لم يغب عن ذهني صورة احد اساتذتي المشهورين دائما بالاناقة وهو يرتدي البنطلون الكاشاريل والقميص الشارل والذي كان لا ياتي الا من بورسعيد الباسلة حتى تفجرت لدي الرغبة ان ازور هذه المدينة التي كنت اسمع وارى عنها الكثير في التليفزيون خاصة ايام الاحتفالات بالاعياد الوطنية وكيف ضحى اهلها وتشردوا في جميع محافظات مصر من اجل الوطن والمحافظة عليه .
وعندما قرر شقيقي الاكبر مع اصدقائه الذهاب لاحضار طقم لكل منهم توددت لهم كثيرا كي اذهب معهم كي ارى بنفسي واسمع لهجتهم المميزة فليس من سمع كمن رأى.
وبالفعل ذهبت معهم ورأيت ما لم يدر في مخيلتي من حركة دائبة ومحلات مكتظة من كل حدب وصوب حقا كانت مدينة جميلة رائعه خرجت منها وانا اتمنى العودة اليها في سنوات قادمة وان اكبر وتمر بي السنون لأحصل على هذا الطقم الانيق الفرنسي الصنع .
وبدأ عهد المخلوع ليحول هذه المدينة الى مدينة اشباح لم تعد منطقة حرة واصبحت محلاتها وشوارعها خاوية كأنها لم تغن بالامس وتحول اهلها الى عاطلين بدرجة امتياز هذه المدينة فعل بها المخلوع اسوأ جريمة في تاريخه فبدلا من ان تكون الآن مثل سنغافورة او دبي على الاقل اصبحت كمدن الصومال الساحلية هذه المدينة ذات الموقع الفريد وهي خط الدفاع الاول عن مصر من الجهة الشرقية عانى اهلها الامرين نسي الجميع انها قاومت العدوان الثلاثي بمنتهى الشجاعة والبسالة لا تستحق ان نطلق عليها المدينة القاتلة وان كان هذا صحيحا فمن حولها الى ذلك قصدا .
لا يخفى على الجميع كره المخلوع لهذه المدينة نظرا لضيق الافق الذي يتمتع به مدعيا انهم حاولوا اغتياله وكما افسد جميع دروب حياتنا يأبى ان يتركنا نمر ولو بمرور آمن من هذه الفترة العصيبة فلم يكفه ما فعل بنا طوال حكمه بل خلف لنا اذنابه تفعل بنا ما تريد واقول سئمت من مقولة الطرف الثالث ونحن جميعا نعلمه سئمت من تأخر المحاكمات واضفاء العدالة واصبحنا جميعا كالمستجير من الرمضاء بالنار اتمنى الا يختلط الحابل بالنابل وان لا يطلق على بورسعيد شعب بورسعيد وتتشعب مصر الا شعوب وجمهوريات فهذا هو مكمن الخطورة .
وسحقا للدوري ومنتفعيه فالدول لا تبنى بكرة القدم 00000000