هل غذاء الجنة مثل غذاء الدنيا.. ؟
يقول تعالى بسورة السجدة ” فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {17} “
و مادامت لا تعلمه فلم تضع له لفظا و مادامت لم تضع له لفظا فليس فى لغتنا ما يؤدى معنى الحقيقة لكن الله يريد أن يعطينا صورة حقيقية فيعطى مثلا …
و مع ذلك قلنا : يتصرف أيضا فى المثل لا يجعله على إطلاقه يتصرف فيه بأن يريد أشياء و أن ينقض أشياء .. فمثلا عندما يعطينا صورة الخمر فى الاخرة يقول بسورة الصافات : ” لَا فِيهَا غَوْلٌ “ أى نزع من المثل شيئا ضارا و هو أن آفة خمر الدنيا أنها تغتال العقل و يعطى لها أشياء ليست فيها فيقول بسورة محمد : ” خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ” .
و يقول مثلا : إن نبق الجنة السدر الذى في الجنة هو ” سدر مخضود “ ينزع منه أذى الشوك الذى فيه : ” مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن و أنهار من لبن لم يتغير طعمه و أنهار من خمر لذة للشاربين و أنهار من عسل مصفى “
و عندما يعرض الحق سبحانه و تعالى لأنواع من فواكه الجنة يقول : عنب و رمان و نخل .. من الأشياء الموجودة عندنا فى الدنيا لماذا ؟؟ لأنه لو جاء بأشياء لم توجد لها نظائر فى الدنيا فمن الصعب أن تقبل عليها النفوس لأنه لم يسبق للإنسان التعرف عليها لكن عندما يقدم لك تفاحا كبيرا و شكله جميل و رائحته أحلى فأنت تعرف التفاح و طبيعته و رائحته فى الدنيا فهل تقبل عليه أو لا تقبل ؟
فيأتيك بما ألفته نفسك واستأنست به فى الدنيا و هنا يقول القرآن بسورة البقرة : ” كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {25} “
و لماذا متشابها ؟
لأنه يؤنسك باستعماله لأن كل غريب مهيب و قد يستهجن .