معكم
صديق "مع الناس"
د. أحمد المنزلاوي تعلق بالصحافة منذ فجر الشباب وأرسل مشاركاته إلي معظم الصفحات والأبواب واختص صفحة "مع الناس" بألف خطاب وخطاب وكلما تحدث معي عبر الهاتف سألني عن موعد صدور الكتاب.
هو محمد عبدالفتاح الكاشف صديق مع الناس الدائم لسنوات طويلة الذي رحل عنا مؤخراً.
كان يرسل خطاباً إلي صفحة "مع الناس" كل يوم وأحياناً أكثر من خطاب في اليوم الواحد.. كتب عن المشاكل العامة في قريته "شباس عمير مركز قلين - محافظة كفر الشيخ" كما تضمنت خطاباته مشاكله الشخصية سواء له أو لأسرته أو أبناء قريته.
وفي السنوات الأخيرة تناقص عدد الرسائل وأيضاً عدد المكالمات الهاتفية وعلمت منه بخبر اجراء عملية جراحية خطيره له أرسل خطاباته إلي معظم أبواب وصفحات الجمهورية ونشرت مقالاته بصفحة الرأي وفي أحوال كثيرة كان يتصل بي بطلب توضيح شيء لأحد الزملاء والاستاذ الكاشف من رجال التعليم بدأ مدرساً بقريته وتدرج في سلم التعليم حتي وصل إلي درجة مدير عام.
تعددت اسفاره ورحلاته وكان يروي لي مشاهداته عن المدن والقري التي زارها والطرق التي سافر عليها ومنها الطريق القريب من قريتي بمحافظة الدقهلية.
بدأ رحلته مع هذه الهواية من أواخر الخمسينيات واستمرت علي امتداد نصف قرن وله مساهمات نقدية وأدبية وقصصية وصحفية وكان يتصل يومياً عبر الهاتف إذا أعلنت الجمهورية عن مسابقة من المسابقات وكان دائماً يعرف الحل السليم من خلال ثقافته الموسوعية.
لم تنوقف الصداقة "لصفحة مع الناس" عند حدود شخصية ولكنها امتدت إلي زوجته وأولاده وابنتيه كانت رسائل تشق طريقها إلي النشر بسرعة وبسهولة لانه يكتبها باختصار ووضوح وخط جميل.
وجاء الخبر الحزين في احدي الرسائل التي حملها أحد أقاربه من ابنه حاتم الكاشف وتوالت الرسائل من أصدقاء مع الناس من الاسكندرية رسالة صديق مع الناس المخضرم الاستاذ عبدالفتاح الصحفي مدير التعليم السابق أحد نقباء معلمي الاسكندرية ومكالمة من الصديق الجديد حمادة بدران أبو دوح من اسنا بالصعيد.
تحدثت مع الصديق الراحل عن نيتي اصدار كتاب حول تجربتي في صفحة "مع الناس" ورحب بالفكرة وكان يسألني في كل مرة عبر الهاتف عن موعد صدور الكتاب الجديد.
رحم الله الأستاذ محمد عبدالفتاح الكاشف صديق مع الناس الغالي واسألكم الفاتحة علي روحه والدعاء له بأن يشمله السميع العليم بواسع رحمته.
منقول من جريدة الجمهورية