[img]
[/img]
وسط كل هذه المشاهد القاسية التي لا توصف، شعرت بشعور مرير من الانتهاك. مشاهد البلطجة هذه تُنقل للعالم، بينما يجلس العالم كله أمام الشاشات يشرب الكولا ويأكل الفيشار ويراقب ما يحدث في استمتاع. سيل من زجاجات المولوتوف يسقط فوق المتظاهرين، واستعراض بالخيول، وجثث مكومة يقومون بجرها، واستغاثات من ممر في مسجد قام المتظاهرون بتحويله إلى مستشفى ميداني، والمتحف المصري الذي حفظه الله بمعجزة حتى هذه اللحظة، والذي لو تم تدميره لكانت كارثة كونية لا محلية فقط .. هل هذه مصر فعلاً؟
من فعل هذا؟؟؟؟
من قام بتحويل سمفونية احتجاج الشباب الجميلة إلى مذبحة حقيقية ؟.. ليس الشباب بالتأكيد برغم كل ما يحاولون إقناعنا به في إعلامهم الرسمي. ليس الفتى عادل طالب الكمبيوتر ولا الفتاة مها طالبة الإعلام.. يجب أن تكون مجنونًا كي تتخيل أن محسن مهندس الاتصالات جاء وهو يحمل سنجة وزجاجة ماء نار. تذكر كذلك أن مها تنزف الآن، وأن عادلاً قد استشهد، وأن محسن مختف لا يعرف أحد أين هو .. لكن الإعلام المصري يلومهم بلا توقف.
الوجوه المهاجمة التي تقوم بمظاهرة مضادة هي نفس الوجوه التي اعتدناها في كل مناسبة وكل انتخابات، وهي ما أطلق عليه عبد الحليم قنديل مصطلح (تحالف الأمن والبلطجة) الذي صار القاعدة مؤخرًا. نفس الوجوه التي نعرفها .. هذه فكرتها عن الاستمتاع بالوقت: السنج والبانجو ومطواة قرن الغزال والشبشب أبو صباع .. هم الذين كانوا يهتفون منذ أعوام: يا مبارك دوس دوس .. احنا معاك من غير فلوس
[img]
[/img]