بالرغم من أن كثيرين لم يسمعوا عنها من قبل، فإن قرية «كفور بلشاى»، التابعة لمركز كفر الزيات فى محافظة الغربية،أصبحت أحد أكبر البؤر الإجرامية فى مصر، وأضحت أحد أهم معاقل تجارة المخدرات.
حال القرية دفع بالاهالى إلى تنظيم أكثر من مظاهرة، أمام ديوان عام محافظة الغربية ومديرية الامن، للمطالبة بالتدخل العاجل، لإنقاذهم من بحور الدم التى تسيل يوميا بين عائلات تجارة الكيف، والتى يذهب ضحيتها الأبرياء.
تعتمد قرية كفر بلشاى على موقعها المتميز على نهر النيل فرع رشيد، فالزراعات الكثيفة، جعلتها مرتعا لتجار البانجو والحشيش والأفيون والهيروين، وأصبحت مقصدا ومزارا لأصحاب المزاج.
وتصل المساحة المزروعة من أراضى القرية إلى 8133 فدانا، ويبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة، وتحدها شرقا ترعة الباجورية، وغربا فرع رشيد، والذى يفصل بينها وبين محافظة البحيرة، ويحدها شمالا مركز بسيون، وجنوبا مدينة كفر الزيات، وتشتهر القرية بمصانع الطوب، وثلاجات الخضراوات والفاكهة، ومزارع الدواجن والمزارع السمكية، كما تشتهر بزراعة الأرز والخضراوات.وتضم القرية 6 مراكز للشباب، و3 مكاتب بريد، وبنكين للتنمية والائتمان الزراعى، و6 وحدات صحية، لكنها تعانى من غياب الوجود الأمنى، حيث تتبع أمنيا مركز شرطة كفر الزيات.
تجارة المخدرات بالقرية لم تظل بمفردها، بل نمت بجانبها تجارة السلاح، وأصبح مألوفا لمرتادى القرية، رؤية الأسلحة الآلية فى أيدى صغار السن، وتراوح سعر قطعة السلاح الآلى ما بين 7 آلاف جنيه إلى 70 ألفا.
وعلى الرغم من قيام قوات الأمن بحملات تمشيطية بين الحين والآخر للقبض على بعض التجار، فإنهم ينجحون عادة فى الهروب واللجوء إلى مخابئ سرية، أو الهروب عبر مراكب وقوارب صغيرة إلى أماكن بعيدة داخل مياه النيل، بالقرب من حدود محافظة البحيرة.
تضم قائمة تجار المخدرات بالقرية عشرات الأسماء، لكن «م.م.ف» يعد أشهرهم، حيث يعتبر محل إقامته وممارسة نشاطه من القلوع الحصينة بالقرية، وتم القبض عليه منذ عدة أشهر وبحوزته كمية كبيرة من المخدرات، وذلك بعد تبادل إطلاق النيران بينه وبين قوات الأمن، التى استخدمت سيارات لنقل الرمل والزلط للدخول إلى القرية، للقبض على المتهم الهارب من عدة أحكام جنائية، منها حكم بالمؤبد.
أحد أهالى القرية قال إن تجارة المخدرات انتشرت بالقرية منذ زمن بعيد، على يد أحد الأباطرة يدعى «ا.ح»، والذى كان يطلق عليه «ملك تجارة الكيف» بكفور بلشاى، وتم القبض عليه.
وتتركز مخازن المخدرات على ضفاف نهر النيل، ويوجد وكر آخر بقرية قليب أببار التابعة للوحدة المحلية لكفور بلشاى.
ويعمل لحساب تجار المخدرات كمخبرين سريين، بعض سائقى التوك توك والصبية بالقرية،فعند دخول أحد أفراد الأمن إلى القرية، يتم إخبار تجار المخدرات فى الحال، ليتمكنوا من الهرب.
الزائر الغريب لقرية كفور بلشاى سئ الحظ دائما، ففور دخوله القرية، يتم وضع علامة على ملابسه بلون مميز دون أن يدرى، وذلك إما باستخدام «النبلة أو الطباشير»، ليتم تمييزه طوال فترة وجوده لكل الموجودين بالقرية، وتختلف العلامة حسب تبعيته للأمن، أوكونه زبونا يتردد على القرية لشراء المخدرات، أو شخصا عاديا قدم لزيارة أحد أقاربه بالقرية.
ولا يجد رجال الأمن عند محاولتهم الدخول للقرية، سوى استخدام سيارات النقل أو سيارات الشيبسى،بعد أن يتم التنسيق مع قطاع الأمن العام، والأمن المركزى وقوات إضافية، فتوجيه الحملات الأمنية إلى القرية أمر محفوف بمخاطر كبرى.
كما ان ترتيب هجوم امنى على القرية من خلال نهر النيل، امر بالغ الصعوبة، نظرا لعدم وجود شرطة مسطحات مائية بالمنطقة، والسيطرة الكاملة التى يفرضها تجار المخدرات على شاطئ نهر النيل، حيث تتمركز مخازن المخدرات، كما أنه يعد طريقهم الآمن للفرار من الشرطة.
المراكب يتم استخدامها في تهريب المخدرات