الجيش السوري بين المجد والهاوية
لا يوجد جيش في أغلب الدول يستطيع أن يدير معركة بدون شعب يحميه ، الجيش والشعب هما جيش فقط وهما شعب فقط وإن انفصلا ضاع كلاهما على يد المستعمر ، وإن الوقيعة بين الجيش والشعب هى بلا شك تمهيد لمعركة عسكرية فإن فشلت الوقيعة بين الشعب والجيش سد كلا منهما ثغرات وهوات تعتري جسد الآخر وإن نجحت الوقيعة فهي ببساطة المرحلة التمهيدة للإحتلال الأجنبي .
كانت الشعب اليهودي في عام 48 من اصغر شعوب العالم ولكن الشعب توافق على أن يكون كله جيش واستطاعت اسرائيل قبل أن تكون دولة اسرائيل أن تحشد على ثلاث جبهات عربية 750 الف جندي في حين لم تنجح كل الدول العربية في حشد 100 ألف جندي وكانت النتيجة كما هو معلوم اقامة الدولة العبرية على ارضنا العربية في فلسطين وسيناء . والمتأمل في هذه الهزيمة يري بوضوح أن ثمة فتق كان بين الجيش العربي والشعب العربي إذ باستثناء كتائب الإخوان المسلمين الذين استطاع الإمام الشهيد حسن البنا ارسالهم الي الجبهة فإن ثمة مشاعر بالقهر كانت بداخل الشعوب وكذلك كانت عوامل التعمية والتغريب في بلادنا السليبة بالإضافة الي الخيانات والإحتلال منعت الشعوب من المشاركة في العمليات وتلقي التدريبات . وربما ظن جمال عبد الناصر أنه مبعوث العناية الإلهية أو أنه ليس بشرا عاديا مثل كل البشر يصيب ويخطئ ، ربما ظن أنه ملهم بالقدر الذي يستطيع ان يقود معركتين بنفس الخطة ونفس الأخطاء ونفس الأشخاص ونفس المقدمات ونفس الأعداء ونفس الهزائم ونفس الأرض المحتلة . وفي الحالين كان جمال عبد الناصر قد انفصل تماما عن الطبقة المثقفة في البلاد والتي تمثل عصب الشعب وزرع الخوف والقهر ولم يكن يتورع أن يعلق على حبال المشانق علماء الأمة في كافة المجالات الفكرية والعلمية والدينية والقانونية واصبح التخابر على الشعب هو مهمة الجيش وأصبحت العمليات الحربية داخل السجون وليست على مشارف الحدود وانفصل الشعب المقهور عن الجيش بقدر ولكن على أعتاب السويس وقف العدو لا يدري ماذا يفعل مع الكثافة السكانية الضخمة فتوقف عن الزحف الي القاهرة . وما أن تمت المصالحة حتي استشرف الوطن النصر في حرب 73 . وجاء حسني مبارك وحكمنا ثلاثين عاما انفصل فيها الشعب المصري تماما تماما عن الجيش وتمنت فئات كثيرة فيه يوما من أيام الإحتلال لينقذوا أولادهم من التشرد وليوفروا لهم الحد الأدني من الحياة التي توفرها اسرائيل لعرب الداخل ( 48) من حقوق ومنها حتي حق الترشح للمجالس النيابية ، إن مصر في صبيحة 24 يناير كانت بلا شك مهيئة لتلقي هزيمة جديدة كان الشعب فيها مستعدا لمد يد العون للشيطان لينقذه من ويلات حسني مبارك وعصابتة الملعونة ولولا فضل الله الذي جعل في الجيش المصري كوادر تدرك معني انفصال الجيش عن الشعب وما يمثله ذلك من تهديد للجيش والشعب معا وأدركوا أن تسليحهم ومعداتهم لا تتناسب اطلاقا مع حجم المخاطر التي يتعرضون لها ولا مع ضخامة الإقتصاد المنهوب الذي يتكفلون بالدفاع عن مقدراته ولا يدافع هو عن ارواحهم . ولعل تجربة العراق غير بعيد إذ سلم العراقيون بلادهم إلي الأمريكين وخروجوا في مظاهرات احتفال بالقوات الغازية وكانوا أكثر من مستعدين لتسليم البلاد لأمريكا واسرائيل لأنهم مهما كانوا أخف فتكا واقل بطشا من الطاغية صدام حسين .
- ما يحدث في سوريا الآن هو فصل عبثي من فصول الضياع التي تمر بها امتنا المجيدة وإن ضرب الجيش السوري للشعب السوري هو بلا شك تمهيد لعمل عسكري اسرائيلي يقف الجيش السوري فيه موقف المهزوم وهو الذي لم يقف أبدا موقف المنتصر من قبل لسبب وحيد هو أن الجيش ينظر إلي الشعب نظرة الإستعباد والشعب ينظر الي الجيش نظرة الخوف واليأس والقهر وهذا النوع من الأفكار لا يمكن أن ينتج مقاومة شعبية ولا أحاسيس وطنية و لا يدفع عن البلاد ابدا اخطار الخارج ، ان اختيار النظام السوري للجيش ليقهر الشعب هو اختيار للهزيمة وتسليم البلاد إلي العدو وأنا متأكد ان الشعب سينتصر لا محالة ولكن ان استطاع بشار قهر الإرادة الشعبية فإن أول ما يمكن له أن يفعله بعد ذلك مباشرة هو تسليم الجولان الي اسرائيل وعقد معاهدة سلام معها لا تتضمن ولا تشير إلي الإنسحاب منها لانه ببساطة لا يملك الشعب الذي يدافع عن ارضه وسوف ترضي اسرائيل بذلك وسوف تقبل بشار الأسد حاكما لسوريا كما قبلت من قبل امريكا الشاه حاكما لإيران ولكن سرعان ما يعود الشعب للثورة .

كلما أقرأ مشاراكاتك أصاب بالسعاده والأمل فى شباب شباس عمير لذا أرجو المواصله فى الكتابه مع أمنيتى لك بالتوفيق ولشباب البلد

مشكور يا استاذنا على هذا المقال الرائع وعلى النظرةالشمولية والموضوعية للاحداث
وان كان واجب علينا تقديم اسمى معانى الشكر والعرفان للجيش المصرى والقوات والقيادات المسلحة المصريةعلى موقفها العظيم وحمايتها للثورة المصرية وحرصها على ابناء الوطن وتاكيدهالمستمر على رعاية الوطن وحمايه ممتلكاته وابناؤه
راجين من الله ان ينضم الجيش السورى للشعب السورى ضد هذا الحاكم الطاغية العلَوى وباذن الرحمن النصر سيكون حليف الارادة الشعبية ضد الرئيس
ابن ؟؟؟؟؟؟؟ اللى ابوه اسد

قشدة

استاذ محمود والله الواحد بيبكى لما يشوف الوضع فى سوريا اخطر من ليبيا بكتييييييير شئ لا يطاق