مشاركة التعاون مع المشركين لمصلحة الدعوة
5- لم يسوِّ الرسول صلى الله عليه وسلم بين المحاد والمحايد والمتعاطف من الكفار
فالمحادين لا يقوموا ولا يقعدوا إلا وهم حرب على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه من تعذيب وضرب وتنكيل وتشكيك وتشريد وطرد بكل الأساليب التي مورست عليهم من أمثال أبو جهل وأبو لهب وغيرهم
والمحايدين مثل وائل بن عمرو السهمي الذي عندما تضارب عمر مع المشركين وكادوا يقتلونه فقال رجل اختار لنفسه دينا فمه !! ومثل من قالوا اتركوا محمدا فإن يظهر فظهوره عز لكم وإن تأكله العرب فقد كفيتموه وهذا موقف ناس عقلاء وهذه ديمقراطيتهم
والمتعاطفين مثل المطعم بن عدي وحكيم بن حزام وأبو طالب وأبو البختري والذين اجتمعوا على نقض صحيفة حصار الشعب وكان حكيم بن حزام ترسله السيدة خديجة بالميرة إليهم في الحصار وقد أكلوا أوراق الشجر حتى تقرحت أشداقهم ويضعوا كما تضع الدواب فهل من يرسل الميرة كمن لا يرسلها ؟ والذين اجتمعوا على نقض الصحيفة وقالوا كيف نجتمع على بيت من بيوتنا ونمنع عنهم الزواج والتعامل والتجارة ونلجئهم إلى شعب بني هاشم ونسمع صياح أطفالهم يتضاغون من الجوع ونحاصرهم هذا الحصار المميت القاتل ؟!! واجتمعوا على نقض الحصار هذه هي الديمقراطية وقتها وهي الخروج من التسلط القاتل
فهل رفض الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الانفراجة من الكفار ؟ كلا بل فرح بها وقال لعمه انظر إلى الصحيفة فلم يبق فيها إلا اسم الله فذهب أبو طالب لهم وقال بيننا وبينكم ما في الصحيفة فعرضوها فوجدوها قد أكلتها الأرضة إلا باسمك اللهم ( هذا في رواية ) فقال لهم صدق ابن أخي فاجتمعوا على نقضها فقالت قريش هذا أمر قد بيت بليل
هل موقف هؤلاء مثل الكفار السفهاء في الطائف الذين أغروا به السفهاء والصبية فرموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين ؟!!
في السيرة النبوية لابن كثير - (2 / 43)
قال موسى بن عقبة عن الزهري: ثم إن المشركين اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا، حتى بلغ المسلمون الجهد واشتد عليهم البلاء، وجمعت قريش في مكرها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية. فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بنى عبدالمطلب، وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم، وأمرهم أن يمنعوه ممن أرادوا قتله. فاجتمع على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية، ومنهم من فعله إيمانا ويقينا. فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعوا على ذلك، اجتمع المشركون من قريش، فأجمعوا أمرهم ألا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا في مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق: لا يقبلوا من بنى هاشم صلحا أبدا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل. فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين، واشتد عليهم البلاء والجهد، وقطعوا عنهم الاسواق، فلا يتركوا لهم طعاما يقدم مكة ولا بيعا إلا بادروهم إليه فاشتروه. (حتى كان يسمع أصوات صبيانهم يتضاغون من وراء الشعب من الجوع.) يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( حتى كره عامة قريش ما أصابهم وأظهروا كراهيتهم لصحيفتهم الظالمة. ) فكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع على فراشه، حتى يرى ذلك من أراد به مكرا أو اغتيالا له، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بنى عمه فاضطجعوا على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بعض فرشهم فينام عليه.( وقد كان أبو جهل بن هشام، فيما يذكرون، لقى حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب، فتعلق به وقال: أتذهب بالطعام إلى بنى هاشم ؟ والله لا تذهب أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة. فجاءه أبو البخترى بن هشام بن الحارث بن أسد فقال: ما لك وله ؟. فقال: يحمل الطعام إلى بنى هاشم. فقال له أبو البخترى: طعام كان لعمته عنده بعثت به إليه، أتمنعه أن يأتيها بطعامها ؟ خل سبيل الرجل. قال: فأبى أبو جهل لعنه الله، حتى نال أحدهما من صاحبه، فأخذ أبو البخترى لحى بعير فضربه به فشجه ووطئه وطئا شديدا. ) فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من بنى عبد مناف ومن قصي، ورجال من سواهم من قريش قد ولدتهم نساء من بني هاشم، ورأوا أنهم قد قطعوا الرحم واستخفوا بالحق. واجتمع أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه. وبعث الله على صحيفتهم الارضة فلحست كل ما كان فيها من عهد وميثاق. ويقال: كانت معلقة في سقف البيت، فلم تترك اسما لله فيها إلا لحسته، وبقى ما كان فيها من شرك وظلم وقطيعة رحم. وأطلع الله عز وجل رسوله على الذى صنع بصحيفتهم فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي طالب، فقال أبو طالب: لا والثواقب ما كذبني. فانطلق يمشى بعصابته من بنى عبدالمطلب، حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش، فلما رأوهم عامدين لجماعتهم أنكروا ذلك وظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء، فأتوهم ليعطوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتكلم أبو طالب فقال: قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم، فأتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها، فعله أن يكون بيننا وبينكم صلح. وإنما قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها. فأتوا بصحيفتهم معجبين بها لا يشكون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفوع إليهم، فوضعوها بينهم، وقالوا: قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا إلى أمر يجمع قومكم، فإنما قطع بيننا وبينكم رجل واحد، جعلتموه خطرا لهلكة قومكم وعشيرتكم وفسادهم. فقال أبو طالب: إنما أتيتكم لأعطيكم أمرا لكم فيه نصف، إن ابن أخي أخبرني، ولم يكذبني، أن الله برئ من هذه الصحيفة التي في أيديكم، ومحا كل اسم هو له فيها، وترك فيها غدركم وقطيعتكم إيانا وتظاهركم علينا بالظلم. فإن كان الحديث الذى قال ابن أخي كما قال فأفيقوا، فو الله لا نسلمه أبدا حتى يموت من عندنا آخرنا. وإن كان الذى قال باطلا دفعناه إليكم فقتلتموه أو استحييتم. قالوا: قد رضينا بالذي تقول. ففتحوا الصحيفة، فوجدوا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قد أخبر خبرها. فلما رأتها قريش كالذي قال أبو طالب قالوا: والله إن كان هذا قط إلا سحرا من صاحبكم. فارتكسوا وعادوا بشر ما كانوا عليه من كفرهم والشدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام على رهطه بما تعاهدوا عليه. فقال أولئك النفر من بني عبدالمطلب: إن أولى بالكذب والسحر غيرنا، فكيف ترون، فإنا نعلم أن الذى اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر من أمرنا، ولولا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد صحيفتكم وهى في أيديكم، طمس ما كان فيها من اسمه وما كان فيها من بغى تركه، أفنحن السحرة أم أنتم. فقال عند ذلك النفر من بني عبد مناف وبني قصى ورجال من قريش ولدتهم نساء من بني هاشم، منهم أبو البختري، والمطعم بن عدي، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة، وزمعة ابن الاسود وهشام بن عمرو، وكانت الصحيفة عنده وهو من بني عامر بن لؤي، في رجال من أشرافهم ووجوههم: نحن براء مما في هذه الصحيفة. فقال أبو جهل لعنه الله: هذا أمر قضي بليل.
وأنشأ أبو طالب يقول الشعر في شأن صحيفتهم ويمدح النفر الذين تبرأوا منها ونقضوا ما كان فيها من عهد ويمتدح النجاشي. ) أ.هـ
6- ثناء الرسول –صلى الله عليه وسلم- على حلف الفضول باعتباره (ينصر المظلوم)، رغم أن من المتوقع والمعلوم ضرورة أنه عند التطبيق سوف يكون هناك خلاف بين الرسول والمشركين حول توصيف بعض القضايا في كونه ظلم أم لا باعتبار اختلاف المنظور الكلي للأمور. إلا أن مجرد رفع الشعار وتفعيله في بعض القضايا والاستفادة منه خير من طرحه جملة وتفصيلا. كما أن قوله عليه الصلاة والسلام عن قريش (والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها) لا يعني أن المشرك يعظم حرمات الله مخلصا بها قلبه وإنما ذلك في ظاهر الأمر. فلو جرى مثل هذا من مشرك لأجابهم الرسول – عليه الصلاة والسلام - إلى ذلك تثبيتا للمعنى
في الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء - (1 / 51)
وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب يصنع به طعاما للحاج فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد , وذلك أن قصيا فرضها على قريش فقال لهم حين أمرهم به يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم وإن الحجاج ضيف الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم , ففعلوا فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه فيصنعه طعاما للناس أيام منى فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام ثم جرى في الإسلام إلى يومنا هذا فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى للناس حتى ينقضي الحج , فمضى أمر قصي في عبد الدار ابنه وجعل إليه كل ما كان بيده من أمر قومه وكان قصي لا يخالف ولا يرد عليه شيء صنعه , ثم إن قصيا هلك فأقام أمره في قومه وفي غيرهم بنوه من بعده
فاختطوا مكة رباعا بعد الذي كان قصي قطع لقومه بها فكانوا يقطعونها في قومهم وفي غيرهم من حلفائهم ويبيعونها , فأقامت قريش على ذلك معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع . ثم إن بني عبد مناف بن قصي عبد شمس وهاشما والمطلب ونوفلا أجمعوا أن يأخذوا ما في يدي بني عبد الدار بن قصي مما كان قصي جعل إلى عبد الدار من الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم فتفرقت عند ذلك قريش ...
فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة . فأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيبا فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها فتعاقدوا وتعاهدوا هم وحلفاؤهم ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين .
وتعاقد بنو عبد الدار وتعاهدوا هم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا فسموا الأحلاف . فبينما الناس على ذلك قد أجمعوا للحرب إذ تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار كما كانت ففعلوا ورضي كل واحد من الفريقين بذلك وتحاجز الناس عن الحرب وثبت كل قوم مع من حالفوا حتى جاء الله بالإسلام فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة . فهذا حلف المطيبين
وقد كان في قريش حلف أخر بعده وهو حلف الفضول تداعت إليه قبائل من قريش فاجتمعوا إليه في دار عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة لشرفه وسنه فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول
واختلف في السبب الذي دعا قريشا إلى هذا الحلف ولم سمي بهذا الاسم ؟
فأما ما دعاهم إليه فذكر الزبير وغيره أن رجلا من أهل اليمن من بني زبيد قدم مكة معتمرا ومعه بضاعة له فاشتراها رجل من بني سهم ويقال أنه العاص بن وائل فلوى الرجل بحقه فسأله ماله فأبى عليه وسأله متاعه فأبى فجاء إلى بني سهم يستعديهم عليه فأغلظوا له فعرف أن لا سبيل إلى ماله فطوف في قبائل قريش يستعين بهم فتخاذلت القبائل عنه فلما رأى ذلك قام على الحجر ويقال بل أشرف على جبل أبي قبيس حين أخذت قريش مجالسها ثم نادى بأعلى صوته ثم قال
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الدار والنفر
وأشعث محرم لم يقض حرمته بين الإله وبين الحجر والحجر ..
فاجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان وصنع لهم طعاما كثيرا وكان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يومئذ معهم قبل أن يوحى إليه فاجتمعت بنو هاشم وبنو المطلب وزهرة وأسد وتيم فتحالفوا على أن لا يظلم بمكة قريب ولا غريب ولا حر ولا عبد إلا كانوا معه حتى يأخذوا له بحقه ويردوا إليه مظلمته من أنفسهم ومن غيرهم ثم عمدوا إلى ماء من ماء زمزم فجعلوه في جفنة ثم بعثوا به إلى البيت فغسلت فيه أركانه ثم أتوا به فشربوه ثم انطلقوا إلى الرجل الذي تعدى على الرجل المستصرخ العاص بن وائل أو غيره فقالوا والله لا نفارقك حتى تؤدي إليه حقه فأعطى الرجل حقه فمكثوا كذلك لا يظلم أحد حقه بمكة إلا أخذوه له . وقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت) . وحكى الزبير أيضا أنه إنما سمي حلف الفضول لأنهم تحالفوا على أن لا يتركوا لأحد عند أحد فضلا إلا أخذوه , وقيل إنما سمي بذلك لأنه لما تداعى له من ذكر من قبائل قريش كره ذلك سائر المطيبين والأحلاف بأسرهم وسموه حلف الفضول عيبا له وقالوا هذا من فضول القوم , وقيل بل كان هذا الحلف على مثل حلف تقدم إليه نفر من جرهم يقال لهم الفضل و فضال و الفضيل فسمي لذلك هذا الآخر حلف الفضول . وأيا ما كان من ذلك فهي مأثرة لقريش من مآثرها الكرام وآثارها العظام نالتهم فيه بركة حضور رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فهو وإن كان فعلا جاهليا دعتهم السياسة إليه فقد صار لحضور رسول الله {صلى الله عليه وسلم} له وما قاله بعد النبوة فيه وأكده من أمره حكما شرعيا وفعلا نبويا .
وقد نشأ بين حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما و بين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان زمن معاوية والوليد يومئذ أمير المدينة من قبله منازعة في مال كان بينهما بذي المروة فكأن الوليد تحامل على حسين في حقه لسلطانه فقال له حسين أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ثم لأدعون بحلف الفضول ) أ.هـ
وقد قال تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين
من كتابي ( تفعيل الغطاء السياسي والخط الحركي )