أخى الكريم :
على افتراض صحة العهد الذى تقصد ، أليس العهد مشروطا ؟؟
إن كان غير مشروط فهو باطل لأن كل عهود الأمان للكفار مشروطة فى ديننا كما قرر علماؤنا . ومن الشروط أن لا يقاتلوا المسلمين أو يعينوا عليهم وغيرها .
والسؤال هنا : ألم ينقضوا العهود من زمن بعيد؟؟ فضلا عن سبهم لنبينا ؟؟
وتعالى معى أخى الكريم ننظر فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم
فى احدى الأيام جاءت مرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ... وكانت عفيفة متسترة .. فجلست إلى صائغ هناك ... فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ,, وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها ... وأ لمسها أو العبث بها ... كما كانوا قبل إكرامها بالإسلام ...
فجعلوا يريدون كشف وجهها ... ويغرونها لنزع حجابها ... فأبت وتمنعت ... فغافلها الصائغ وهي جالسة ... وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه إلى طرف خمارها ... المتدلي على ظهرها ... فلما قامت ارتفع ثوبها من ورائها ,,, وتكشفت أعضؤها ,,, فضحك اليهود منها ... فصاحت المسلمة العفيفة ... وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها ...
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين
سل سيفه ... ووثب على الصائغ فقتله ... فشد اليهود على المسلم فقتلوه ..
فلما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك .. وان اليهود قد نقضوا العهد ... وتعرضوا للمسلمات ,,, حاصرهم حتى استسلموا ... ونزلوا على حكمه ,,,
وكان الحكم هو اجلاؤهم.
ألم يكن اليهود بينهم وبين النبى صلى الله عليه وسلم عهود فى المدينة ؟ ومع هذا أجلاهم النبى صلى الله عليه وسلم من المدينة لمجرد كشف أحدهم لعورة مسلمة .
وعندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه من الخندق، وقد نصرهم الله عز وجل على المشركين وكشف لهم خيانة يهود بني قريظة، ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته يريد أن يغتسل من غبار الخندق والمسلمون يستريحون من عناء الغزوة، أتاه جبريل عَلَيْهِ السَّلاَمُ وأمره بالذهاب إلى قتال بني قريظة وقال له: “ألا أراك وضعت اللامة ولم تضعها الملائكة بعد، إن الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم حصونهم” ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينادي المنادي: “يا خيل الله اركبي، من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة” ، ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الدرع والبيضة، وأخذ قناة بيده، وتقلد الترس وركب فرسه.
وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه إلى بني قريظة وحاصروهم، وتقدمت الرماة من المسلمين وقال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «يا سعد تقدم فارمهم» ، فرماهم المسلمون ساعة ويهود ترامي المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على فرسه فيمن معه، فلما كان الغد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماة أيضا وعبأ أصحابه فأحاطوا بحصون اليهود ورموهم بالنبل والحجارة وهم يرمون المسلمين من حصونهم حتى أمسوا، فنزل نباش بن قيس وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ينزل يهود بني قريظة على ما نزلت عليه بنو النظير، له الأموال ويحقن دماءهم ويخرجون من المدينة بالنساء والذراري، ولهم ما حملت الإبل إلاّ السلاح فأبى رسول الله إلا أن ينزلوا على حكمه.
ولما اشتد الحصار على اليهود نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر الرسول بأسراهم فكتفوا بالرباط، وأخرج النساء والذرية من الحصون فكانوا ناحية، وجمعت أمتعتهم وما وجد في حصونهم من السلاح والأثاث والثياب فوجد فيها ألف وخمسمائة سيف، وثلاثمائة درع وألفا رمح وألف وخمسمائة درع وأثاث كثير وآنية كثيرة، وخمر وجرار فأهرق ذلك كله، ووجد من الجمال والماشية شيء كثير فجمع هذا كله. وطلبت الأوس من رسول الله أن يهب لهم يهود بني قريظة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم» قالوا: بلى، فقال رسول الله: «فذلك إلى سعد بن معاذ» .
وسعد بن معاذ يومئذ مجروح من غزوة الخندق، فأتي به محمولا وهو يقول: “اللهم أطل في عمري لأحكم في بني قريظة” ، ثمّ حكم فيهم فقال: “أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه المواسي، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة سماوات ".
فأمر رسول الله بالسبي فسيقوا إلى دار أسامة بن زيد والنساء والذرية إلى دار ابنة الحارث، وأمر بأحمال التمر فنثرت على بني قريظة ليأكلوا منها ما يشاءون ثمّ غدا رسول الله في يوم الخميس السابع من ذي الحجة والأسرى معه، وأتى إلى السوق، فأمر بالأخاديد فحفرت، وحفر فيها هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وجلس ومعه علية أصحابه ودعا برجال بني قريظة فكانوا يخرجون أرسالاً تضرب أعناقهم، وكان الذين يلون قتلهم على والزبير رضي الله عنهما.
ولما جيء بعدو الله حيي بن أخطب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم يمكن الله منك يا عدو الله ؟ فقال حيي: بلى والله ما لمت نفسي في عداوتك، فضرب عنقه، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل كل من أنبت منهم، وكان من يشك فيه أبلغ أم لا ينظر إلى مؤتزره فإن كان أنبت قتل وإلا ترك في السبي، وتمادى القتل فيهم إلى الليل حتى لما أصبحوا في الغد أكملوا القتل فيمن بقي، وقتل منهم يومئذ ما بين الستمائة إلى السبعمائة وقيل كانوا سبعمائة وخمسين، ولما انتهى المسلمون من قتلهم ردوا عليهم التراب في الخنادق وانتهت بذلك ملحمة من ملاحم العداء بين اليهود والمسلمين ولم ينته العداء فهو باق ما بقي مسلم ويهودي على وجه الأرض.
فهذا فيه الرد على من قال أنهم فى عهد وأمان .