http://almesryoon.com/permalink/26904.html
مقال منشور اليوم بقلمي على جريدة المصريون الرابط اعلاه ه
سكووووت … سنجاهد
ليست المرة الأولي التي أري فيها فيلما يسئ للإسلام ، فمن يراجع مكتبة الأفلام الأمريكية يلاحظ انتهاء الحقبة السينمائية التي تجسد بطولات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ضد أعدائهم اليابانيين " المتوحشين " والألمان " الأغبياء" ، ثم بدأت حقبة أخري بعد حرب الخليج الأولي تجسد الحضارة الغربية في مواجهة الصحراويين العرب ،الذين يسكنون الخيام ويذبحون الحيوانات بأنفسهم ويقمعون المرأة والأطفال ويحرمون الحب بين شاب وسيم وفتاة حالمة فيجعلون نهايتهما وقد دفن جسميهما في حفرة فلا يظهر منه سوي رأسين يدقونهما بالحجارة ، وفي كل مرة لا يخلو الفيلم من مشهد أب يسرق رغيف خبز فيقبضون عليه و يقطعون يده بسكين بارد بينما هو يبكي و يستغيث " أولادي كانوا جوعى .. زوجتي مريضة " ، المهم أنك لا تغادر مقعدك وأنت تشاهد الفيلم إلا وقد شقت صدرك تنهيدة عميقة ... وفي كل مرة تقول " الحمد لله أني عرفت الإسلام وأسلمت قبل أن اشاهد ذلك الفيلم " ، ولم ينقذ المسلمين من تلك الحقبة السينمائية سوي ظهور أفلام المصاصين والمستذئبين والمتحولين ، وهى ظاهرة تعرفت عليها أثناء اقامتي في الخارج مع صديق لا ينام إلا بعد مشاهدة فيلم للمتحولين الذين لا يؤثر فيهم الكلاشينكوف ولا يموتون إلا برصاصة مصنوعة من الفضة .
لم يك اللواء محمد نجيب يعلم وهو يلقي بيانا في اليوم الأربعين للثورة بعنوان " الفن الذي نريده " يحض فيه على مكارم الأخلاق في العالم الفضي وينهى عن مشاهد الرقص والخلاعة والمجون أن زملاءه في مجلس قيادة الثورة سوف يضعون أمر البلاد والعباد بين يدي الممثلات والراقصات ، فيقضين في العلماء والمجاهدين فلا يرد قضاؤهن ، وأن رتبا عسكرية عالية من أمثال المشير والفريق واللواء ستجد طريقها إلي الأسرة الحمراء لبطلات هوليود الشرق بعد سنوات معدودة من تاريخ القائه البيان ، لم يك يتوقع اللواء المهذب أبدا أن قرارات في مستوي اعلان الحرب ، وحفظ الأمن الداخلي ، والعلاقات الخارجية ، وأماكن وطريقة استضافة الرؤساء العرب ، والثقافة و المهرجانات القومية سوف تتم مناقشتها في حفلات السكر والعربدة والمخدرات مع فاتنات الفن السابع ، وأصبح الجيش والسينما ايد واحدة للمرة الأولي في عهد البكباشي وزملائه " البكابيش " ، وبعد أن ضاعت الأرض و انكسر الجيش و ركز العدو رايته فوق بيوت السويس ..جلس الرئيس يبحث أسباب الهزيمة و تداعياتها مع الرفيق .. اعتماد خورشيد ...
كان تحول رواية " حتي آخر العمر " للكاتب الوزير يوسف السباعي إلي فيلم سينمائي مؤشرا على استمالة المصريين نحو السلام المهين ، فالطيار المقاتل لم يجن سوى الإعاقة وجلس حبيس كرسيه المتحرك حتي تجرأ صديقه على محاولة اغتصاب زوجته ... ثم أخرجت لنا السينما فيلم الكرنك يثبت به السادات صورة أجهزة الأمن المقيته في عهد سلفه و للتأكد من وصول الرسالة لم تمانع الرقابة عرض واحد من أفحش المشاهد في تاريخ السينما بين مخرج وزوجته .... لم تكن لحسني مبارك رؤية استراتيجية واضحة للثقافة والفكر ، واختلط الإعلام بالثقافة مع انتشار التليفزيون ومع تولي " صفوت الشريف " حقيبة الإعلام تحولت السينما من التزواج مع المخابرات زواجا سريا إلي تصدير الفحش والرذيلة الي المنازل في كل الدول العربية من خلال التليفزيون فرأي الشباب في غرف الطعام و في حضور امهاتهم واخواتهم رشدي اباظة يغتصب هدي سلطان بعد أن أفزعته صورة زوجها في صدر ابنتها وهو ينتوي ابتداء الإعتداء عليها ... و طارت قلوب العذاري مع لحن الهوي هوايا بينما ميرفت امين ونادية لطفي تتصارعان على الشاب الأسمر ، ولم يعد للشباب حاجة في الذهاب الي دور سينما الدرجة الثالثة لغناهم عنها بالتليفزيون ، وانتهي عهد حسني مبارك والسينما المصرية عبارة عن مجموعة من العصابات ، كل عصابة عبارة عن كتلة متجانسة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين ، تتخصص كل عصابة في إنتاج لون مختلف ولكن يجمعهم جميعا طيف رئيس وهو اهدار طاقة الشباب وفكره .. إن محاكمة السينما المصرية بعد مائة عام من عمرها بمخرجيها و كتابها و ممثليها لابد و أنها ترتبط بمحاكمة أولئك الذين جثموا على صدر مصر ستين عاما أهدروا خلالها أثمن ما امتلكه الشعب المصري .. أرضه وفكره ثم عرضه وكرامته .
واليوم نقف عاجزين بالكلية عن أن نطلب من أبطال السينما المصرية أن يردوا الهجوم عن نبينا الكريم صلوات الله عليه وتسليمه ، فجسمهم الرقيق لا يحتمل تصوير الصحراء ، ولسانهم الركيك لا يقوي على فك شفرة تلاوة أيات الذكر الحكيم والهدي النبوي الكريم ، كما أن ثقافة الكثيرين من فنانينا تتفق مع ثقافة أولئك الذين انتجوا الفيلم ومثلوه ، هذا فضلا عن ضحالة قدراتهم الفنية التي جعلت معظم المصريين والعرب ينصرفون الي مشاهدة الفن التركي والإيراني مدبلجا عن اللسان الأعجمي مفضلين اياه عن " مقالب القمامة " التي يكنسها أدعياء السينما في رؤسنا كل يوم ظانين أن رائحة العفن التي تفوح من أعمالهم سوف تغطي عليها العطور الباريسية التي يهديها لهم ولهن المعجبون من دول الخليج .
إن المواجهة الثقافية مع الغرب قد أصبحت حتما مقضيا ، فلا هم مستعدون للتوقف عن مهاجمة ديننا باعتباره دين الكراهية ولا نحن نقبل بهذا ... وإن سبل المواجهة تتعدد غير أن المواجهة السينمائية تبقى هى الأهم والأنفذ الي العقول و الأقرب الي العواطف والقلوب بما تحتويه من مؤثرات و موحيات تصيب العين والقلب والعقل بسهم واحد وكونها الأقرب الي عقول متوسطي الثقافة وكثير من النساء اللاتي يقاتلن من اجل سماع المسلسل ولو على حساب أوقات الراحة ، وإن السينما المصرية بوضعها الحالي فكرا وشخوصا وأدوات لابد وأنها تعجز عن تلك المواجهة فنيا وثقافيا ، فلابد إذن من تبني استراتيجية جديدة .. وسريعة و إني لأقترح انشاء شركة قابضة للإنتاج السينمائي بمساهمة من دول المؤتمر الإسلامي تتبني الإنتاج الدرامي الإسلامي من أفلام روائية ومسلسلات و افلام للأطفال كما تقوم على الترجمة والدبلجة وانشاء معاهد السينما الإسلامية ووضع مناهجها ... نريد أن نشاهد فيلما سينمائيا يبين لنا تفسير قول الله جل وعلى " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ... " ونريد أن نري كيف عبد اليهود العجل ولماذا ... نريد أن نعرف حال الأقباط في مصر قبل دخول الإسلام إليها ...