الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
والصلاة والسلام على نبينا محمد ابن عبد الله وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
وبعد:
كلما أقرأ هذا الحديث للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أقف حائر ومستعجبا في نفس الوقت على متن الحديث حيث يقول عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) ، رواه مسلم .
سأستطرد بآحديث أخرى أيضا عجيبة فتأمل معي أيا المحب واحكم بنفسك
وعن جابر بن سمرة رضي االله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة ) ، رواه مسلم
وعن يزيد بن الأصم قال سمعت معاوية بن أبي سفيان ذكر حديثاً رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمعه ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم على منبره حديثاً غيره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة ) ، رواه مسلم .
وعن عمران بن حصين رضي االله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ) . رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
وعن المغيرة بن شعبة رضي االله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله ) ، رواه البخاري .
لو لاحظت أخي الحبيب معي كل هذه الأحاديث فسوف تستنتج سريعا أنها تتكلم عن طائفة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليها وخصها بأمور وصفات لازمة لها.
وقد أجمع أهل العلم أنها الطائفة المنصورة والناجية، الأمر الى هنا واضح وجلي وعادي أيضا
لكن الغير عادي فيه أنني كنت ولازال يراودني سؤال لعله يراودك أنت أيضا :
من هي تلك الطائفة الآن؟؟؟؟ وهل سأستطيع معرفتها؟؟؟ وبالتالي يسعدك الانظمام فيها لأنها الطائفة المنصورة التي خصها رسول الله بتلك الصفات
لكن هناك مشكلة ، لو تلاحظ أخي المحب خاصة في عصرنا هذا كلنا ينادي بأنه من الطائفة المنصورة وأن الأحاديث تشمله وتخصه .
دعني أقترح عليك حل ربما أكثر حيادية ، فلنأخد مميزات الطائفة وصفاتها التي ذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسقطها على أرض الواقع ونرى على من تنطبق ، هل أنت معي في هذا ؟
هل تراه حلا أكثر عدلا مثلي؟
أم هذا السؤال لايهمك أصلا ولا تريد أن تعرف من هي هاته الطائفة؟
أم انا فقط الذي شغلني هذا السؤال مرارا وتكرارا وحاولت اتباع وتحري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجحت وقارنة فوجدت :
1-بالجمع من الاحاديث نجد أن رسول الله صلى الله عيه وسلم وصفها بأنها طائفة وعصابة
2- فبالرغم من أنها عصابة فكما قال الحبيب أنها ظاهرة على الناس حتى تقوم الساعة ، أي معروفة لكل الناس لكن معروفة بماذا ؟؟
3-نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى صفة لازمة لهذه الطائفة التي لا تنفك منها أبدا وهي القتال
سبحان الله ، أجد نفسي مبهرا حينما أقف على كلام الحبيب المصطفي في كلمة قتال ، فلو قال جهاد لطلع علينا بعض الرويبضة ويقول لك أن الجهاد أنواع فهناك جهاد النفس وجهاد الوالدين وجهاد… ولا يستلزم القتال
فكأن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة القتال وليس الجهاد لكي يكون المعنى أوضح وجلي لبعض المرجفين.
هل وجدت ما وجدت أيها المحب الفاضل، بعد استخلاص صفات هاته الطائفة ؟
ربما تخالفني فيما وجدت أنا وهذا وارد اذا كنت متعصبا لطائفة أو حزب معين أو احدى الجماعات، لكن سأترك لك الجواب والاستنتاج بنفسك
فأبلغني ربما أكون قد أخطأت التقدير
الى ذلك الحين ، أسأل الله أن ينصر هاته الطائفة ويجعلنا منها
فلا تنسونا من الدعاء