اخوانى الاعزاء اعضاء المنتدى الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لقد افتقدتكم كثيرا وافتقدت المنتدى الغالى ولكن كلكم تعرفون الاسباب التى ادت الى ترك كثير من اعضاء المنتدى هواياتهم المفضلة وهى ارتياد المنتدى والتمتع به والاستفادة منه
واذا كان لى رصيد صغير من المحبة فلتتقبلو اعتذارى عن التأخير ( ابو باسل )
بداية اكثر الايام متعة وبراءة والتى نشعر بالحنين اليها هى ايام الطفولة وما فيها احداث عندما نتذكرها نشعر بالشوق المجنون الى العودة اليها
تلك المجموعه القصصية التى اكتبها عبارة عن قصص قصيرة تحكى عن فترة الطفولة وبعض الشخصيات والاحداث التى تمر بنا فى طفولتنا اتمنى ان تعجبكم وتنال رضاكم
اقدم لكم اول قصة منها على وعد بتكملة البقية فى مواضيع اخرى قادمة ان شاء الله
عنوان المجموعه ( 45 يوما ) وهى ستكون القصة الرئيسية فى المجموعه ولكن لم اكمل كتابتها بعد
القصة الاولى التى سوف اطرحها عليكم بعنوان الخاله بهيه
الخالة بهية
لا أنسى ذلك اليوم الذي نالني فيه من الضرب والتوبيخ ما يجعله كافيا لعدم نسيانه طيلة حياتي ,
أتذكره دائما كأنه حدث بالأمس بسبب تلك المراه التى طالما أثارت فضولى وانا طفل صغير لم يبلغ السابعة بعد . بالقرب من ساحة منزلنا القديم المبنى بالطوب اللبن , المصنوع سقفه من فروع الشجر واعواد الذرة اليابسه وقش الارز تجلس هناك تلك المرأه العتيقه التى تفترش الارض مستندة بظهرها الى حائط قديم متهدم عفا عليه الزمن ترتدى ثوبها الاسود القديم وطرحتها السوداء المليئه بالثقوب , اقتربت منها لاكتشف معالم وجهها وملامحها . انها الخاله بهية تلك المرأه التى تحمل ملامح مصرية خالصه . عريضة الجبهه والوجه لها حاجبان نحيلان لا يكفان عن الحركة صعودا وهبوطا وعينان لا تكفان عن الغمز فى كل كلمة تقولها , فراغات واسعة بين ثناياها الضاحكه على الدوام . يوجد اسفل ثغرها وشم صغير عبارة عن نقطة واحده مرسومه باحتراف على شكل دائرة صغيرة ؟ امامها سبت من سعف النخيل يوجد به مجموعه من الادوات التى تستخدمها فى مهنتها . شاكوش وذردية وبعض من اسلاك التربيط واشرطة حديديه رقيقة السمك من تلك التى يستخدمها نجار المسلح , الى جانب مجموعه اخرى من الاغراض والاكياس البلاستيكيه المنتفخه باشياء لم اكن اعيها , تشبة فى هيئتها هذه النساء الغجريات اللواتى كنا نراهم فى التمثيليات والافلام , يتجمع حولها النساء ويستمعون الى احاديثها فى شفغ واهتمام بالغين . يتهامسن باصوات خافته وشاحبة وكأنهن يخططن لمعركة حربيه او يتحدثن فى اسرار عسكريه خطيرة , انها بحر من الاسرار والحكايات والقصص الغريبة والعجيبة , تلك الاحاديث التى يعشقها النساء عن فلانة التى طلقت واخرى تزوجت دون رغبتها وفلانه التى اكتشف زوجها ليلة الدخلة انها ليست عذراء والرابعة هربت مع حبيبها دون علم اهلها ووو الخ .
العجيب فى الامر ان النساء كن يصدقن كل ما تحكيه المرأه ويجلسن بالساعات امامها لتروى لهم من فيض حكاياتها , فتكون مأدبة شهية من القيل والقال والتقطيع فى فرو الابرياء
كانت الخاله بهية تأتى الى شارعنا كل شهر او شهرين تجلس فى نفس المكان ويتجمع حولها النساء فى جلستهم المعتادة ويحضرن تلك الاوانى الفخارية التى تقوم هى بتطويقها بالاسلاك والاشرطه الحديديه بحرفيه عالية حتى تقوى ولا تنكسر عند ادخالها فى نار الفرن الحامية . تجلس بالساعات الطويلة لا تكف يداها عن العمل ولا لسانها عن الكلام . تميل عليها احدى النساء وتهمس فى اذنها بهمهمه غير مفهومه ولا مسموعه فتقوم معها بعدما تفرغ من عملها الظاهر الى عمل اخر خفى ومستتر .
اثارنى الفضول لمعرفة ماذا تريد منها تلك المرأه ولماذا انخفض صوتها وهمست فى اذن المرأه حتى لا يسمعها احد يا ترى ما هو السر الذى تخفيانه فيما بينهما . ظللت افكر كثيرا ولم اعثر على الاجابة وما زاد حيرتى اننى رأيت المرأه تخرج بعد فترة ليست بالقصيرة وتحمل امتعتها وتغادر دون ان اعرف السر الذى اشغلنى ,
جعلت انتظر مرة اخرى قادمة حتى تسنح لى الفرصة المناسبة لاكتشاف السر الغامض .
وكان اليوم الذى انتظرته بعد شهرين تقريبا جاءت الخاله بهية وجلست جلستها واجتمع النساء وعندما قاربت على الانتهاء من عملها مالت عليها زوجة عمى وهمست فى اذنها بنفس الطريقه وقامت معها الخاله بهية ودخلت بها الى ساحة البيت , ومن ثم الى غرفة داخلية بعيدة عن الاعين تسللت بسرعه قبل ان يرانى احد واختفيت وراء صومعة الغلال القديمة وانا اتنفس برفق حتى لا ينكشف امرى جلست الخالة بهية واخرجت من سلتها بعض الاكياس بها مساحيق وشبَه ودقيق وبصل واله شديدة الحده واللمعان وانا فى شدة الدهشة والعجب , ماذا ستفعل المرأه بهذه الاشياء وجاءت زوجة عمى وهى ممسكة فى يدها ابنتها الصغيرة واحدى بنات الجيران وهما تصرخان وتبكيان بكاءا مريرا تتساقط دموعهن على الخدود ويبدو على وجوههن الذعر والهلع وتتحينان فرصة للوذ بالفرار , يبدو اننى اقتربت كثيرا من معرفة السر الغامض ولكن حدثت مفاجأه حيث ان الخالة بهية لمحتنى وانا اتحرك فصاحت وهاجت وماجت وملأت الدنيا صراخا وهى تضرب على صدرها امسكو هذا الولد اللعين قليل الادب هممت بالفرار ولكن لسوء حظى كانت ام الفتاه جارتنا قد حضرت وقد سمعت الضجيج من الخارج وعرفت با لامر فامسكت بى وسلمتنى الى زوجة عمى ارتفعت دقات قلبى وداخلنى شعور بالرعب فانا لا اعلم سر تلك الضجة ولماذا يصرخون بى هكذا انا لم افعل شيئا , انهالت زوجة عمى عليا بالضرب والتوبيخ ومن السباب والشتائم ما لذ وطاب , سمعت جدتى صراخى وكانت تحبنى حبا جما فنادت على زوجة عمى لتتركنى وهى تدعو عليها , بالكاد افلتت يدى بعد صراع طويل ,جريت عند جدتى وجلست الى جوارها وانا ابكى وأئن انينا حزينا فاخذتنى على حجرها وربتت على كتفى وهى تمسح رأسى وتقول بصوتها الحانى الودود لا تبكى يا ولدى تلك المرأه الغبية التى قسى قلبها وانعدم عقلها لا تعرف معنى الرحمة واقسمت انها سوف تشتكيها لزوجها عندما يعود فى المساء واستطردت قائلة لا اعلم كيف اصبحوا امهات انهن بالكاد يصلحن خادمات ولا يستحققن شرف الامومة نزلت كلماتها على صدرى بردا وسلاما, جفت دموعى وابتسمت الى جدتى وسالتها ما الذى يحدث يا جدتى فقالت جدتى فى هدوء وعقلانية تلك المرأه يا ولدى التى تختن الاناث . فسألتها ببراءه ما معنى تختن الاناث فقالت عندما تقترب البنت من سن البلوغ لابد ان تختن حتى تتعفف عن الفاحشه حتى تذهب الى بيت زوجها عفيفه شريفه لم اعى ما قالته جدتى وبدا على وجهى الدهشه فعاجلتنى قبل ان افاجئها بسؤال اخر انت مازلت صغيرا غدا عندما تكبر وتتعلم ستعرف كل شئ ولكن لابد ان تعرف ان ما فعلته كان خطأ ولا يجب ان تكرره فوعدتها بذلك ولكن كان الفضول فى داخلى يقتلنى لمعرفة تفاصيل هذا السر الغامض , خرجت الى الشارع بعد مدة فرأيت الخاله بهية قد فرغت من عملها تقف على باب البيت وقد تأهبت للرحيل وسمعت اصوات البكاء والنحيب من البنات داخل البيت ولا ادرى سببا لبكائهن . ولكنى لم اهتم , قررت ان انتقم لنفسى من تلك المرأه التى كان سببا فيما لحق بى من اذى فجمعت الكثير من الحجارة وجعلت اركض ورائها وان اقذفها بالحجارة واسبها وهى تحاول ابعادى وتتمتم بسباب غير واضح ولا مفهوم . تمت