السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى



 
شباس أونلاينالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
admin



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى Accoun10

الاقامة : السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى Soudia10

العمر : 38

عدد المشاركات : 4284

تاريخ الانضمام : 14/05/2009

SMSالدنيا ساعه فاجعلها طاعه

السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى C13e6510

السيرة النبوية

السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى    30/3/2011, 1:08 pm

السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى Kirysh10
لا أظن أن شعبا تغلغلت في أعماق أبنائه الميول السلطوية مثلما تغلغلت في نسيج الشخصية المصرية بجميع مستوياتها الاجتماعية والثقافية‏,‏ لدرجة أنها تكاد تكون مسجلة علي جيناتها الوراثية‏.‏

هكذا يقول واقعنا اليومي فضلا عن صفحات التاريخ وفصول الأدب القصصي والروائي والمسرحي‏,‏ بل إن دراما الحياة المصرية ينشب فيها الصراع ويتمحور حول قضايا كثيرا ما تكون منتحلة ومعلنة كسبب للخلاف أو مبرر للعراك وهي في الواقع مجرد أقنعة سميكة تختبيء في أعطافها قضية واحدة رئيسية هي الولع بالسلطة والرغبة الدفينة في التسلط‏.‏
المثل الشعبي الدارج يقول‏:‏ هل تعرف فلانا؟ فإن أجبت بنعم يستدرك عليك بسؤال تال‏:‏ هل عاشرته؟ فإن أجبت بـ‏:‏ لا‏,‏ جاءك الرد الحاسم‏:‏ إذن فأنت لا تعرفه‏.‏
نستطيع أن نجري تعديلا علي هذا المثل يعيد صياغته علي هذا النحو‏:‏ هل تعرف المصري؟ فإن أجبت بنعم‏,‏ يستدرك عليك بالسؤال التالي‏:‏ هل تعرفه وقد أصاب مالا أو سلطة أو جاها؟ فإن أجبت بـ‏:‏ لا‏,‏ جاءك الرد المفحم‏:‏ إذن فأنت لا تعرفه‏.‏
وهذا صحيح بدرجة كبيرة جدا‏,‏ أقولها عن يقين وثقة‏,‏ لا بحكم تجاربي الشخصية الكثيرة وحدها‏,‏ بل إلي ذلك بحكم استقراء الواقع الذي نعيشه جميعا‏,‏ وهو واقع متجذر في تربة التاريخ المصري‏,‏ علي الصعيد الشخصي أستطيع أن أحكي لك مئات الأمثلة من المحيط الاجتماعي الذي عشت فيه وحده علي امتداد نيف وسبعين عاما مضت من عمري‏,‏ لزملاء وأصدقاء وأساتذة وجيران ومعارف كان الواحد منهم شيئا بديعا ثم انقلب إلي شيء نقيض تماما بعد أن أصابه مال أو جاه أو سلطة‏,‏ سواء كان جديرا بما تحقق له أو هلفوتا دعيا‏,‏ سواء تم ذلك عبر قنوات شرعية شريفة أو بفهلوة وشطارة أو حتي ببركة دعاء الوالدين‏,‏ حكايات رغم أنها واقع ماثل شاخص في أنظارنا كل يوم في المؤسسات التي نعمل بها أو في سوق الحياة بوجه عام فإنها لو حكيت لبدت ميلو درامية مكرورة كالأفلام الهندية أو كمسلسلات التلفاز وأفلام المقاولات‏,‏ حيث يلتبس الواقع بأصدائه حتي لم نعد ندري أهي صدي للواقع أم أن الواقع صدي لها‏,‏ لكن المؤكد أنها كرست لهذا الواقع في الأجيال الراهنة‏,‏ فكأن هذه المسلسلات والأفلام وثيقة فنية إعلامية تؤكد أن هذه هي القاعدة في واقعنا وما عداها استثناء نادر‏,‏ وأن من يحاول أن يكون من هذا الاستثناء سوف يدفع باهظ الثمن‏,‏ القاعدة هي أنك لكي تعيش وتحقق لعيالك عيشا كريما لابد أن تكون صاحب مال أو جاه أو سلطة‏,‏ فإن لم تكن كذلك تعش العمر كله جنب الحائط في ذل وقهر وفاقة‏,‏ وتهدر قيمتك الانسانية والعلمية والأدبية مهما كنت علي خلق حميد وصاحب علم وموهبة أصيلة‏.‏
في ظل هذه الوضعية الصعبة لن يفيدك علم أو موهبة أو خلق حميد حتي الوصف بالحميد فيه مغالطة‏,‏ حيث لم تعد الأخلاق حميدة علي الاطلاق‏,‏ فمن ذا الذي سيمنحها هذه الصفة اذا كان المجتمع قد أصبح ضدها‏,‏ حتي وإن تشدقنا بمفرداتها ليل نهار في دروس الوعظ المأجور من أصحاب مال وجاه وسلطة لتحذير العامة وتقليم أظافر العوز والحرمان ووأد بذور الحقد في مهدها‏,‏ وإيهامهم بأننا يجب أن نرضي بالمقسوم وإلا كفرنا بالله الذي قسم الأرزاق بكلمته‏,‏ وتلك مغالطة مفضوحة‏,‏ ينفيها قوله تعالي عن أصحاب الأموال والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم الوعظ أصبح تجارة تخدم مصالح ذوي المال والجاه والسلطة‏,‏ أما أنشطة الآداب والفنون المجبولة علي تأديب الانسان وتهذيبه وتنمية ملكاته الخلاقة وتبصيره بقواه الخفية فقد أصبحت في محنة‏,‏ فالمخلص الجاد الملتزم بالضمير الانساني من هاتيك الأنشطة يترصده الأدعياء ممن عينوا أنفسهم أوصياء علي دين وهبه الله للكافة‏,‏ يحاصرونه برقابة جاهلة غبية زرعها فيهم وحرضهم عليها أصحاب مال وجاه وسلطة‏,‏ يعطلونه‏,‏ يوقفون نموه‏,‏ يحاكمونه بتهمة الكفر مع أن الكفر هو ما يفعلون‏,‏ أما الآداب والفنون السطحية المنزوعة الاسم والضمير والقيمة فالطريق أمامها سالك مفتوح‏.‏
وقديما كان لابد لأي عالم أو فيلسوف أو أديب أو شاعر من صاحب مال أو جاه أو سلطة يرعاه وينفق عليه حتي ينتج علما وفلسفة وأدبا وشعرا وأعمالا يعتد بها التاريخ‏,‏ كما حدث مع أقطاب الثقافة العربية الذين بقيت أعمالهم شامخة إلي اليوم‏,‏ لكن ذلك كان في عصور نهوض للثقافة العربية‏,‏ حيث هي آنذاك وليد طازج من رحم ثقافة القرآن الكريم الذي وسع من مدارك القوم وأخصب خيالهم وفتح وعيهم علي منابع العلم والحكمة وما في الكون ـ والانسان تمثيل له ـ من آيات بينات مضمرة في الآيات البيانية الكريمة‏.‏
اليوم لدينا جوائز عديدة يرصدها الأمراء ورجال المال والأعمال‏,‏ لكنها وإن استحقت الشكر مبدئيا لاتزال مضطربة المعايير والضمائر أحيانا لسوء اختيار اللجان التحكيمية من طوائف من نخب حريفة تتعامل مع هذه الجوائز باستخفاف باعتبارها مجرد قلادة أو حلية يعلقها الممولون ـ وكذلك الحاصلون عليها ـ علي صدورهم لاستكمال مظاهر الجاه والأبهة‏,‏ غير أنها أصابت الأوساط الثقافية العربية بحمي الجوائز أصبح مئات الكتاب يكتبون أعمالا علي مقاس الجوائز‏.‏ أصبحوا يبذلون الجهود النقية ويوطدون العلاقات ويترخصون في سبيل الحصول علي جائزة تضفي عليهم شرعية وهيبة يعيشون عليها ويمررون تحت ظلها أعمالا رديئة قليلة القيمة‏.‏
والواقع الماثل‏,‏ كما أثبت التاريخ المعاصر‏,‏ أن الموهبة وحدها أو الكفاءة العلمية وحدها لا تكفي لنجاح صاحبها في الحياة بله أن يصير نجما ذا هيبة وفاعلية‏,‏ وإنما لابد للموهوب وللكفء من سلطة ما‏,‏ تحميه وتفرضه وتنجمه‏.‏ ولا شك أننا نعرف الكثيرين من الموهوبين والأكفاء في جميع الميادين عانوا من التهميش والتجاهل لعدم رضاء السلطات عنهم‏.‏ فالموهوب والكفء إما أن يتقرب إلي ذوي السلطان فيصبح بوقا من أبواقه وعندئذ لا بأس لديه من أن يفقد المصداقية واحترام الجماهير في سبيل أن يبقي النجم الأوحد‏.‏ وإما أن يحترم موهبته فينحاز إلي ضميره فيعيش في شظف أو يهاجر‏.‏ ولربما يكون ذا موهبة استثنائية تقدم للجماهير مالا تستطيع تقديمه الأجهزة الرسمية بنجومها المعتمدين‏,‏ من متاع صادق يلبي احتياجات إنسانية أو اجتماعية أو سياسية تفتقد الجماهير‏,‏ وحينئذ يكون قد حظي بالسلطة العظمي التي تسانده‏:‏ سلطة الجماهير‏.‏
لكن المؤسف أن من يتحقق له ذلك سرعان ما ترتوي في أعماقه البذور السلطوية الكامنةفي أعماقنا نحن المصريين جميعا بدرجة أو بأخري بصورة أو بأخري‏,‏ فما أن يستشعر أصداءه لدي الجماهير أيا كانت الوسيلة التي وصل بها إليهم حتي يصبح بدوره سلطة من نوع ما‏,‏ ذات نفوذ من نوع ما‏.‏ ومرض السلطة عندنا مقرون بصفة الوحدانية‏,‏ حيث يتوهم النجم أنه الأوحد في ميدانه والباقون مجرد سنيدة‏.‏
ولأن الولع بالسلطة ظاهرة مصرية فإن الجمهور يتطوع بأسطرة النجوم ويخلع عليهم الألقاب التي تصادف هوي في نفوسهم‏,‏ أمير الشعراء‏,‏ شاعر النيل‏,‏ عميد الأدب‏,‏ عميد المسرح‏,‏ كوكب الشرق‏,‏ موسيقار الأجيال‏,‏ شاعر الشباب‏,‏ سيدة الشاشة‏,‏ فنان الشعب‏,‏ نجمة الجماهير‏,‏ وكلها ألقاب ذات طابع سلطوي تهدف إلي التأثير والاستحواذ‏.‏
والواقع أننا جميعا ـ بشكل أو بآخر ـ ذوات سلطوية علي درجات متفاوتة‏,‏ في مجتمع رئاسي سلطوي‏,‏ كل واحد يتصور ـ بالحق أو بالباطل ـ أنه منفرد في مهنته‏,‏ أنه الأفضل‏,‏ والأحق‏,‏ والمهضوم الحق مهما تحقق وانتشر الاستعلاء الأجوف سيد الأخلاق‏.‏ المظهرية ضرورية‏.‏ ماإن يعين الواحد منا في منصب حتي يكون أول شيء يهتم به قبل تسلم عمله هو تجديد حجرة المكتب التي سيشرفها بالجلوس فيها‏,‏ قد يكلف جهة العمل مئات الألوف من الجنيهات في دهن حوائط وتجديد أثاث‏,‏ واختيار سكرتيرة حسناء‏,‏ وطاقم من المساعدين قديخالف اللوائح ويطلبهم من خارج المؤسسة بمرتبات وبدلات لاسيما أن حكومات الحزب الوطني كان تتيح لكل رئيس مؤسسة أن يتملكها ويتصرف فيها تصرف الملاك وهيهات أن يردعه رادع‏,‏ فما بالك بالمحافظين ورؤساء المجالس المحلية؟ وكل مسئول من هؤلاء وأولئك ـ لفرط تورمه الذاتي بنفخة السلطة ـ لا يفطن ـ أو ربما يفطن ـ إلي أن رئيسه قد اختاره لهذا الموقع أوذاك ليس لكفاءته بل لضعف شخصيته وضحالة إمكاناته لأن رئيسه ذاك ـ مثلما اختاره رئيسه هو الآخر ـ لم يطلب كفاءة تنهض بالموقع‏,‏ طلب إمعة تقبل الانصياع لأوامره ورغباته ومغامراته وشطحاته‏,‏ يطلب منه أن يتصاغر أمامه بنفس القدر الذي تصاغر هو به أمام رئيسه‏.‏ ومثلما قبل هو ذلك بل لعله سعي إليه بكل الوسائط والسبل من أجل الحصول علي المال والجاه والسلطة فإن مرءوسه سيقبل لأنه صورة طبق الأصل منه بل لعله أوسخ منه عدم المؤاخذة‏.‏

منقول من جريدة الاهرام
 

السلطة ولع مصري‏!‏ للأديب خيرى شلبى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» كتاب فى بيتنا طه حسين للأديب الاستاذ خيرى شلبى
» الكاتب خيرى شلبى
» أولي خطوات تسليم السلطة(طنطاوى ينقل السلطة التشريعية للبرلمان)
» إطلاق اسم خيرى شلبى على احد شوارع شباس عمير
» بالفيديو جنازة الأديب خيرى شلبى بشباس عمير
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء شباس عمير :: القسم العام ::   :: المواضيع العامة-

جميع المشاركات والمواضيع في منتدي أبناء شباس عمير تعبر عن وجهة نظر كاتبها|جميع الحقوق محفوظة لمنتدى أبناء شباس عمير 2011

 

©phpBB | الحصول على منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع