العرايا



بعد مخاض عسير خرجت الوزارة الجديدة إلي النور، وزارة مبتسرة تبحث عن حضّانة سياسية تتنفس بداخلها، عن يد واحدة تباركها أو تهنئ أعضاءها !!.

إنها مثل كل الأحداث الآنية، في القلب من ميدان التحرير وعلي هامش اهتمامات المواطن. ويبدو أن المواطن البسيط قد وضع أجندة مختلفة لإنجازات الثورة، فمقياس نجاحها من عدمه ليس في تطهير مؤسسات الدولة ولا الانتخابات النيابية والرئاسية، ولا الدستور وما فوقه وما خلفه..

لقد توقف فصيل كبير عند المطلب الأول الذي خرجت الجماهير من أجله: >لقمة العيش< أو بلغة التحرير >العدالة الاجتماعية<. وفي مشهد غريب تظاهر ثلاثة أشخاص، بخلع ملابسهم أمام مجلس الوزراء لمطالبة الحكومة بالتدخل لإنقاذهم. معاناة الأول تتلخص في سرقة التاكسي الذي لايزال يسدد أقساطه، والثاني تمت سرقة سيارته الملاكي، أما الثالث فرجل >أرزقي< كل يوم بوظيفة لم يسدد فواتير الكهرباء والمياه منذ عام ومدين لجيرانه بستة آلاف جنيه(!!).

قد يقول أحدكم إن هذا حال ملايين المصريين، وإن لقمة العيش لن تأتي إلا بديمقراطية فاعلة تقضي علي الفساد والمحسوبية.. صحيح تماما، لكن بعض بسطاء هذا البلد تصوروا أن الثورة قادرة علي استعادة ما تم نهبه من ثروة مصر، وأن المواطن سيقبض - مع الحرية- أموالا (كاش) مكافأة له علي صبره علي عهد القهر والفساد. وبحسبة بسيطة لن يضير حكومة الثورة توزيع 85 مليون جنيه علي الشعب المصري، بحيث تصبح حصة الفرد مليون لا أكثر من تلك المليارات الهاربة والمسجلة باسم >مبارك< وعائلته ورجال حكمه!!.

لقد أسرف الإعلام في نشر أخبار تجميد الثروات الضالة، وتعاون أوروبا وأمريكا لاستعادتها، وعززت أحكام السجن وفرض الحراسة علي رجال الأعمال ورموز الحكم السابق من أحلام المواطن بالثراء القادم مع الثورة.

من هنا تأتي صدمة المواطن في أحكام البراءة المتتالية، رغم يقين رجال القانون - من اللحظة الأولي - من مبالغات بعض الأجهزة الرقابية في تحديد الثروات، ويقينهم كذلك من عجز القانون عن النيل من بعض المتهمين!.

وأثناء كتابة هذا المقال، كان الشارع المصري يتكلم عن الخبطة الصحفية للكاتب الكبير >عادل حمودة<، والتي تمكن خلالها من نشر صورة شيك 120 مليون دولار، تسلمه >مبارك< من الشيخ >زايد< من بنك أبوظبي وأودع في حساب مبارك بمؤسسة مورجان تراست في نيويورك.. ربما يفسر هذا أسباب هوان مصر علي الأمة العربية. فإذا كان تقديم مصر غطاء شرعياً لمشاركة القوات الأجنبية في حرب تحرير الكويت، قرار ثمنه 120 مليون دولار في جيب الحاكم.. فلماذا لا يبهدل >الكفيل< كل مصري في أي دولة شقيقة أو غير شقيقة!!.

المهم ألا يتصور أحدكم أن الكشف الصحفي لـ>حمودة< يقود بالضرورة لاسترداد هذا المبلغ، إن قيمته الحقيقية في إدانة سماسرة الأوطان أمام التاريخ.. وربما يكون ردا بليغا علي من يتساءلون عن جنازة >مبارك< المحتملة وهل ستكون شعبية أم عسكرية، أو من يطالبون بعودة اسمه للميادين العامة ويعارضون خروجه من ذاكرة مصر. أحيانا أشفق علي >مبارك< لكبر سنة وتاريخه العسكري، وأتصور أن الوفاة قد تعفيه من حكم جنائي يلتصق باسمه.. ثم أفيق لتصدمني صور الجوعي والثكالي والأيتام.. والعرايا!!

بالنسبة لجنازة مبارك فأنا اقترح أن تصنع جزمة كبيرة من جلد الكلاب على شكل نعش ويجره مجموعة كلاب الي الصحراء وكل شخص يخرج كلب من بيته ( بدل اللي عنده كلوب يطلعه ) يبقى اللي عنده كلب يطلعه ويتركوه في الصحراء ويرجعوا بدون دفن لأنه نجس

طيب وان تاب يا مستشار هيبقى وضعه ايه؟؟

أبوخالد شكرا على إسهامك المميز

أنا بقى عارف مبارك لئيم وحقود وندل وبيفكر إزاى يكسر الرقم القياسى لأخيه وحبيبه شارون فى غيبوبته المزعومة

وان تاب وصحت توبته واصبح اتقي المسلمين في عصره ، هذا لا يعفيه من العقوبه يا دكتور ، فينك يا باشا من زمان

من تاب تاب الله عليه

الموضوع تشرف بتعليقاتكم الكريمة ايها الاخوة الكرام

الاخ ابو معاذ اخى الاستاذ محمود حشلة والدكتور معتز والاستاذمحمود شهاب

تقبلوا تحياتى

محمود حشله كتب:

وان تاب وصحت توبته واصبح اتقي المسلمين في عصره ، هذا لا يعفيه من العقوبه يا دكتور ، فينك يا باشا من زمان

أنا تحت النظر يا مستشار
فتح الله لك
قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير

قال تعالى (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم )
فاشترط الله قبول توبته فى الدنيا لرفع العقوبة عنه أن تكون قبل القدرة عليه وقد قدر الناس عليه عنوة أما أخرته فإن تاب فأمره إلى الله

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ * ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ *

ال ذي مبارك صعب يتوب وبعدين هيتوب على إيه ولاإيه ولاإيه ..............
وعلى كل حال الله لا يسامحه ولا يرحمه ....