بطبيعة الحال فإن اهتمام القمر بتنقلنا رد فعل سيكولوجي من جانبنا فقط.
فأثناء حركتنا بسرعة على الطريق فإنه من الطبيعي أن نتوقع أن تمضى المناظر المحيطة في الاتجاه المضاد. وليس القمر إلا جزءاً من هذه المناظر المحيطة،
ونحن نتوقع بطريقة لاشعورية أن يتصرف بنفس الطريقة مثل الأشجار والمنازل وغيرها من الأجسام الثابتة المرئية. والمسافة بين القمر والأرض كبيرة جداً إذا ما قورنت بالمسافة التي تقطعها سيارتنا في بضع دقائق. وهذا يعني أن الزاوية التي نرى بها القمر لاتتغير بصورة يمكن إدراكها،
بينما تتحرك سيارتنا على طول الطريق. وإذا كان مسار السيارة مستقيما فإن القمر يحتفظ أساسا بنفس الزاوية بالنسبة للشخص الملاحظ. أما زاوية كل شيء آخر فإنها تتغير بسرعة بينما تندفع الأجسام إلى الخلف، ولما كان اتجاه القمر يتغير ببطء جداً إذا ما قورن باتجاه الأجسام القريبة فإننا نتصور أن القمر يتحرك معنا باستمرار.
ويحدث نفس الشئ إذا كان الطريق في وضع تكون فيه الأجسام القريبة والبعيدة واضحة منالسيارة، وإذا اختفت الأجسام المتوسطة من الرؤية فإن الخداع يكون أكبر أثراً، ففي هذه
الظروف تظهر الأجسام البعيدة كأنها تتحرك مع السيارة ولو أنها لاتتحرك بنفس السرعة كما لو كانت تحاول اللحاق بها. ويحدث كل هذا نتيجة لأن اتجاه الجسم البعيد يتغير ببطء، في حين يتغير الجسم القريب بسرعة