حذر الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي في الجماعة الإسلامية، من عنف لن يدفع ثمنه إلا الإسلاميين وقال إن هتافات أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل “لنخليها دم في دم”.. و”الجهاد لو فيها فساد”، ومحاصرتهم لمحكمة القضاء الإداري حتى اضطر القضاة للخروج من الأبواب الخلفية، لن يدفع ثمنه إلا الإسلاميين.
وقال إبراهيم في تصريحات مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج “العاشرة مساء” إن الإسلاميين في كل تجاربهم منذ الأربعينيات ثم في ١٩٥٤ وبعد مقتل السادات دفعوا ثمن العنف والدم. وأكد أن سيطرة التنظيم الخاص أو “عقلية التنظيم الخاص” علي الإسلاميين كانت وراء خسارتهم لفرص الحرية. وأشار إلي أن مجتمع يتمتع بالحرية ويتيح الحرية لكل فئاته أفضل للإسلاميين من الوصول للحكم بشرط إتاحة حرية الدعوة والحركة للجميع.
وطالب ناجح من الجميع عدم التحدث باسم الشريعة، وعدم الخلط بين الدعوي والحزبي. قائلا إن هناك الآن 12 حزبا تطالب بالشريعة فأي منها يمثل الشريعة وأي منها يستحق منبر رسول الله، كما أن في الدعوة لا يجب أن تكون دعوة للشخص ولكن يجب أن تكون للإسلام.
ورفض أيضا اعتبار البعض تأييد حزب ما أو شخص ما “واجب شرعي” فيمكن القول بأنه يدرأ من المفاسد كذا وكذا، لكن لا يجب اعتبار تأييد شخص “واجب شعري” وعدم تأييده ذنب. وأكد أنه لا يجب استخدام منبر رسول الله للدعوة لأحزاب أو أشخاص.
وحول الحشد من أجل الموافقة على التعديلات الدستورية ثم العودة لرفض بعضها الآن مثل المادة المتعلقة بشروط الترشح للرئاسة، قال إنه تم التجييش لنعم في الاستفتاء باسم الشريعة، والآن نفس من قاموا بتجييش الناس من أجل الشريعة يقومون بتجييشهم من جديد لرفض نفس المواد باسم الشريعة أيضا ومن هنا يجب التأكيد على أهمية الفصل بين الدعوي عن الحزبي، وليس الدين عن السياسة فيمكن الحديث عن السياسة العامة في المساجد وليس عن سياسات حزبية متغيرة.
وضرب مثالا بترشيح شخص ما ثم التراجع عن ترشيحه، فلا يجب الربط بين ترشيحه أو التراجع بالشريعة. وتساءل عن كيف يمكن القول بأن شخص ما يعلي الدين وغيره يحارب الدين؟ فعبد المنعم أبو الفتوح يعلي الشريعة وخيرت الشاطر يعلي الشريعة ومحمد سليم العوا يعلي الشريعة وحتى حمدين صباحي يعلي الشريعة.. فلا أحد يعادي الإسلام. واعتبر ناجح أن المشكلة حاليا هي أن انتخابات الرئاسة في مصر ليس فيها من الضوابط ما يوجد في تعيين المعيد مثلا.
وانتقد ناجح محاصرة القضاة واضطرارهم للخروج من الباب الخلفي للمحكمة معتبرا أن ذلك يضر باستقلال القضاء الذي سيخدم بالأساس الإسلاميين. وقال إنه حينما يأتي أشخاص كثيرون ويحاصرون محكمة القضاء الإداري ويمنعون القاضي من الدخول، ثم لا يستطيع هذا القاضي أن يصدر الحكم ويعطيه لحاجب الجلسة كي يعلنه، ويخرج هو من الباب الخلفي، هذا لا يفيد استقلال القضاء، الذي إذا كان سيرفع أحدا فسيرفع الإسلاميين والقضاء الإداري تحديدا له تاريخ مناصر للإسلاميين .
كما انتقد ناجح شعارات مثل “يا مشير اتلم اتلم لنخليها دم ف دم”، مؤكدا أن عبقرية الثورة كانت في السلمية وكل ما كان فيه عنف فشل وكان هناك ٣ فرص للإسلاميين حدث فيها عنف فضاعت من الإسلاميين النقراشي.. ثم حادث المنشية (سواء صحيحة أم غير صحيحة بإذن أم دون إذن)، والفرصة الثالثة ضاعت بعد اغتيال السادات، (بغض النظر عن كامب ديفيد سواء كانت جيدة أم سيئة).
وأضاف ناجح أنه من الممكن ألا تصل إلى الحكم، لكن في وجود الحرية والديمقراطية قد تكون أقوى من الحاكم، طالما كانت هناك حرية في الدعوة فلا يهم الوصول إلى السلطة، قد لا تصل السلطة لكن بحرية الدعوة يمكن أن تصل إلى قلوب الناس. فالشعب قد يكره الحاكم حتى وإن كان إسلاميا، لكن يحب الداعية لأنه يتواصل معه.
وعودة إلى الشعارات التي تم ترديدها قال إن أي شعار سيكون له مردود ولو بعد حين، فحصار المحكمة له مردود سيء على استقلال القضاء ولو بعد حين، و”هنخليها دم ف دم” قد يتحول إلى عنف ولو بعد حين. وتساءل فيما يتعلق بشعار “لو فيها فساد هانعلن الجهاد”.. من سيكشف الفساد؟؟ هناك مؤسسات يجب الالتزام بها وإلا ستكون فوضى. وهذا الشعارات إن كانت اليوم شعارا فقد تتحول إلى حقيقة، لكن حتى وإن “ظلمتني المؤسسة لا يجب استخدام العنف، وإلا سيعود الإسلاميين إلى المربع رقم واحد مرة أخرى”.