المغربي ورشيد وجرانة ووالي وغالي ومنصورتأممت ثروات آبائهم.. فعادوا لينتقموا
يوليو أممتهم.. و25 يناير كشفت ملياراتهم الإصلاح الزراعي وزع أراضي والي علي الفلاحين فقتلهم بالمبيدات المسرطنة
محمد مرسي
حظمت ثورة 23 يوليو 1952 أسطورة الاقطاعيين في العهد الملكي في عدد من العائلات معروفة بالثراء الفاحش وأممت الثورة ممتلكاتهم وأحالت أراضيهم للاصلاح الزراعي لتوزيعها علي الفلاحين ليخرج الأبناء والأحفاد في عصر الانفتاح.. جاءت رحلة الانتقام من الشعب المسكين واستودوا الأموال المؤممة والنهب العام علي حساب قوت المصريين وجاء مبارك ليفتح لهم الطريق علي مصراعيه للسلب والنهب من قوت الشعب ليتصدروا المشهد الاقتصادي مرة أخري وقرر الوريث جمال مبارك رد الاعتبار لهذه العائلات بمنحهم حقائب وزارية سيادية حققوا من خلالها ثروات خيالية اختفي فيها الملايين وظهرت المليارات حتي جاءت الثورة الثانية في 25 يناير لتزيح الستار عن أكبر عملية فساد اقتصادي وسياسي في تاريخ مصر وان أحفاد اقطاعيين الملكية عادوا من جديد للانتقام.
تصدرت أسماء عائلات شهيرة المشهد بين الثورتين 23 يوليو و25 يناير في مقدمتها المغربي وجرانة ومنصور ورشيد وبطرس غالي ووالي والجبلي.
اتفق الرأسماليون الجدد علي الاستواء بالخارج عن طريق الحصول علي جنسيات أجنبية لهم ولأسرهم يتقدمهم محمد منصور وزير النقل الأسبق وامبراطور السيارات بالجنسية الأمريكية وكان مسئولاً عن بعثة طرق الابواب التي تمهد لزيارة الرئيس السابق ووفد رجال الأعمال المصاحب له وكذلك وزير المالية الهارب يوسف بطرس غالي "الأمريكية" بينما اختار زهير جرانة الجنسية البريطانية لزوجته ونجله زهير بينما اختار لابنته انجي الجنسية الفرنسية وهو ما ساعد علي تهريبهم خارج البلاد وبجوازات السفر الأجنبية.
ويحمل أحمد المغربي الجنسية السعودية وهو كان سبباً في تأجيل أدائه اليمين عند اختياره وزيراً وكان لذلك أثراً في قيامه بتخصيص أراضي بالجملة لرجال أعمال سعوديين.
لجأ الرئيس السابق ونجله جمال إلي طريقة مبتكرة في تشكيل الحكومة رفعا شعار "رد الاعتبار" بالاستعانة بأبناء الاقطاعيين الأوائل كنوع من التعويض والمكافأة عما تعرضت لهم عائلتهم من ثورة يوليو ومنهم وزير السياحة السابق المحبوس زهير جرانة حفيد زهير جرانة باشا الوزير الاسبق في عهد الملك فاروق ووزير الصحة الأسبق حاتم الجبلي نجل وزير الزراعة الأسبق مصطفي الجبلي وأمين أباظة وزير الزراعة هو سليل عائلة الأباظية الشهيرة ويوسف بطرس غالي حفيد بطرس غالي الكبير رئيس الوزراء الأسبق ومحمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق نجل ابن شقيق فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء الراحل.
تميزت حكومة أحمد نظيف بانها جمعت شمل هذه العائلات القديمة فأحمد المغربي ابن خالة محمد منصور وزهير جرانة ابن خالة أحمد عز وأنس الفقي وزير الاعلام ابن خال علي المصيلحي وزير التضامن السابق ثم وقعت مصاهرات بينهم أيضاً.
يعد أحمد المغربي واحداً من أقوي وزراء حكومة نظيف ورث عن والده الذي أممت ثورة يوليو ثروته عدداً من الشركات استطاع تنميتها إلي أضعاف خلال فترة توليه حقيبتي السياحة والاسكان ودخل السياحة بثروة تقدر بثلاثة مليارات وصلت إلي 11 مليار في 6 سنوات فقط.
لم يكتف المغربي بهذه المليارات ودخل في شراكة مع ابن خالته وصديقه محمد منصور وأسسا شركة منصور والمغربي للاستثمار والتنمية والتي بسببها افتضحت صفقاتهما في بيع جزيرة أمون باسوان لأنفسهما بثمن بخس آثار الرأي العام حتي تدخل الرئيس السابق وفسخ العقد ثم شروع بالم هيلز الذي خصص فيها ملايين الأمتار لأبناء خالته آل منصور بسعر 350 جنيهاً للمتر مع الاعفاء من رسوم المرافق والضرائب.
احتل البطارسة عائلة بطرس غالي المشهد السياسي في العهد الملكي بداية من بطرس غالي باشا رئيس الوزراء ابان حادث دنشواي الشهير وكان متهماً بموالاته العلنية للانجليز مما كان سبباً في اغتياله علي يد ابراهيم الودراني تاركاً أملاكاً ضخمة من الأراضي والعقارات والقصور التاريخية التي أممت ثورة يوليو جزءاً كبيراً منها حتي ظهر نجله السياسي المخضرم بطرس غالي السكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة واستعاد البرج الشهير بشارع النيل بالجيزة المجاور لمبني الخارجية القديم واستكمل حفيده يوسف بطرس غالي المشهد السياسي والاقتصادي حتي أطلقوا عليه عبقري الاقتصاد وتولي 4 حقائب وزارية من وزير المتابعة ثم التعاون الدولي ثم الاقتصاد وأخيراً المالية وكان سبباً رئيسياً في تدمير الاقتصاد المصري واصدار القوانين سيئة السمعة علي رأسها الضريبة العقارية واستطاع بقربه من جمال مبارك في لجنة السياسات تمرير القوانين والقرارات التي أصابت الشعب المصري بالاحباط واليأس وأخرج قيادات الحزب الوطني كثيراً تحت قبة البرلمان بمواقفه الغريبة ومنها قيامه بسب بعض النواب بألفاظ تخدش الحياء العام و"قزقزة اللب" من المقاعد الوزارية غير مبال بمكانة المقعد الذي يجلس عليه تحت القبة ممثلاً للحكومة والشعب.
تزوج غالي الصغير من ابنة أكبر ناشر لبناني وحقق له غالي صفقات طباعة كتب باقرارات ضريبية بالأمر المباشر ربح من خلالها أرباحاً طائلة ومن أجل زوجته ضغط غالي علي وزير التربية والتعليم الاسبق يسري الجمل بورقة الميزانية ليساند طباعة كتب الوزارة لوالد زوجته وابعاد مؤسسات الطباعة المصرية عن هذه المناقصة العملاقة ووقعت أزمة شهيرة كان بطلها غالي الصغير ولم يحسمها سوي تدخل صفوت الشريف رئيس مجلس الشوي السابق الذي وبخ الوزيرين.
كشف د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين عن ان أمهات عدد من الوزراء السابقين يهوديات وذكر منهن أم يوسف والي وحسين كامل بهاء الدين وهو ما نفاه الوزيران بشدة واتهم البعض الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الاسبق بان زوجته ألمانية يهودية وان زوجة يوسف بطرس غالي لها علاقات بقادة اسرائيليين.
حظت عائلة جرانة بمكانة سياسية واقتصادية في العهد الملكي وتولي رائدها زهير جرانة باشا منصبا وزاريا وأسس امبراطورية في الجيزة من قصور وعزب تم تأميم بعضها حتي استطاع حفيده زهير الصغير تأسيس عزبة جرانة ما بين كرداسة وطريق مصر الاسكندرية بعدد كبير من القصور والفيلات وبيعها لمشاهير السياسة والفن علي رأسهم الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وحسين حجازي رئيس الوزارة الأسبق وأحمد كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الاسكان والفنانين عادل امام وهاني شاكر ونادية الجندي والمحاسب القانوني حازم حسن.
تعرض جرانة الصغير لأزمات مالية هددته باشهار افلاسه بعد تحرير 13 شيكاً بدون رصيد وتدخل صديقه أحمد المغربي الذي كان وزيرا للسياحة وعينه مستشارا له ثم رشحه بعد ذلك خليفة له في الوزارة رغم اعتراضات الأجهزة الرقابية الا ان المغربي نجح في اقناع نظيف في اسناد الوزارة إلي جرانة الصغير ليبدأ رحلة المليارات من جديد ووضع عينيه علي أراضي الدولة في المدن السياحية خاصة شرم الشيخ والغردقة ودهب ومرسي علم وباع لنفسه ولغيره ملايين الأمتار في حسابه الخاص الذي تضخم في فترة زمنية قليلة بعد ذلك تفرغ للعبة تراخيص شركات السياحة الجديدة والتي كشفت فساداً لم تشهده الوزارة من قبل ليصبح الوزير المفلس صاحب رصيد 7 مليارات جنيه.
استقرت عائلة والي بقرية النزلة بمركز ابشواي بالفيوم وأنجب محمد أمين والي موسي 9 أبناء أكبرهم يوسف الذي أصبح وزيراً للزراعة وماهر عميد كلية زراعة الأزهر وامتلك الاف الأفدنة في القري المجاورة وكان من أعيان المحافظة حتي قامت ثورة يوليو وقام الاصلاح الزراعي بمصادرة مساحات كبيرة من الاراضي وتوزيعها علي صغار المزارعين ولم يتبق للاسرة سوي مساحات صغيرة في بلدتهم.
لم ينس الابن الأكبر ما حدث لعائلته ودخل معترك السياسة من بوابة الحزب الوطني الذي رشحه وزيراً للزراعة ليبدأ رحلة تصفية الحسابات مع الشعب المصري لتنفيذ اتفاقية التطبيع مع العدو الاسرائيلي في مجال الزراعة وكان المسئول الوحيد الذي سارع بالتطبيع رغم الرفض الشعبي بارسال طلاب الزراعة إلي إسرائيل واستقدام خبراء اسرائيليين بدعوي تطوير الزراعة فأصيبت الطماطم بالسرطان لأول مرة واختفي القطن المصري طويل التيلة ذو الصيت العالمي.
لم يكتف يوسف والي بذلك واصدر أوامره لمرؤسيه بالسماح باستيراد واستخدام المبيدات المسرطنة التي أصابت الملايين بأمراض السرطان والفشل الكلوي والكبد دون حساب أو رادع من القيادة السياسية وبلغ نفوذ والي ذروته في حكومة عاطف عبيد بالسماح له باختيار عدد من الوزراء والمحافظين من أنصاره.
وفي الاسكندرية ذاع صيت عائلة رشيد في تجارة الصابون والشاي واستكمل أبناؤه رشيد وحسنة مشوار والدهما في هذا البيزنس الذي نما في عصر مبارك حتي وصل إلي شركات متعددة وعشرات التوكيلات لماركات عالمية في قطاع الأغذية وفي عام 2004 اختاره جمال مبارك وزيراً للتجارة والصناعة ولفت الأنظار بتحركاته وجولاته الخارجية حتي أصبح المرشح رقم واحد لخلافة نظيف لنجاحه وسمعته الا ان قيام ثورة يناير كشف المستور وأسقط القناع الزائف عن الوزير النشيط وثبت استغلاله لنفوذه الوزاري في زيادة ثرواته من مليار جنيه إلي 6 مليارات .