هكذا أنقذ الله سارة
كان ابراهيم عليه السلام يعلم أن فرعون مصر ما يسمع عن امرأة جميلة الا نالها واستعبدها وضمها الى جواريه 0
وكانت سارة زوجته ذات جمال باهرقيل انها ويوسف عليهما السلام منحهما الله تعالى شطر الحسن الموجود في العالم 0
وسارة هي جدة يوسف عليه السلام ذكر ان الله تعالى خلقها في أحسن صورة لا تنافسها امرأة بجمالها 0 وان أجمل امرأة
في هذا العالم تكون دميمة مهما كان جمالها بالنسبة لجمال سارة 0
فعندما قدما الى مصر وضعها ابراهيم عليه السلام في داخل تابوت عند عبوره ديار مصر وسأله عمال المكوس (الجمارك)
عما في التابوت فأنبأهم أنه شعيرفأخذوا عليه ضريبة على أنه قمح فقبل ثم قالوا لا بل ضريبة بهار فقبل فارتابوا فيما يخفيه
ثم قالوا نريد وزنه ذهبا فقبلواعطاهم سؤالهم0فحيرهم قبوله وخامرهم شك عظيم 0 ففتحوا التابوت عنوة فاذا بالنور يفيض
من وجه سارة 0 وشى بها أحد بطانة السوء الى الملك وأغراه بجمالها وزين له حسنها وحبب اليه الاستحواذ عليها 0
فدعا ابراهيم عليه السلام اليه وسأله عما يربطهما من سبب وما يصل بينهما من قرابة ففطن ابراهيم عليه السلام الى
مأربه وعرف مقصده وخاف ان أخبره أنها زوجته أن يبيت الشر له ويعمل على الايقاع به لتصبح له من دونه ويستأثر بها من بعده 0
فقال له: هي أختي والاخت كما تكون في النسب تكون في الدين واللغة والانسانية0 فهم الملك انها ليست بذات بعل فأمر ان يذهبوا بها
الى قصره ويسوقوها الى مخدعه0 رجع ابراهيم واخبر زوجته ثم اسلمها لعين الله تحرسها وعناية الله ترعاها وتحفظها وقام يصلي0
زينت سارة وهي حزينة وادخلت على الملك ولما اقبل عليها دعت الله تعالى وقالت : اللهم ان كنت تعلم أني امنت بك وبرسولك
وأحصنت فرجي الا على زوجي فلا تسلط علي الكافر فغط وشلت يداه حتى ركض برجله فقالت : اللهم ان يمت يقال هي قتلته ثم قام 0
وتكرر ذلك ثلاث مرات وفي الرابعة قال : ما أرسلتم الي الا شيطانا ارجعوها الى ابراهيم وأعطوها هاجر 0 رجعت سارة الى ابراهيم
وهو ما زال قائما يصلي ويدعو ويسأل الله ان يدفع عن أهله ويرد بأس هذا الذي أراد بأهله سوء قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة)
فعصمها الله وصانها لعصمة عبدة ورسوله وخليله ابراهيم عليه الصلاة و ويقال ان الله تعالى كشف لابراهيم عليه وعلى نبينا
أفضل الصلاة والسلام حتى رأى حال الملك مع سارة معاينة وأنه لم يصل منها الى شيء وفيه أن من نابه أمر مهم من الكرب له أن يفزع الى الصلاة هذ والله أعلم