ثمان سنوات مضت منذ ان قتلت غيلة فى جنوب افريقيا.
امر مروع و صادم للكثيرين.
و بالطبع كان اكثر ترويعا و صدمة لأسرتى و اصدقائى. و دائما ما يكون الامر كذلك. و دائما ايضا ما تسلى الأيام الأهل و الأصدقاء قتنسيهم رويدا رويدا الفاجعة و الحزن . و تشغل الدنيا الأحياء عن أمواتهم و تجرفهم فى دوامتها التى تجرف الجميع. تماما كما جرفتنى من قبل فى حياتى كلما فقدت حبيبا أو عزيزا. و هذه سنة الله فى خلقه و من حكمه البالغة فى تصريف شؤن عباده. و لا يلوم عاقل أحدا على شيئ جبل الله الناس عليه. فكما كان الناس يقولون فى الدنيا ( الحى أبقى من الميت ) . و كل شيئ فى الدنيا يولد صغيرا و يكبر بمضى الوقت الا الحزن , فانه يولد كبيرا و يصغر كلما مرت علبه الايام. فيخفت الحزن فى قلوب الحزانى يوما بعد يوم حتى يصبح الامر مجرد ذكرى لا غير. و ربما تجاوز ذلك حتى يصير الامر نسيا منسيا . و ان جاز لنا أن نستثنى أحدا من هذه السنة الكونية , فلن يكون غير أم و أب المتوفى.
و كما قال شوقى :
و اذا رحمت فأنت أم أو أب : هذان فى الدنيا هما الرحماء.
فلا ثكل قى الدنيا أشد من ثكل الام لولدها و الاب لولده. فالاصدقاء و الجيران و المعارف ينسون المتوفى ثم يتبعهم الاخوة و الاخوات و الزوجة و الابناء و البنات و لكنه ( أى حزن الثكل ) يدوم مع الام و الاب أطول من الجميع و ربما يدوم فلا يفارق الام و الاب الا بالموت . و لا يعرف مرارة هذا الشعور الا من تجرع من كأسه. و كان من فضل الله على أبى أن توفاه الله قبلى بسنوات فلم يفجع فى و لم يذق ثكلى. و بقيت أمى حية من بعدى حتى ينفذ فى و فيها أمر الله و قضاؤه الذى قدر لى و لها أزلا. فلا مبدل لقضاء الله .
و لكن ...............................................................................................
لكل قاعدة استناءات .
و لا تنفى الاستثناءات القاعدة بقدر ما تؤكدها.
و الفاجعة التى فجعتنى ان جاز للميت أن يفجع كما يفجع الاحياء هى أن أمى كانت من هذه الاستثناءات. فسرعان من نستنى و سرعان ما انمحى حزنها على من قلبها. فقد مت و أنا مدين لرجل من ابناء عمومتى. و كان من المفترض من أخى الاصغر الذى حضر قتلى فى جنوب افريقبا أن لا يرجع حتى يسدد دينى و يبرئ ذمتى حتى ترتاح روحى قبل أن يرجع لمصر. و لكنه و للاسف لم يفعل . فقد كان أخى الاصغر اول من نسانى من أهلى ثم تبعه فى ذلك اخوتى و اخواتى لأنهم أيدو ما فعل بقلوبهم و قوالبهم فلم يسددوا عنى دينى حتى الآن. و أنا و ان كنت أشكوهم الى الله لما فعلوه معى بعد وفاتى من تركى أعذب فى قبرى منذ أن مت لعدم سداد دينى , فانى قد أعذرهم فيما فعلوا بى و قد أتفهمه. فقد أغواهم الشيطان و لم يوقوا شح نفوسهم و سيطرت الدنيا على قلوبهم فعزت هى فى عيونهم و هنت أنا عليهم فلم يأبهوا بى و لم يكترثوا لأمرى.
و لكن...................................................................................................
الذى لا أستطيع أن أتفهمه هو موقف أمى التى زادت الطين بلة بموقفها الذى كان أكثر طمعا فى الدنيا و شحا بها عنى و عن فداء روحى من أخوتى و أخواتى الذين ربما يكونوا قد ضنوا على بسداد دينى و فداء روحى ليدخروا ذلك لأولادهم. فكيف استطاعت هى ان تفعل ذلك و هى التى قاربت أن تنهى عقدها السابع و لا يفترض فى من بلغ من العمر مبلغها الا أن يستقبل الاخرة و يستبدر الدنيا و يخرجها من قلبه. لاسيما بعد أن فقدتنى و ثكلت فى. و يفترض فيمن مات مقتولا و غريبا أن يكون أشد ثكلا و ايلاما لأمه ممن مات فى جوراها أو مات موتة طبيعية.
الهذا الحد هنت عليك يا امى و على اخوتى و اخواتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الهذا الحد عظم المال فى عيونكم و حقرت انا فيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف تاكلين و تشربين و تنامين ملء عينيك و انت تعرفين انى اعذب فى قبرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يلذ لك طعام او يحلو فى فمك شراب و انت تعرفين ان ابنك و فلذة كبدك يصطلى فى قبره ؟؟؟؟؟؟؟؟
لو كنت لا تملكين مالا لتسديد دينى ربما كنت عذرتك و عذرت اخوتى من قبلك. اما و قد بسط الله لكم جميعا الرزق , فلا عذر لكم عندى.
كيف تفعلين ذلك و انت الصوامة القوامة التى تتيه فخرا على الناس بكثرة ما حججت و اعتمرت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتصومين و تقومين وتعتمرين و تحجين حقا لله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف تفعلين ذلك و دينى هذا بالكاد يبلغ 5% من ميراثى الذى اقتستميه بعد وفاتى مع اخوتى و اخواتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فورثت انت من كان من المفترض ان يرثك ؟
كيف يطيب لك عيش بعدما تواترت لك الرؤى و الاحلام من القريب و البعيد و القاصى و الدانى اشكو لهم فيها من النار التى تحرقنى فى قبرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الم تاتك يوما صغرى اختى لتخبرك انها راتنى فى منامها معذبا و مضنى و معنى و قلت لها نصا ( حوشى النار عنى ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
8 سنوات و ما زلتم تضنون على بعتق روحى من النار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما اخبرك اخوك الذى هو خالى عام 2010 و كان انذاك حيا يرزق قبل ان يترك دار الباطل و يلحق بى فى دار الحق انى اعذب فى قبرى بدينى الذى لم تؤدوه عنى منذ ان قتلت غدرا فى 2008 ؟؟؟؟؟ فما كان منك الا ان صرخت فى وجهه قائلة
( متقولش الكلمة دى قدامى )
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما ألمك الا أن يقولها أمامك ؟؟؟؟
الو كان قالها من خلفك لارتاحت نفسك و قرت عينك ؟؟؟؟؟
أألمك أن تسمعيها منه و من غيره ؟ ولم يؤلمك أن يكون هذا فعلا و اقع حالى منذ ان مت ؟؟؟؟
هل كل المشكلة عندك ان يقولها خالى أمامك ؟؟؟
هل الحل عندك هو الا يقولها احد لك فى وجهك ؟؟
و لا تثريب ان رددها الجميع فى ظهرك ؟؟
لكم كنت اتمنى أن تخرى مغشيا عليك من عظم وقعها عليك و هولها لما قالها خالى.
لكم كنت اتمنى ان تجهشى بالبكاء جزعا و فزعا اذ سمعتيها منه.
لكم كنت ارجو الا تاكلى و الا تشربى والا تنامى اذ سمعتيها حتى تخلصى روحى مما انا فيه.
و لكن .................................................
هذا للاسف لم يحدث .
ما أقساك و ما أغلظ قلبك الذى كان معى كالحجارة او اشد قسوة
. و ان من الحجارة لما يسقط من خشية الله. و ان منها لما يشقق فتخرج منه الانهار .............................................................................................................
اما زلتم تفاوضون
و تساومون
و تماطلون
و تجادلون
صاحب الدين ليموت أمله فى تحصيل دينه فيقبل مضطرا الثلث او النصف او ايا مما تعرضون عليه و يتنازل عن الباقى مجبورا غير مختار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أهذا ما هداكم ذكاؤكم اليه ؟؟؟؟
اهذا مبلغكم من الجهد فى فداء روحى من النار؟؟
فى 2010 انهلتم عليه جميعا
طعنا
و سبا
و لعنا
و ضربا
أمام الجميع و قلتم جميعا نصا
( مالكش عندنا حاجة . و مش دافعين و لا مليم , هيبقى موت و خراب ديار )
على حد تعبير اخى الثانى , المربى الفاضل رمز القيم و المبادئ , و مثال الورع و العفة و الطهارة.
ثم فى 2012 اى بعد 4 سنوات على قتلى . فوضتم اخى الاكبر صاحب اللحية الكثة و الوجه الصبوح الناصع البياض ليعرض على صاحب الدين 1/4 المبلغ . فلما رفض لم تطرف لكم عين و قلتم بلسان الحال
( يا تقبل ال 1/4 يا تخبط راسك فى الحيطة )
و انا اعلم علم اليقين انكم حتى لما عرضتم ال 1/4 , كنتم تعرضونه لتحسين صورتكم أمام الناس و ليس لفدائى و ابراء ذمتى .
ثم فى 2016 عرضتم عليه ال ( 2/3) الثلثين. فلما رفض , لم تهتز منكم شعرة. و قال مندوبكم المبجل و متحدثكم الرسمى بلسان المقال لا بلسان الحال هذه المرة للرسول بينكم و بين صاحب الدين
( عرفه انه اذا اصر على اخذه دينه كاملا و لم يقبل هذه المرة , فلن يأخذ شيئا مطلقا و أن هذا هو عرضكم الاخير و انه المفروض يحمد ربنا على العرض ده ) .
المتحدث الرسمى بعد 8 سنوات من قتلى ما زال يزمجر و يهدد و يتوعد صاحب الدين حتى يقبل الامر الواقع و يركع مذعنا لأمره و خاضعا لارادته و يقبل شاكرا لأنعمه ما جادت به نفوسكم بعد 8 سنوات من قتلى . ألم يأن له أن يفهم ان الذى يمد رجله لا يمد يده. اراه لم تزده الايام الا حقدا على حقده , و عجرفة على عجرفتة
و صدق رسول الله (ص) لما قال
( اذا بلغ الرجل الاربعين و لم يغلب شره خيره , فليتجهز للنار )
و هو الذى يوشك ان يتم عقده السادس فى بضع سنين و لكنه كمن ران الله على قلبه فلا تزيده الايام الا عمى على عماه و صلفا على صلفه. بدلا من تزيده حكمة و نضجا.
.
يالذكائكم و حسن تصرفكم..................................................................................
تفكير يهود.
تخطيط ابالسة ,
و مكر شياطين .
ولكن
لا يحيق المكر السيئ الا باهله.
ما اجمل ان يكون الرجل ذكيا. و ما اروع ان بستغل الرجل الذكى ذكاءه لياكل اموال الناس و يميت عليهم حقوقهم غير مكترث بنفس من رحمه تتعذب فى قبرها منذ 8 سنوات.
و ما يضيره ان يستمر عذابها 8 سنوات اخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
او حتى ان تعذب الى يوم القيامه بدينها الذى لم يسدد.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الم يخبرك صاحب الدين و يخبرك الناس من قبله و من بعده انه بالاضافه الى دينى عنده قام بتسديد ديونى لمن سواه من خالص ماله قبل ان تمر على قتلى ليلة واحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف قبلت يا امى الغالية ان يكون ابن عمى صاحب الدين ابر و ارفق و احنى على منك و من اخوتى و اخواتى ؟؟
اما كان يجدر بك ان تشكريه على احسانه بى و بروحى بعد موتى بدلا من السب و اللعن و الطعن و الضرب الذى ناله منكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟؟؟؟؟؟؟؟
و لكن كنتم معه كما قال الشاعر من قبل.
و من يصنع المعروف فى غير أهله : يلاقى الذى لاقى مجير ام عامر.
او كما قال الاخر:
اذا انت اكرمت الكريم ملكته : و ان انت اكرمت اللئيم تمردا.
و هذا ما حدث تماما عندما سدد ابن عمى ديونى عند الناس , بدلا من ان تشكروه , صار اعدى اعدائكم و بغيضكم الاول. تماما كانه هو الذى قتلنى , او ربما ان كان هو قاتلى لما كرهتموه هذا الكره و ما حنقتم عليه هذا الحنق.
فالظاهر انكم جميعا سريتم بقتلى بما نالكم من ميراثى.
الم يخبرك صاحب الدين بحديث رسول الله ً(ص)
( لو ان رجلا قتل فى سبيل الله ثم احيى ثم قتل فى سبيل الله ثم احيي ثم قتل فى سبيل الله ثم احيي ثم قتل فى سبيل الله . ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما تخشين ان تعاجلكى منيتك قبل ان يسدد دينى فتظل روحى تعذب به الى يوم القيامة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما تخشين أن تعذبى بعد موتك بما فعلتيه معى؟
هل اعددت جوابا لسؤال لابد لك أن تساليه امام الله ( لماذا هان عليك ولدك الى هذا الحد ؟ )
هل تعتقدين انك اذا مت قبل سداد دينى ان اخوتى و اخواتى سيكونون ارحم بروحى منك و يسددون دينى بعد موتك ؟؟؟؟؟؟؟؟
احقا تظنين انهم سيفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما تخشين ان تموتى انت الاخرى و انت مدينة بدين فيفعل بروحك اخوتى ما فعلوا و فعلت انت معهم بروحى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ايكونون احنى على منك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
او احنى عليك من حنوهم على ؟؟؟؟؟؟؟
هيهات .................... هيهات .........................................
تراكى لو مرضت و نال منك المرض فالمك و اضناك و اقض مضجعك و اخبرك الاطباء ان مرضك سيستمر المه لمدة 8 ايام الا اذا اجريت عملية جراحية بكلفة تقارب دينى ؟؟؟؟؟؟؟ اكنت تتحملين ان تتالمى 8 ايام و تضنين على نفسك بالمال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاجابة : قطعا لا...............................
فلم تركتينى اعذب فى قبرى 8 سنوات و لم يلن لى قلبك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الامهات قلوبهن رحيمة : ما بال قلبك لم يلن لفتاكى.
و اخيرا ................. .................................................................................................... ....
اشكو بثى و حزنى الى الله , و اعلم من الله ما لا تعلمين
غدا نلتقى ,
و غدا لناظره قريب ,
انا و انت و اخوتى الستة عند قاضى السماوات و الارض الذى لا يظلم الناس شيئا و لكن الناس انفسهم يظلمون.