قد يقال إن الجهر بالعودة إلى نظام الإسلام مما يخيف الدول الأجنبية والأمم الغربية,
فتتألب علينا وتتجمع ضدنا, ولا طاقة لنا بها, ولا قدرة لنا عليها..
وهذا منتهى الوهن, وغاية الفساد فى التقدير وقصر النظر....
ها نحن أولاء نرى هذه الدول وقد سايرناها فى نظمها, وأخذنا بألوان حياتها واتبعناها فى تقاليدها,
فهل أغنى ذلك عنّا شيئًا؟ وهل دفع عنّا من كيدها؟…
إذن فلن يجدينا شىء عندهم أن نتنصل من الإسلام,
ولن يزيدهم فينا بغضًا أن نعلن تمسكنا به والاهتداء بهديه…
ولكن خطر التنصل من الإسلام والتنكر له عظيم على كياننا نحن…
ولو أخذنا بالحزم وأعلناها صريحة واضحة:
لارتسمت أمامنا توًا طريق الهداية والنور,
ولجمعتنا كلمة الإسلام ووحدت بيننا وبين إخواننا جميعًا فى أقطار الأرض
وفى ذلك وجه - ولا شىء غيره - القوة والمنقذ
أمام هذا العدوان الغربى الاستعمارى الجارف الذى يهددنا..
الإمام حسن البنا