ناقة صالح
أنا الناقة المباركة المعجزة …
أنا ناقة الله …
أو ناقة صالح كما يقولون علي …
لم أكن قد خلقت بعد حينما بعث الله تعالى نبيه صالحا عليه السلام برسالته إلى قوم ثمود …
و كان قوم ثمود قوما أغنياء أقوياء لكنهم كانوا قوما كافرين معاندين فلم يؤمنوا برسالة صالح بل كذبوه و كفروا به ….
و ذات يوم طلب قوم ثمود من نبيهم صالح أن يأتى لهم بمعجزة خارقة تثبت لهم أنه رسول حتى يؤمنوا به …
كان قوم ثمود يعيشون فى بيوت منحوتة فى الصخر الجبال فطلبوا منه أن تكون المعجزة من صخور الجبال ..
طلبوا منه أن يخرج لهم من صخور الجبال ناقة معجزة ..
كانوا يريدون تعجيز صالح …
و دعا صالح عليه السلام ربه فأخرج لهم من صخور الجبل ناقة معجزة …
و كنت أنا هذه الناقة التى انشقت عنها صخور الجبل ..
و شاهدنى القوم و أنا أخرج لهم من صخور الجبل فهل آمنوا كما كانوا يزعمون من قبل ؟؟؟؟؟؟؟
لم يؤمن بصالح إلا الفقراء من قومه و الضعفاء بينما بقى الأثرياء و الرؤساء على عنادهم و كفرهم ..
برغم أننى كمعجزة قد بهرت الجميع ….
و قد سمعت نبي الله صالحا عليه السلام و هو يطلب منهم ألا يؤذونى أو يضايقونى …
و تظاهر القوم أمام صالح بألا يمسونى بسوء ..
و قسم صالح ماء البئر بينى و بين القوم فكنت أشرب يوما و يشربون يوما و يحتفظون ببقية الماء لليوم التالى …
و مرت الأيام فوضعت وليدا ..
كان هو أيضا معجزة و امتلأ ضرعى باللبن فأخذت أرضع وليدي بحليب طيب مبارك ….
و لما رأى الكفار و المعاندون ذلك طلبوا من صالح أن يأخذوا جزءا من الحليب ..
فوافق صالح عليه السلام بأن يأخذوا حليبي فى يوم و يتركوه في اليوم التالى ليرضع منه وليدي فأصبح الحليب مشترك بين القوم و بين وليدي …
و كان ذلك سببا في التفاف المؤمنين حول صالح ..
و كان ذلك سببا فى ضيق الكفار بي ..
ملأ الحقد و الحسد قلوب الكفار و المعاندين ضدى برغم أنهم يأخذون حليبي الطيب المبارك ..
و لذلك اجتمع الكفار في بيت زعيمهم و تناقشوا في أمرى ..
قالوا إننى كنت سببا فى أيمان الكثيرين بصالح و التفافهم حوله …
و قالوا إن وجودى قد أصبح يهدد مصالحهم الدنيوية حيث كنت سببا في صرف الفقراء عن العمل بالسخرة فى أراضى الأثرياء و متاجرهم ..
و قالوا إن وجودى يذكر أتباع صالح دائما بقدرة الله و يزيدهم إيمانا به ..
و لذلك قرر الكفار التخلص منى برغم أن صالحا قد حزرهم من ذلك …
قال بعضهم : اقتلوا هذه الناقة حتى ينصرف أنصار صالح عنه ..
و قال آخرون : اذبحوها حتى يعود الفقراء للعمل لدينا …
و في النهاية
اتفقوا على ذبحي
و بدءوا يبحثون عمن يقوم بتنفيذ هذه المهمة من الأشرار ..
و أخيرا وجدوهم ..
كانوا تسعة من الأشرار الذين وقع عليهم الاختيار لذبحي ..
و اختار الأشرار التسعة واحدا منهم و كان أقواهم ليقوم بذبحي ..
و فى الموعد المحدد تسلل إلي الشرير الذى وقع عليه الأختيار و هو يحمل سكينا كبيرا ..
و في لحظة غادرة انقض علي و غرس السكين فى رقبتى ..
ذبحنى الأشرار
برغم تحذير صالح لهم من إيذائي ..
و عاقبهم الله بأشد أنواع العقاب ..
لقد دمر الكافرين جزاء كفرهم و عصيانهم لله و رسوله ..
و نجى الله المؤمنين..
قال تعالى : بسورة الأعراف
” وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) “