خطاب الميدان
ذهبت أمزقُ جوْفَ الظلامِ
لأجْمَعَ صورة مرسى جميلا
عَبَرْتُ إلى ومضَاتِ النجومِ
ومَسْرَى رسولٍ سَبْحاً طويلا
تُجاهِدُ نَفْسـاً بكـبْحِ الجِـماحِ
وسِرْتَ سَمِيَّاً عَلِيَّاً جليلا
يُشَنِّف أُذْنى كلامُ الرئيسِ
لِسِحْرِ الْكلامِ بقلبى دليلا
خَطَفْتَ القلوبَ فَكُنْتَ قويَّاً
ونُلْتَ الرضاءَ فكُنْتَ الأصيلا
ويعْلو الْهِتَافُ بحبِ البلادِ
بِقَلْبِكِ مِصْرَ ونِعْمَ النزيلا
أَشَدْتَ بمِصْرَ فزادَ الوِدادُ
وجَفَّ المِدادُ ويَأْبى الْمسيلا
ترَكْتَ الصَحائف كَفَّ الكلامُ
لِنَعْمَلْ سويَّّاً زَمِيلاً زميلا
وتَرْتَجُّ تحتكَ أرْضُ الميدانِ
تَكونُ الْجبالُ كَثِيباً مَهِيلا
كأَنَّ الشَّهيدَ بأرْضِ الميدانِ
أتاكا ملاكاً فأنْتَ الْوكيلا
ويَطْلُبُ حقَّ الْقصاصِ لأمِّ
بدَمْعِ الْعُِيُونِ شَقَقْناهُ نِيلا
سامح لطف الله