أرضُ الكِـــــــنَانَةِ لا تَلْــــــعبُ
تهبُّ الرِّيـــــاحُ و لا مَــــــهْرَبُ ... فأرضُ الكِـــــــنَانَةِ لا تَلْــــــعبُ
ومِصرُ الكِــــــنانَةِ تـــــــاريخُها ... ينابيــــــعُ تُعطي و لا تنْضُــــبُ
وشعـــــبُ الكِــــــنانَةِ لا ينْزوي ... و لا يَتَــــــوارَى و لا يهــــرُبُ
صبــــــورٌ على ضيـــــقِ أيَّامِهِ ... يُـــداري ويرْضَى ولا يشْــــغُبُ
ولكنَّـــــــــــهُ حينَـــــما يصْطلي ... بِــــنَارِ الإهــــــانَةِ لا يرْهَـــــبُ
ومَا شَعْبُ مِصرَ ســـــوى قصَّةٍ ... بأقــــــــلامِ أمْجـــــادِنا تُكْــــتَبُ
كــذلكَ أُمَّـــــتُنا ، قـــــــــــــلبُها ... سلــــــيمٌ ومعْــــــدِنُها طيِّــــــبُ
وفيها شعــــــــوبٌ بإســـــلامِها ... تعـــــزُّ ومنْ نبْـــــعِهِ تشْـــــربُ
شُـــــــعُوبٌ تمـــــــدُّ لحكَّـــامِها ... يَــــدَ الحـــــبِّ إلاَّ إذاخــــــرَّبوا
توطِّيء أكْــــــــــــنَافَها حـــينَما ... تُصانُ الحــــــــقوقُ و لا تُسْلَبُ
تُسَـــــلِّمُ حكَّامَــــــها أمـــــــرَهَا ... إذا لمْ يخُــــــونوا ولمْ ينْهـــــبوا
شعُــــــوبٌ كرامَتُـــــــــــها دُرَّةٌ ... فلا تُسْــــــتباحُ و لا تُــــثْقـــــبُ
شعوبٌ مشَاعِـــــــرُها عـــــذْبةٌ ... ومَنْــــــهَلُ إيمَــــانِها أعْــــــذَبُ
تُحِــــبُّ الهــــــدوءَ وتَرْضى بهِ ... ويُعْــــجِبُها روضُهُ المُعْــــــشِبُ
ولكِنَّـــــها حيــــــنما تُـــــزْدرَى ... وعن حقِّها في الورَى تُحْــــجَبُ
تصيرُ الشُّعـــــوبُ هُنَا جَــــمْرةً ... مؤَجَّــــــجَةً ، نـــــارُها تَلْهُـــبُ
أَيا شعبَ مِــــــصرَ ويا نِيـــــلَها ... ويا دوْحــــةً روضُــها مُخْصِبُ
يُحَيـــــيكمُ المــــجْدُ مُستــــبشِراً ... بشمـــسٍ منَ العــــدْلِ لا تَغْرُبُ
هـــوَ الحــــقُّ فجــــرٌ لأنْـــوَارِهِ ... بلاَبِــــــلُ أُمَّـــتِـــنا تطْــــــــرَبُ
إذا انْتَـــــشرَ العــــدْلُ في اُمَّـــةٍ ... سَــــمَا قــدْرُها ونَــــجَا المَرْكَبُ
عبد الرحمن بن صالح العشماوي