مقال منشور على المصريون عدد 9/11/ 2012

لم تكد ريم ماجد تكمل سؤالها للواء أحمد زكي عابدين مستعملة ألفاظا معتادة بالنسبة لها ولزملائها في قناة أون تي في المملوكة لنجيب ساويرس من قبيل قطع الأرزاق وخراب البيوت حتي خرج الوزير الأنيق عن هدوئه متهما إياه باختلاق تلك العبارات المثيرة وأنهى المكالمة بطريقة لم تعهدها الإعلامية التي صعد نجمها في المرحلة الإنتقالية " كده من غير مناسبة " مع الإعتذار للمطربة عزيزة جلال . ومن قبلها أشهرت المذيعة جيهان منصور سيفها القانوني ضد الدكتور عصام العريان متهمة إياه بالسب والقذف لأنه قال لها " انت واخدة كام علشان تقولي كده ؟ وهو ما اعتبرته المذيعة اهانة كبيرة ، وعلى غير استعداد ولا ترتيب اتصل الإعلامي سيد على بالدكتور محمد عبد الجواد نقيب الصيادلة ليسأله عما تنوي النقابة عمله لمواجهة قرار إغلاق المحلات في العاشرة مساء ولم يكد سيد على ينهي المكالمة حتي أخبره نقيب الصيادلة أن مكالمته " سدت نفسه " وأنه يحتاج إلي الإستفادة من خبرة سيد على في ممارسة "سد نفس" الناس عن الطعام .
الجامع في المواقف الثلاث أنهم محصلة اتصالات تليفونية من مقدمي برامج حوارية شهيرة على غير موعد مع إثنين من الفاعلين السياسيين وثالث يقف على رأس واحدة من أهم النقابات في مصر والملفت أن الثلاثة أجمعوا على أن مقدمي البرامج الحوارية استعملوا التهويل والترهيب في أسئلتهم من دون مبرر ، غير أن ما يلفت النظر أكثر هو التعجب الشديد الذي علا وجوه الإعلاميين الثلاثة عندما نهاهم المسئولون عن الترهيب والمبالغة فجعل أحدهم يلقي خطبة عصماء ناسبا فيها الفضل في ثورة الشعب إلي القناة الفضائية التي يعمل بها وإلي برامجه الحوارية التي استضاف أثناء فعاليات الثورة في احدها فتاة قدمها على أنها من الثوار لتقص علي الناس قصة تدريبها في الخارج على الخروج على النظام وأن الثورة هى صناعة صهيونية ..... إلي آخر ذلك الحوار الشهير في دنيا البغاء الإعلامي والدعارة الإخبارية وعندما سئل معد تلك الحلقة التي جمعته مع هناء ومع تلك الفتاة المستأجرة بالساعة قال معد الحلقة أنه غير نادم على ما قام به وأن الوظيفة التي يشغلها هى أمنية لكثيرين .
الواضح أن كثيرا من الإهانات تنتظر مقدمي البرامج الحوارية بعد تلمظ الوطنيون لمنازلتهم ورد كيدهم في نحورهم ، والأوضح أن الرأي العام سيكون في الجانب المؤيد لإهانتهم لإحساس الشعب بأنهم أهانوه وأعاقوا تحركه نحو النمو والإستقرار وجاهدوا حق الجهاد لإعادة النظام السابق أو على الأقل منع المحاسبات الثورية حفاظا للمفسدين على أموالهم الحرام وأغلب مديري تلك الحوارات يعملون في فضائيات يمتلكها رجال أعمال النظام السابق .
" هل تريد له أن ينجو بفعلته ؟ " كلمة لوم شديدة تقال دائما في التحقيقات الأمريكية المتعلقة بالجرائم عندما يتجه أحد الفاعلين في التحقيقات إلي فتح باب النجاة لأحد المجرمين ، واسمحوا لي أن أتوجه لكل مسئول بنفس السؤال بخصوص ما فعله الإعلام الإجرامي الذي غطي أحداث المرحلة الإنتقالية فلم يكن سوي معولا لهدمها وثغرة في بنائها ولا أستطيع ولا ينبغي لي أن أنسي تلك الإعلامية التي أذاعت نبأ إحراق المجمع العلمي هى وزميلها ثم احترق من بعد ذلك باثنتاعشرة ساعة ، بما يدل قطعا أن نفس اليد الاثمة التي حرقته هى جزء من جسد كبير كانت تلك المذيعة وزميلها لسانه الناطق ، فهل يقبل المسئولون أن ينجوا أولئك بفعلتهم ؟
إن نفوس الشعب المتأزمة بما فعله الإعلام والإعلاميون بمصرنا لها حقوق ومن تلك الحقوق حق المحاسبة على إجرام الإعلام خلال فترة مرض الدولة وهى أخطاء من الخسة بحيث تتساوي مع من يعتدي على جريح لمجرد أنه ضعيف وكذلك كان الوطن ، ولاشك أن أول عقوبة واجبة على هؤلاء هى حرمانهم من ثمار جرائمهم وأقصد بذلك تلك الأموال التي جنوها خلال المرحلة الإنتقالية ولست أعرف الوسيلة التي تحصل بها تلك الأموال التي هى بلاشك متحصلة من جريمة إشاعة الذعر بين الناس طالما أن النائب العام يستضيف في مكتبه بعضا من هؤلاء الإعلاميين وأحدهم كان بوقا أخرقا للمجلس العسكري ولعله الآن يبحث عن ملجأ أو مدخلا أومغارات هو وأمثاله ممن مثلوا دور المعارضة في مسرحيات لجنة سياسات الحزب الوطني .
لعل المستقبل القريب يحمل الكثير من الإهانات لرموز إعلام المرحلة الإنتقالية وأثرياء الحرب فيها ولن تكون لهذه الحرب ثمرة حقيقية إلا إذا نجح الشعب من حرمانهم ثمرة اجرامهم في حقه وتجريدهم من أموال كانت دافعهم الأكبر نحو تدمير الوطن ... وجزا الله الدكتور عصام العريان ووزير التنمية المحلية ونقيب الصيادلة عنا خيرا .