهاني شاكر في طريقة الحديث وأداء الشفتين والأسلوب " الرقيق الحنين " ، وبلغ الشحن المعنوي للحب والغرام والهيام أن استقبلت الفتيات وفاة عبد الحليم حافظ بالإنتحار " فليس للحياة قيمة بعدك يا حلم " وفاقت جنازته جنازات العلماء والمفكرين و المبدعين ببساطه لأن هؤلاء لا أحد يعرفهم ولا يهتم بهم لا إعلاميا ولا ماديا ولا معنويا .
وجاءت حقبة التسعينات وظهر " البوستر " ، وأصبح المصريون للمرة الأولي قادرين على التقاط اشارات البث من الدول المجاورة وكانت اسرائيل طبعا بقنواتها في طليعة من التقطتهم بوسترات المصريين وبعض من الدول الأوربية القريبة كاليونان وتركيا واقتربت حقبة التسعينات من الإنتهاء غير مستوعبة للصدمة الكبري في الإعلام العربي التي مثلتها قناة الجزيرة ، ولأول مرة رأي العرب قناة تنطق باللغة العربية تنتقد الحكام العرب وتأثرت مصر ضمن من تأثر بالقناة الجديدة وظهر الزعماء على حقيقتهم ، وظهر البطل المصري صاحب الضربة الجوية الأولي على صفحات القناة وبرامجها عميلا اسرائيليا بامتياز ولصا محترفا يتزعم عصابة مجرمة من العملاء والجواسيس واللصوص ، ولم يكن بد من مواجهة القناة الجريئة التي يستحيل قصفها بالصواريخ لقربها من احدي القواعد الأمريكية ويستحيل رشوتها لأن الدولة التي تبث منها أغني من مصر ، واطلقت مصر أقمارا صناعية تحمل قنوات فضائية حاولت من خلالها السيطرة على الفضاء الإعلامي العربي وتفتق ذهن موافي وشركاه عن فكرة مؤداها أن يصبح انتقاد الحكومة المصرية ذاتيا في الإعلام المصري وكان الخيار من نصيب أحد خبراء اعلام الستينات والسبعينات الخبير الإعلامي " حمدي قنديل " فكان برنامج رئيس التحرير الذي تقمص فيه الإعلامي " المنسي " شخصية صلاح الدين الأيوبي وانهال سبا على مادلين اولبرايت وزيرة خارجية كلينتون وصب جام غضبه على الحكام الصهاينة وكان من حين لآخر يتعرض لبعض المسئولين في الدولة على اعتبار أن النقد " شئ عادي حتي شوفوا .. احنا بننتقد نفسنا " ، حتي إذا جاء أجل حمدي قنديل قيل له اخرج منها مذءوما مدحورا ولكن الرجل كان قد أصبحت له جماهير تكفل تنقله بين القنوات شاهرا سيفه الخشبي اللامع وباحثا عن وظيفه .
أطبقت مباحث أمن الدولة يدها على البلاد وأصبح الإعلام خالصا بقنواته وجميع عناصره البشرية تحت سيطرتها ، وتزاوجت الثروة والسلطة وأنجبوا أول مولود لهم وهو الإعلام المصري بقنواته الرسمية وقنواته الفضائية ، لقد حان الوقت حتي ينفي الشعب المصري نسب الإبن الضال المضل .
قاومت الفضائيات الثورة بكل ما أويتيت من قوة ، ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، بيد من حديد وبيد من حرير ، فوق الحزام وتحت الحزام ، تحت غطاء المناقشة حينا وسافرة الوجه في أغلب الأحيان .
واليوم احتشدت الجماهير حول ماسبيرو تطالب بتطهير الإعلام لذلك أقترح الإستجابة لهم فورا بصورة عاجلة وبتشريع عاجل ينص علي :
مادة 1 " يحظر على كل من كان عضوا بالحزب الوطني الديمقراطي المنحل أن يعمل باحدي القنوات الفضائية أو التليفزيونية أو الإذاعية التي تبث من جمهورية مصر العربية ، أو باحدي الصحف التي تطبع فيها ولو كان عملا مؤقتا أو من الباطن "
مادة 2 " يحظر على تلك الهيئات المشار إليها في المادة 1 أن تستضيف في إحدي برامجها الأشخاص المشار إليهم في المادة 1 "
مادة 3 " يستثني من ذلك اللقاءات العابرة الميدانية التي يصعب فيها التحقق من شخصية الضيف متي تمت بحسن نية "
مادة 4 : " يعاقب بالغرامة التي لا تقل عن خمسين الف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه كل شخص طبيعي أو اعتباري يخالف أحكام المواد السابقة من القانون وتتضاعف الغرامة بتكرار المخالفة
مادة 5 : " تنشأ لجنة بمعرفة رئيس لجنة الإعلام بمجلس الشعب للنظر في الأحوال المعيشية للأشخاص الطبيعين المشار اليهم في المادة 1 ومن يثبت أن العمل المشار اليه في نفس المادة هو مصدر رزقه الوحيد يصرف له معاش استثنائي مقداره 500 جنيه شهريا تتحمل المنشأة التي كان يعمل بها نصفه .
يعمل بالقانون لمدة خمس سنوات من تاريخ إصداره بما لا يخل بجزاءات اشد في قوانين اخري .
وداعا أيها الإبن الضال
محمود حشله
Hishla2000@yahoo.com