لم يكن ثوب جهاز مباحث أمن الدولة في حاجة إلي بقعة جديدة يضعها عليه المرشح الذي يري في نفسه أنه " مرشح دكر " عندما أعلن في مؤتمر صحفي عالمي أن النائب عصام سلطان كان مكلفا من ح .ع في أكتوبر و م . ع في القاهرة بنقل أخبار الثوار من الميدان إلي أمن الدولة وكأن ميدان التحرير كان مغلقا عند الثورة على خلية سرية من الثوار فكلفت المباحث بعضهم لينقل أخبار البعض الآخر ، والبقعة الجديدة في التي أعنيها في الثوب الملطخ بدماء المصريين أن يظهر جهاز زعمت الحكومة بعد الثورة أن له أهمية في حفظ الأمن ثم نكتشف أن هذا الجهاز مهمته حفظ أمن حملة ترشيح " الدكر " بمساعدته بالمعلومات وتهديد من يصمونه " بالفل " بكشف ملفات تعاونهم مع جهاز أمن الدولة ، وهنا نستطيع الربط بين ما قاله الدكر في تصريح له ظن البعض أنه كلام عشوائي عندما زعم أنه يستطيع اعادة الأمن في 24 ساعة ولما سؤل عن وسائله في ذلك قال سوف اتصل بالشرطة وأقول لهم ارجعوا شوفوا شغلكم ، والحقيقة أن الدكر صدقنا وهو كذوب ، فالدكر يعرف جيدا أن عملية الإنفلات الأمني و البلطجة وغير ذلك تقف وراءها مباحث أمن الدولة والمجلس العسكري بأجهزتهما التي لا يعرف أحدا مدي تشعبها ، ويبدوا أن الدكر قد لاحظ أن بعض الإعلاميين ربما يتجرأون على انتقاده فلوح لهم بأنهم جميعا عملاء لأمن الدولة وأن أحدهم أن خرج عن الحدود فإن ملف تعاونه مع أمن الدولة في درج مكتب الدكر متضمنا السماح له بالسفر إلي الدولة الفلانية لانه من " الأدلاء المتعاونين " على حد وصف الدكر .
ليس الأمر بجديد فقبل ذلك هدد عمر سليمان بعضا ممن رفض ترشحه بكشف ملقات جرائمهم التي تسترت عليها الأجهزة الأمنية بل ربما تعاونت معهم في ارتكابها لتسخدمهم في الحفاظ على النظام المجرم والذي سماه البعض بالصندوق الأسود ولعل هذا الصندوق هو الذي ضمن حرية عمر سليمان حتي الآن وظهورة بمظهر الحصين من التحقيق والعقوبة وحتي هنا ليس الأمر بجديد ، إنما الجديد أن يكشف الدكر متبجحا قدراته واتصالاته مع أعضاء الجهاز سيئ السمعة واستطاعته أن ينفذ إلي ملفات أي من المعارضين له ليعرضها على سور الأزبكية أو في متحف الشرطة ، وبالتأكيد فإن الدكر الذي لا يستند إلي أي منصب رسمي لا يستطيع الحصول على معلومات من الجهاز الملوث بدماء المصريين بدون أمر المجلس العسكري صاحب السلطة الفعلية اللهم إن كان الدكر والمجلس العسكري في منظومة واحدة ليس لأي منهما فيها يد أعلى من يد الآخر .
الغريب في الأمر أيضا أن ما عرضه النائب عصام سلطان لا شك يطعن في شرف وذمة الدكر وهنا يمكن تبرير دفاع الدكر عن نفسه وهجومه على عصام سلطان ، ولكن ما الداعي أن يقوم الدكر بالهجوم على الإخوان المسلمين " بالمرة " حتي لا يخالف الناموس العام للفلول في الهجوم على الإخوان في كل مناسبة حتي تصبح نغمة الهجوم هى النغمة الطبيعية في آذان الشعب ، ولعل الأمر لا يخلو من السخرية والمزاح فالدكر يعلن عمن يعول عليهم في انتخابه وهم الفلول الذين يقدرهم بثلاثة ملايين متزوجين من ثلاثة ملايين وآباء لخمسة عشر مليونا .
أنا أشعر بالغثيان من هذا المستوي من النقاش ، ربما ظن عصام سلطان وآخرون أن صورة العقد الذي سرق به نجلا حسني مبارك عشرة أفدنة بسعر المتر خمسة وسبعون قرشا ربما ظنوا أن أحمد شفيق سوف يأمر حرسه باحضار ثعبان لينتحر على طريقة كليو باترا ولكن ربما فاتهم أننا أمام " جيل التناحة " وأن ما يقال لأحمد شفيق قد قيل مثله لحسني مبارك من قبل الذي حطم الأرقام القياسية في عدم الإحساس وها قد رأينا حكومة الجنزوري التي يزعم أعضاؤها ان سحب الشعب ثقته منهم يزيد من صلابتهم وأنهم بدلا من اللجوء إلي بنك الدم لإقتراض بعضا منه لإنعدامه عندهم سوف يلجأون إلي صندوق النقد ليورطوا الحكومات التالية لهم في مشهد تاريخي انعدمت فيه كل معاني الحياء وغير بعيد يقف المجلس العسكري متوشحا بشريط من الصبر على اجماع القوي السياسية أنه هو المسئول عن كل منظومة الفساد التي نهشت جسد البلاد بعد الثورة حتي سمع المشير سبابا ممن كان يظن أنه رجله في المجلس ومع ذلك فان شعار المجلس العسكري هو " الشتائم ما بتلزقش " إنما ترك السلطة " هو اللي بيلزق " غير أن كل التناحة كوم وتناحة اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة كوم آخر فلأول مرة أري قضاه يصدر بسببهم قانونان يطعنان في نزاهتهم ويحاصران الشك في حيادهم ويرميان إلي وصمهم بأنهم منحازون ثم أن هؤلاء القضاة لا يستقيلون ولا ينتحرون ولا حتي يخجلون من أفعالهم وماضيهم .
لاشك أن نظرية الدكر في التناحة هى المفضلة الآن لدي جميع الفلول