المجلس العسكري والوزراة والشعب ج2
في ليلة ليلاء سهرنا فيها حتي الفجر لان البلد التي كنت فيها في هذه الليلة تسبق مصر بساعتين فالرابعة فجرا فيها هى الثانية في القاهرة و استطاع نجيب ساويرس في تلك الليلة أن يوقع العداوة والبغضاء بين الفريق شفيق والكاتب علاء الأسواني ويصل بهم الي حد االسباب والتهكم ويدفع حمدي قنديل الي سب احمد ابو الغيط وأنه ان كان حبيب العادلي وجه مصر القبيح في الداخل فإن الغيط وجه مصر القبيح في الخارج واستجاب الفريق شفيق للإستفزاز فقال بملئ فيه انا لم اختر احمد ابو الغيط وانما المشير هو الذي اختاره وبهذه الكلمة وقع الفريق عريضة استقالته فقد حاول أن يتبرأ من فعل غاية في القبح وهو اختيار ابي الغيط ونسب الفعل الإجرامي الي المشير وقال مبررا ان المشير لا يعرف الكثير من الأصدقاء في الخارج لذا اختار احمد ابي الغيط ، في الصباح كان الفريق ذاهبا الي مكتبه ليجمع أغراضه التي لم يفرح بها ، ووقف الشعب والمشير والمجلس العسكري حائرون لاختيار وزارة جديدة ترضي علاء الأسواني وحمدي قنديل وترضي المجلس العسكري ، رشح الشباب في ميدان التحرير عده اسماء منها احمد الجويلي الذي منعه وزنه الثقيل من الترشح وحازم الببلاوي وورد اسم عصام شرف كاسم مجهول ولكنه مقبول ، كان يحيي الجمل ضمن اللجنة التي اختارها حسني مبارك لتعديل الدستور واختاره المشير نائبا لرئيس الوزراء ( ليه معرفش ) ومع ان يحيي الجمل كان استاذي إلا أنه لم يكن الفقيه الواسع الفكر والإطلاع وكان هذا معروفا عنه في كلية الحقوق فلا كتابه الذي يربوا على الألف صفحة يشفع له لان كل صفحه فيها عشرة اسطر ولا قدرته البلاغية وخطبه الرنانة تؤهله لهذا المنصب الرفيع وتاريخه السياسي أسود من شعر رأسه في العشرينات من عمره فهو وزير قانون جيهان السادات للأحوال الشخصية ، وهو اللاهث وراء كرسي رئيس مجلس الشعب طوال فترة الثمانينات والتسعينات وما أن يأس من الترشح للمنصب الرفيع حتي انسل هو وأسامة الغزالي حرب من تحت عباءة الحزب الوطني لتجاهل الحزب لهما وادعيا المعارضة وكانت معارضتهما مكشوفة جدا أنها معارضة حكومية . حاول عصام شرف جاهدا أن يعالج الجروح المتقيحة في سيناء والنوبة والسودان واثيوبيا وبمجهود فردي سار الي جنوب افريقيا ليقابله هناك بعض اصدقائي في كيب تاون الذين فوجئت بصورهم وهم يسلمون عليه وأنهي المستشار طارق البشري التعديلات الدستورية اللازمة وحرص على الا يمس فيها قواعد مجتمعية راسخة منذ سنوات وانما مهد الطريق فحسب لانتخابات برلمانية تعقبها انتخابات لجمعية تأسيسية تقوم هى بوضع الدستور وهو يتماشي مع السياسة العامة للمجلس العسكري الذي اختار التغيير الهادئ ( وصدقناه ) وعدم احداث هزة عميقة في البنيان القانوني ترتبك معها المراكز القانونية المستقرة منذ عقود وذهب يحيي الجمل ( الفكيه الدستوري ) الي الإستفتاء ليصوت بنعم او بلا مرحبا بالمهرجان الشعبي وبالعرس الديمقراطي ووافق الشعب على التعديلات بنعم التي قيل عنها انها كانت ( مش نعم ) وأعطي نجيب ساويرس صوته بلا التي قال عنها انها لم تكن كافية ، وانفض المولد وبدأ العد التنازلي للإنتخابات وخرج علينا ( الفكيه الدستوري ) ليعرفنا بنفسه في كل مرة انه استاذ قانون ( ومفيش على الحجر غيره ) وعبثا حاول الناس افهامه ان اللجنه كان فيها استاذ قانون آخر وهو الدكتور محمود عاطف البنا وكان فيها نائب رئيس المحكمة الدستورية وجميعهم يفوقه علما وخلقا وتاريخا ويصر الجمل على جلسات الوفاق الوطني التي عين لها امينا عاما اتضح فيما بعد انه كان ضمن منظمي الإعتداءات في موقعة الجمل ، خرج علينا الجمل طالبا وضع مواد فوق دستورية على رأسها ان الجيش يحمي مدنية الدولة وهو ما يعني أن الجيش فوق الدستور وفوق رأي الشعب ويعطي للجيش الفرصة للإنقضاض على الحكم في أي وقت يشاء بحجة حماية مدنية الدولة ، خرج الملايين يطالبون باقالة الفكيه الدستوري الذي لم يكن يعني سوي رجل المجلس العسكري في الوزارة والذي يستخدمه المجلس في جس نبض الشعب بين الحين والآخر ، استقال الجمل وعدلت الوزارة واختار المجلس على السلمي الذي عاش حياته كلها في حضن الحزب الوطني وكان نائبا لرئيس جامعة القاهرة فترة دراستي فيها مطلع التسعينات وعبثا كنا نحاول التظاهر امام مكتبه لمنعه من فصل الطلاب بسبب انتماءاتهم السياسية وبعد ان يأس من الحزب كما يأس يحيي الجمل ذهب الي حزب الوفد طالبا اللجوء الحزبي ما أن جلس السلمي علي كرسي الوزارة حتي تأستذ علينا هو الآخر وطلب المبادئ فوق الدستورية وعبثا حاول الناس اقناعه بوثيقة الأزهر أو الإئتلاف الوطني ( السلمي اتصدرت في دماغه ) و كأنه نسخه من يحيي الجمل ولن يقبل الشعب ابدا بالمبادئ فوق الدستورية لأنها مبادئ فوق شعبية والشعب لن بأحد أن يكون فوقه الا الله جل وعلي ، هدأ السلمي الشعب بنصوص قانون الغدر ولم يصدر قانون الغدر الي الآن لأنه ربما يطال يحيي الجمل ويطال السلمي ولكنه سوف يصدر لا محالة فلا الجمل ولا السلمي في مستوي فهم وذكاء وقوة الشعب المصري والله معنا الله معنا الله معنا ومولانا والجمل والسلمي مولاهم المجلس العسكري .
موضوعات متعلقة :
المجلس العسكري والوزارة والشعب
المجلس العسكري والوزارة والشعب ج 3 ( الشعب )