بيان السلفية الجهادية في سيناء عن أحداث 16 سبتمبر و الرد علي بيان القوات المسلحة[u]
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد ...
- في ظل الحالة المتردية التى وصلت إليها الأمور في شمال سيناء ... و في ظل حالة الإستخفاف بأمن البلد و إستقراره و رفض كل الأيادي التى مُدَت و كل الأصوات التى بُحَت بهدف حقن الدماء و إعلاء مصلحة الأمة مع رفض التبعية و الخضوع للعدو الصهيوني و تابعه الأمريكي ... و في ظل حالة الإحتقان الكبيرة التى تجتاح أهالي شمال سيناء بسبب ضعف بل و إنعدام الكثير من الخدمات و منها الأساسية فهناك من مناطق سيناء من لا يصل إليهم مياه الشرب إلا بالإعتصامات و قطع الطرق ... في ظل كل هذا يفاجأ الجميع بالأحداث المؤسفة التي تمت يوم أمس الأحد 16/9/2012م ثم يكتمل الأمر ببيان للقوات المسلحة يخالف الحقائق مخالفة تامة و يختلق أمور و يكيل اتهامات و يدعي فضائل عكس ما يحدث على أرض الواقع تماماً .
- و لذلك كان لزاما علينا توضيح الحقائق و الأحداث ليعلم الجميع حقيقة ما يحدث في سيناء و حقيقة الحملة العسكرية عليها و أهدافها الحقيقية ... و هذا سرد لوقائع هذا اليوم كما وقعت و بشهادة كل الأهالي الذين حضروا تلك الأحداث و يمكن لأي منصف باحث عن الحق التأكد من أهل المكان و من شاهدوا الوقائع بأعينهم .
= في الساعة السادسة و النصف صباح يوم الأحد 16/9/2012م إنطلقت حملة عسكرية ضخمة مكونة من أكثر من 20 مدرعة و طائرة مروحية و عدد كبير من القوات إنطلقت إلي قرية المقاطعة ... و قرية المقاطعة لا تأوي أي مشتبه به في أي أحداث و إلا ما تركتها الحملة إلي الأن ... و ما أن وصلت الحملة الى قرية المقاطعة حتي بدأت الأحداث المؤسفة لهذا اليوم .
= أول ما وصلت الحملة للمقاطعة توجه جزء من القوات الى مسجد القرية ( مسجد أبو منير ) و قاموا بالعبث بمحتويات المسجد بطريقة لم تراعي حرمة بيت الله فبعثرت محتوياته و مصاحفه بشكل مؤسف .
= توجه فريق آخر من قوات الحملة الي معهد ابن سيناء الأزهري في أول يوم من أيام الدراسة لهذا العام الدراسي فاقتحمت المعهد ... و المعهد به إستراحة للمدرسين المغتربين و كان بها إثنين من المدرسين فأنقضت القوات عليهم بطريقة وحشية فاصابت الأول بكدمة شديدة في الكتف بسبب اصطدام جانب المدرعة بكتفة ... و إقتحموا على المدرس الثاني إستراحته فقام رافعاً يديه فتم إطلاق طلقة نارية على يده فأُصيبت ... تم إعتقال المدرسين و هم من ابناء الوادي ليسوا من أهالي سيناء... ثم نشروا القناصة و القوات على سطح المعهد و بدأوا في إطلاق النيران عشوائياً .
= قامت الحملة بعدها بإقتحام بعض منازل الأهالي في القرية و إعتقال ثمانية مواطنين و تفاجأ الأهالي أن كل من تم إعتقالهم هم ممن ليس لهم أي علاقة بأي أحداث أو مشتبه بهم بأي جريمة بل و الأعجب أن منهم فتى في الصف الأول الإعدادي و زاد الحنق بسبب طريقة إقتحام منازل الآمنين و ترويعهم بهذا الشكل المؤسف الغير آدمي .
= إستشاط غضب القرية كلها بسبب هذه الإنتهاكات و طريقة الإرهاب التى إتبعتها الحملة مع أهالي القرية بدءاً من إطلاق النار و اقتحام المعهد و إطلاق النار من على سطحه مما أثار الفزع و الرعب في أهالي القرية و إعتقال مدرسين في أول يوم دراسي مروراً بإقتحام المنازل بطريقة همجية غير آدمية و إعتقال ابرياء بدون أي سند أو مبرر فهب مجموعة من الشباب لردع عدوان تلك الحملة فقاموا بإعطاب مدرعتين من مدرعات الحملة و إصابة الطائرة المروحية فهرعت إلي مطار الجورة مما اضطر الحملة للفرار من القرية .
= تم إشتباك آخر في قرية الظهير الساعة الثامنة و النصف صباحاً و تم إصابة سيدة و طفلة بإصابات طفيفة بفعل رصاصات افراد الحملة العسكرية بشهادة المصابتين و أقاربهما و كذا وضعية قوات الحملة على الطريق في مواجهة القرية فكانت رصاصاتهم في إتجاه القرية .
- هذا ملخص أحداث هذا اليوم في أماكن الإشتباكات و يمكن لأي منصف التأكد من هذه المعلومات فكل هذا حدث على الملأ و أمام أهل قرية بأكملها .
- توقع الجميع بعد كل هذه الإنتهاكات من افراد الحملة العسكرية و دفعهم الشباب للمواجهات بسبب أفعالهم ثم الفرار يجرون مدرعاتهم المعطوبة و إصابة طائرتهم ... بعد كل هذا كان التوقع أن تصاب قيادة القوات بالإحراج مما حدث و تحاول إصلاح الأمور بمراضاة الأهالي المتضررين و بتحسين سلوك قواتها و لكن فوجئ الجميع بإصلاح الأمر عن طريق الكذب و الخداع ... فإذا ببيان للقوات المسلحة هو عبارة عن قلب للحقائق بطريقة لا يتخيلها عاقل و الأدهى هي الطريقة الساذجة في الكذب فيمكن التأكد من كذب كل ما ورد في البيان بكل سهولة فهذه الأمور كانت على الملأ كما ذكرنا ... و هذه أهم النقاط التي أوردها البيان المذكور :
1- ذكر المتحدث بإسم القوات المسلحة أنه قد إنطلقت حملة أمنية على قرية المقاطعة " حيث أسفرت نتائجها عن ضبط عدد 10 فرد من العناصر القيادية و الخطرة لهذه الجماعات " الإجرامية التكفيرية كما يدعي ... هذه العناصر القيادية و الخطره هم إثنين من مدرسين المعهد الأزهري و ثمانية من أهالي قرية المقاطعة ليس لهم أي صلة بأي أحداث و ليس لهم توجه ديني من الأساس و المضحك المبكي أن من بينهم فتي في الصف الأول الإعدادي ... هؤلاء يسميهم المتحدث الرسمي للقوات المسلحة عناصر قيادية و خطرة !!!
- ثم تأتي المفاجئة أنه يتم الإفراج عن ستة من المعتقلين العشر في خلال 12 ساعة من وقت إعتقالهم و منهم المدرسين ... فكيف يكون عشرة من العناصر القيادية و الخطرة و يفرج عن ستة منهم في اقل من نصف يوم ؟؟؟؟!!!!.
2- يتابع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة " و كرد فعل إنتقامي من العناصر الإجرامية و التكفيرية قامت مجموعة منها إعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً بإطلاق نيران عشوائية كثيفة على مقر مديرية أمن شمال سيناء ، قسم أول العريش ، مبني النجدة بإستخدام الأسلحة الآلية و قذائف الآر بي جي و الرشاشات المتعددة " ... و فعلاً كان هناك إطلاق نار كثيف في هذه المنطقة و لكن المفاجئة أن إطلاق النار كان من جانب واحد من القوات التى تقوم بحراسة مقر مديرية الأمن ثم تجاوبت معها القوات و القناصة أعلي العمارات التى تواجه مديرية الأمن في إطلاق النار العشوائي مما أثار الرعب في المنطقة كلها ... و الدليل على هذا الكلام واضح و صريح ألا و هو مباني المنشئات التى ذكرها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة و هي موجودة للعيان لم تصب بخدش واحد ... فكيف تهاجم هذه المقرات و المباني الكبيرة بإستخدام الأسلحة الآلية و قذائف الآر بي جي و الرشاشات المتعددة بدون أن تصاب بطلق ناري واحد و لا بخدش واحد .
3- نفس هذا الكلام ينطبق على ما يحدث دورياً عند كمين الريسة الذي أعلنوا الهجوم عليه لأكثر من 35 مرة فلا يوجد هناك هجوم و لا شيء بل إطلاق نار عشوائي من قوات الكمين في المساحات الفارغة خلف الكمين يسمونها طلقات كشفية و لكن لا يصارحون الأهالي بذلك و يتركونهم في حالة الذعر المستمر هذه .
4- يتابع المتحدث الرسمي تصريحاته و يقول " هذا إلي جانب إصابة عدد 2 فرد من المدنيين و هما سيدة مسنة الى جانب طفلة عمرها عشر سنوات و ذلك نتيجة لإطلاق نيران بشكل عشوائي من قبل العناصر الإجرامية و التكفيرية " و هذا الكذب بعينه و بشهادة المصابتين شفاهما الله و من تعود على إطلاق النار العشوائي في كل موقف هم قوات الجيش التي يصيبها الهلع من أي شيء و يقومون بإطلاق النيران بجنون و بشكل عشوائي خطير في أغلب الأحيان و لا أدل على ذلك من إصابتهم للعمارات المقابلة لمدرية الأمن في تبادل إطلاق النار المزعوم .
5- ثم يتحفنا المتحدث الرسمي للقوات المسلحة بمميزات الحملة ألا وهي "المحافظة على أرواح المدنيين و الأبرياء" و يدلل على ذلك إطلاق النار العشوائي بداعي و بدون داعي من قوات الحملة كل يوم ... "التحرك وفق معلومات دقيقة و موقوته" : و لا أدل على ذلك من الإعتقالات العشوائية لافراد أبرياء يتهمون بأنهم عناصر إجرامية و خطرة ثم يفرج عنهم لعدم وجود ما يفيد إدانتهم بأي شيء ... "الدقة و الحرفية في تنفيذ العمليات لتجنب الخسائر في الأرواح" و هو ما ظهر جلياً في إقتحام المدرسة و إصابة المدرسين أحدهم بطلق ناري بلا أي داعي أو سبب .
= هذه تعليقاتنا السريعة على بيان المتحدث الرسمي بإسم القوات المسلحة و إيضاح ما به من مجافاة للحقيقة و الواقع و لكن بنظرة سريعة على الأحداث و طبيعتها و و طبيعة توجيهها ستتضح أمور في منتهي الخطورة :
1- تعمد إستفزاز الأهالي و الشباب في القرية التى توجهت لها الحملة و دفعهم دفعاً إلي الإشتباك مع قوات الحملة لدفع الظلم البين و إمتهان الكرامة و الفزع الذي سببته الحملة في القرية ... رغم أن الأمر كان في منتهي البساطة و لا يستحق كل ذلك و يستطيعون إستدعاء المدرسين و المطلوبين و إستجوابهم بدون كل هذه الأفعال و الإستفزازات .
2- تعمد إشاعة جو من الرعب و إصطناع حالة من عدم الإستقرار بالنسبة للمواطنين و خصوصاً في المناطق البعيدة عن الأحداث كالعريش و ذلك بإصطناع عمليات الهجوم على كمين الريسة الوهمية و غيره من الأكمنة أيضاً و كذا إيجاد حالة من الفزع الشديد لدي المواطنين و الخوف على ابنائهم و ذلك بإطلاق النار العشوائي من حراسات مديرية الأمن و إدعاء وجود إشتباكات وهمية ليس لها وجود .
3- و هذه الأمور تصنع صورة مخالفة لحقيقة الأوضاع المستقرة داخل سيناء و هذا ما شهد به كل من زار المنطقة ليتأكد من الأحداث فيتفاجأ بواقع مخالف تماماً لما يشاع من إنفلات أمني واسع و حرب دائرة يصنعها الإعلام فقط و أن ما يؤرق المواطن في سيناء هو نقص الخدمات و إنعدام الفرص و الأزمات المتتالية في كل إحتياجاته الأساسية .
- و لذلك نرسل سؤالنا لكل ذي صفة في مصر من أول الدكتور محمد مرسي الى رئيس الوزراء و قادة القوات المسلحة و كذا أهل الرأي و الشوري في البلاد :
= لمصلحة من هذا الإفتعال للمواجهات لإشعال الأوضاع و تحويل الأمر الى حرب لا يريدها أحد ؟؟
= من الذي يفتعل حالة الفزع و الرعب لدي المواطنين و لمصلحة من إشاعة جو عدم الإستقرار الأمني ؟؟
= و هل هذه مقدمة لتهيئة الرأي العام بحتمية حرب و قتل و إراقة دماء ليس لها أي داعي ؟؟
= و هل تصب هذه الأوضاع و الأفعال إلا في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب الذي فقد الأمان الذي كان ينعم به و تحولت حدوده مع مصر من أماكن يرتع بها كما شاء الى موطن خطر و رعب و موت يأتيه في أي وقت ؟؟
- ثم نوجه لهم رسالة مفادها :
أولاً : أن أساليب القمع و الإرهاب و الترويع قد فات زمانها و لم تعد تجدي بل و لا تأتي إلا بنتائج عكسية فلن يعد يقبل أحد بالذل و الإستكانة و قبول أساليب أمن الدولة السابق .
ثانياً : و للمرة الثانية نؤكد أن قوات الجيش و الشرطة ليست هدفاً و أن سلاحنا الآن موجه إلي العدو الصهيوني فقط إلا لو إضطررنا إلي الدفاع عن أنفسنا و أهلينا و كرامتنا ... و دل على ذلك تلك الاشتباكات فقد راعي فيها الشباب دفع الحملة للمغادرة فقط و إلا لو أرادوا إبادة هذه الحملة لأبادوها ... كما أنه قد وقع في يد الشباب قائد من قادة الحملة العسكرية بالكامل و هو برتبة مقدم و نتحفظ علي ذكر أسمه ... تمكن منه الشباب هو و سيارته و معه مجندين لحراسته و كانوا يستطيعون قتله إن ارادوا و لكنهم أوصلوا له رسالة بأن سلاح الجيش يوجه في الاتجاه الخاطئ و أن أفراد الجيش ليسوا هدفاً للمجاهدين و أطلقوا سراحه بسيارته هو والمجندين .
ثالثاً : أن هناك من يريد إشعال الفتنة و تأجيج نار الحرب ليحول بأس الأمة و قوة رجالها بدلاً من أن تطال عدوها و تقتص منه و تصون عزة و كرامة الأمة يحولها لتكون حرب داخلية تنهك الطرفين ليستفيد منها أعداء الأمة فقط .
رابعاً : أن الرضوخ للإملاءات الصهيونية و الأمريكية بضرورة القضاء على شباب الجهاد في سيناء العز و تعزيز أمن إسرائيل ... و تجييش الجيوش و الحملات لإراقة دماء شباب الأمة و طليعتها المجاهدة ... هذا الفعل ما هو إلا خيانة لله و لرسوله و للأمة ... و نتيجتها هو الهزيمة و العار في الدنيا قبل الخزي و العذاب في الآخرة.
أخيراً: أن الوقائع و الحقائق التى ذكرت في هذا البيان مؤكدة و ثابتة و يمكن التأكد منها بكل سهولة من شهود العيان فقد وقعت الأحداث على الملأ ... كما أننا علمنا بقيام قناة الجزيرة مباشر مصر بعمل تحقيق عن هذه الأحداث يذاع اليوم و رغم أننا لا نزكي أي قناة إخبارية إلا أن هذا التحقيق فيه شهادات مجردة من الأهالي الذين تضرروا من هذه الحملة وشاهدوا أحداث ذلك اليوم.
هذا ما تيسر ذكره في هذا البيان سائلين المولي عز وجل أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يحكم فيه بشريعته و يعز فيه أهل طاعته و يذل فيه أهل معصيته و ترفع فيه رايات لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقة تنشر النور بعد الظلام و العدل بعد الجور
واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
السلفية الجهادية في سيناء
الإثنين 1 ذو القعدة 1433هـ
17 سبتمبر 2012 م