هل يصح إسلام الصبي في الحقيقة ؟
في فتح الباري 3/253يقول البخاري
باب :إذا أسلم الصبي فمات هل يصلي عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام...
حدثنا حماد وهو ابن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبيّ صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له «أسلم» فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أطع أبا القاسم. فأسلم فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار».
حدثنا علىٌ بن عبد الله حدثنا سفيان قال: قال عبيد الله سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء..
يقول ابن حجر في ”الشرح“ 3/262:
«أنقذه من النار» في رواية أبي داود وأبي خليفة «أنقذه بي من النار» وفي الحديث جواز استخدام المشرك وعيادته إذا مرض وفيه حسن العهد واستخدام الصغير وعرض الإسلام على الصبي ولولا صحته منه ما عرضه عليه وفي قوله: «أنقذه بي من النار» دلالة على أنه صحَّ إسلامه وعلي أن الصبيّ إذا عقل الكفر ومات عليه أنه يعذب.ا.هـ
وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة 2/ 909
(فصل: شروط إسلام الصبي )
إذا ثبت هذا فقال الخرقي والصبي إذا كان له عشر سنين وعقل الإسلام فهو مسلم فشرط لصحة إسلامه شرطين : أحدهما أن يكون له عشر سنين والثاني أن يعقل الإسلام
فأما هذا الثاني فلا خلاف في اشتراطه فإن الطفل الذي لا يعقل لا يتحقق فيه اعتقاد الإسلام وكلامه لا عبره به فلا يدل على إرادته وقصده
وأما الشرط الأول فقال الشيخ في المغني أكثر المصححين لإسلامه لم يشترطوا ذلك ولم يحدوا له حدا من السنين وهكذا حكاه ابن المنذر عن أحمد يعني أنه يصح إسلامه من غير تقييد بحد).ا.هـ
- واضح أن ولدان أو صبيان أو أطفال المسلمين في الجنة وذلك على الإطلاق وليس على التعيين فلا نشهد لمعين بالجنة وإن شهدنا لهم مطلقًا بذلك , وأما ولدان المشركين فأصح المذاهب فيهم الوقف أو يقال هم في المشيئة فلا نشهد لهم بجنة ولا بنار لا مطلقًا ولا معينًا والله أعلم بما كانوا عاملين.والنظر يحتمل أمرًا آخر وإن كان قريبًا من هذا وهو أن يقال أنَّ ”حتى“ في حديث «ما من مولود..» الحديث هي للغاية على بابها وليست للاستثناء، وإن الأحاديث الصحيحة في مسلم وغيره بينت غايتها وهي حتى يبين عنه لسانه، وحتى يعرب عنه لسانه، وذلك هو الصبي المميز
فتكون الفترة من الولادة حتى سن التمييز على فطرة الإسلام أو ملة الإسلام أو حنفاء مسلمين لكل الولدان من بني آدم أبناء المسلمين وأبناء المشركين، فمن مات في هذه الفترة مات على إسلام الفطرة فيكون قد مات مسلمًا « ولا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمةٌ»
أما بعد التمييز حين يصحّ إسلام الصبي كما سبق ينتقل الإنسان من إسلام الفطرة إلى إسلام التوحيد والرسل إذا كان مسلمًا أو ينتقل إلى يهودية أو نصرانية أو مجوسية ينقلانه إليها أبواه وهنا من انتقل فهو تبعٌ لأبويه في النار على مقتضي الأحاديث الصحيحة في ذلك
ومن أبت فطرته الشرك ولم تتح له فرصة الإسلام أو لم يسمع بمحمد صلى الله عليه وسلم أو تأخر تمييزه وإدراكه فمات على ذلك فهذا يمتحن في ال*****ات وإن كانت الأحاديث التي ذكرت ذلك وعممت في المولود هي أحاديث ضعيفة ولا داعي للنص على الولدان لدخولهم في أصناف حديث الأربعة إما بعدم بلوغ الدعوة أو بنقص العقل والتمييز. ومن كان أبوه مسلمًا وهو منافق أو كافر وإن كان صبيًا مميزًا لم يبلغ بعد الحلم فهو في النار كغلام الخضر.
أما من بلغ الحلم من صبيان المسلمين والمشركين فهو مكلف قد خرج من مسمي الولدان والصبيان والأطفال.
وفي أحكام الدنيا فأطفال المسلمين مسلمون وإن بدت منهم الردة حتى يبلغوا الحلم وإن بقوا عليها أخذوا بها,وأطفال الكفار كفار يُسبون ويسترقون وإن أصابهم شيء في الحرب معهم فهو منهم وإن كانوا لا يقصدون بقتال إلا أن يقاتلوا دفعًا للصائل مثل النساء والله أعلم.