ذكر وفاة موسى عليه السلام
إنّ موسى كره الموت فأراد الله أن يحبّب إليه الموت، فأوحى الله إلى يوشع بن نون، وكان يغدو عليه ويروح، ويقول له موسى: يا نبيّ الله ما أحدث الله إليك؟ فقال له يوشع بن نون: يا نبيّ الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله لك ولا يذكر له شيئاً، فلمّا رأى موسى ذلك كره الحياة وأحبّ الموت.
وقيل: إنه مرّ منفرداً برهط من الملائكة يحفرون قبراً، فعرفهم فوقف عليهم، فلم يرَ أحسن منه ولم يَر مثل ما فيه من الخضرة والبهجة، فقال لهم: يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر؟ فقالوا: نحفره لعبد كريم على ربّه، فقال: إنّ هذا العبد له منزلٌ كريم ما رأيتُ مضجعاً ولا مدخلاً مثله، فقالوا: أتحبّ أن يكون لك؟ قال: وددت، قالوا: فانزل واضطجع فيه وتوجّه إلى ربك وتنفّس أسهل تنفس تتنفسّه، فنزل فيه وتوجّه إلى ربه ثم تنفس، فقبض الله روحه ثمّ سوت الملائكة عليه التراب.