قال بعض المؤرخين، أن السبب في ضعف رجال مصر أمام زوجاتهم أنه لما خرج فرعون وأشراف مصر للحاق بموسى عليه السلام، وغرقوا فى البحر، لم يبق بمصر إلا العبيد من الذكور وزوجات الأشراف من النساء، فتزوجت هؤلاء النسوة من العبيد، فغلبوا عليهم، وبقى الأمر في نفوس رجال مصر، إلى يومنا هذا، مشاهد ومعروف. فتجد الرجل إما أن يسكت على بذاءة إمرأته، أو يتحمل تدللها المائع الذائد، ومنهم من يسكت لها على الشتيمة والاستهزاء(الا الرجال طبعا)، حتى صارت كنية الزوجة في مصر "الحكومة"، أي التي يخضع لها! وتجد الرجل منهم يبرر ذلك الضعف لنفسه، ولغيره، بأقوال من مثل "كبر مخك"، "يعنى هي الشتيمة بتلزق"، "إحنا برضه رجاله نستحمل"! ومثل هذا الهراء الذي لا ينبئ إلا عن ضعف نفس متأصل لا نراه إلا في الواقع الأسرى المصري، .
وأذكر هذا، بكل ألم وحسرة، في هذا المقام لأن من لم تثور نخوته من إستيلاء زوجه على الأمر والنهي في بيته، لن يثور لكرامة ضائعة ولا حرية مغصوبة.