الشعب
لا استطيع أن أدعي أنني كنت أفهم الماهية النفسية للشعب المصري رغم أنني عشت وانتميت اليه اربعين عاما ، فلا أنا هو أنا ولا الشعب هو الشعب ، كنا نشاهد الثورة بينما كان الشعب يعيشها ، كنا نشجع الثورة في المدرجات بينما كان الشعب يلعب في الميدان ولكن كل رصاص الخونة والعملاء في الشرطة البائدة أصابت قلوبنا مع اصابتها أجساد الثوار . الشعب يلبس الخوذات الورقية في رأسة ويلبس ( الحلل ) للحماية من القنابل التي تنزل مدبدبة على الرؤس ، كل فرد في التحرير يحمل لوحة من الورق المقتطع من كرتونة زيت كتب عليها نداء للمخلوع بالرحيل لأنه يريد أن يحلق ان كان شعره طويلا أو لأنه اشتاق الي زوجته ان كان من حديثي الزواج ولكنه لن يغادر الميدان والميادين المجاورة حتي يرحل الطاغوت ، تسلم الأباء أبناءهم من المشرحة ثم طلبوا ممن بقي منهم حيا أن يذهب للميدان حتي لا يضيع دم أخيه هدرا ، ولم يمنع الأبناء تشييع أباءهم من أن يبروهم في الأجداث بالثبات في الشارع ، وقف الشعب المصري ليغني أغنية الشيخ أمام وهو يخاطب عبد الودود الرابص عالحدود بقوله أمك عاتدعي ليك وعاتلسم عليك وتقول بعد السلام : خليك ددع لأبوك ليقولوا منين دابوك ويمسخوا الكلام ، وليستمع الي محمد حمام يقول ( يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي أستشهد تحتك وتعيشي أنتي ) وليردد شعر هشام الجخ ( عايش بدون لزمة ولما مرة شكيت ادوني بالجزمة ) خرج البنات يسبقن البنين والأمهات يسابقن الأباء وخرج الشباب يعري صدره أمام الشرطة الخائنة ليطلقوا عليها الرصاص وليوقفوا آلات الغدر بالثبات مستلهمين مشاهد الميدان السماوي وسائلين الله الشهادة ، حافظ الشباب على سلمية الثورة فأكمل الفكر الرفيع الثبات الواثق من نصر الله مع الإستعداد لما أصعب ومواجهة ما هو أقسي .
وتنحي المخلوع كارها وذهب الي شرم الشيخ خائفا مرتجفا هو وولدين انعدمت من حياتهما أي جرعات من التربية أو الأخلاق ، وظن البعض أن جرعة التنحي كانت كافية ليرجع الشعب سيرته الأولي ولكن الشعب أصر على ضرورة خلع من كانوا مع المخلوع واستطاع الشعب بمليوناته المتعددة خلع بعضا منهم وأودع البعض السجن والبعض يتلمظ به الشعب التعليق على حبال المشانق . وهو في أوامرة الزاجرة وغضبته الجارفة مستعد لكل نداء يدعوه الداعون فتسيل أودية الشعب بقدرها وفي كل مرة تسيل فيها اودية الشعب يحتمل السيل زبدا رابيا .
وهدأ الشعب قليلا انتظارا لما سوف يفعله الأمناء على الثورة من جنرالات الجيش ومع هدوء السيل الجارف للشعب ظهر على السيل الزبد الرابي من مدعي الثورة والثائرون الجدد والمتحولون وأبنائهم وخصوصا شادي وسوسو الأمامير ( ودول تبعا كانوا في الميدان وفي كل الميادين من أول تإيأة حتي فيه منهم شلة كانت ثايرة يوم اربعة وعشرين يعني أبل الثورة ) وكثرت مجالس أمناء الثورة وائتلافاتها وأغلبها صناعة اسرائيلية حتي أن بعضا منهم طلب ان يكون وزيرا أو رئيسا للوزراء ، ومع تواري الجنود الكبار في الثورة حتي لا تصطبغ بالصبغة الدينية فينالها نصيبها من التحدي والإجهاض الذي نال الجزائريين قبل عشرين عاما ظن الفلول أن لهم مكان في الصفوف ، وتوهم المتحولون أن الشعب ( أهبل وبرياله ) واعتمدوا في وهمهم هذا على ميراث الصورة التي رسمت عن الشعب المصري على مدي ستين عاما من الخوف والقهر ، وهم بذلك يخطئون ولا شك خطأ كبيرا في حق انفسهم قبل أن يخطئوا في حق الشعب الذي واري ابناءه التراب وعاد مسرعا حتي لا تفقد الثورة زخمها ولا تفقد المليونيات حشدها .
لقد أثبت المرابطون في الميدان انهم كانوا على حق عندما ثبت عدل مطالباتهم فيما بعد ، ولقد أثبت المرابطون في الميادين أنهم كانوا هم الأقوي رغم أنهم كانوا في ثياب المستضعفين في الأرض ، ولقد أثبت المرابطون في الميادين أنهم كانوا هم الأذكي عندما فطنوا الي امكانية بل وحتمية التغيير .
وجاء المنافقون من بعد يشهدون أن الثورة كانت واجبة ومستحقة والشعب يعرف أن الثورة كانت واجبة ومستحقة والشعب يعرف المنافقين الكاذبين ، يخاف المنافقون على عزتهم الكاذبة ولله العزة ولرسوله ولكن المنافقين لا يعلمون ، يخاف المنافقون على كنوز كانت تحت أيديهم وهم أهل السفة والجهل ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون .
قال الله تعالي ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) والمنافقون يقنعون المجلس العسكري أن المستضعفين في الأرض محرومون من الميراث وأنهم قصر وأن المجلس العسكري هو الوصي على هؤلاء القصر ، ولكن الذين استضعفوا في الأرض يصرون على أنهم هم الأئمة وأنهم هم الوارثون وللمجلس العسكري أن يختار بين دفع التركة الي الورثة الشرعيين أو دفع الثمن الباهظ الذي لن يقدر عليه هو كما لم يقدر عليه من قبل مبارك والعادلي وفرعون وهامان وجنودهم .


موضوعات متعلقة

المجلس العسكري والوزارة والشعب

المجلس العسكري والوزارة والشعب ج2 ( الوزارة )

حقا انها ام الدنيا وابوها كمان
حقا انها خير اجناد الارض
عشتى يا مصر وعاشوا ولادك
سلمت الايدى يا سعادة المستشار وانا شخصيا اعتقد ان سمير رجب عرشه مهدد لو ان مثل هذه المقالات ومثل سلاسل الدهب من المقالات رات النور بس هى فرصه بس عاش يا مستشار وربنا ما يحرمنا ابدا من تجلياتك

قشدة

سمير رجب مين يا محمد ولا مصطفي امين
دا مستشارنا المحبوب ا/محمود ابراهيم
حبيبي المستشار اري في مواضيعك بعض الامل في بكرة الامل الذي يبدد الظلمة التى في صدورنا وخوفنا من اجهاض الثورة كما عبر عنها بطريقة اخري نوارة المنتدى محمد ابو بكر يارب الشعب يفوق ويحافظ على مصرنا فعلا مصر قلب العروبة والاسلام فاذا صلح القلب صلح الجسد كله
سلمت وسلمت يداك يا مستشارنا

والله قد ابكيتنى يا متر

طيب انا كنت عايز اضيف او أنتقد
بس مفيش حاجه يلا مش مشكله المقال الجاى

تسلم يداك يامتر

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك اخى وكل أعضاء المنتدى الكرام ورحمته وبركاته
كلما تسنح الفرصة لى ان امر على المنتدى اجد لك اسهاما جديدا جدير بالملاحظة و القراءة . فى الحقيقة على الجميع بمافيهم المجلس العسكرى ان يفهم ان الشعب المصرى مدرك لما يدور حوله وانه بلغ سن الرشد وشب عن الطوق وما عاد يسترق ويستعبد بعد اليوم . وعلى كل المغامرين من المتآمرين على الوطن ان يدركوا ان الشعب يقظ ولن يسمح بتكرار المأساة مرة اخرى ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون . مع ارق تحياتى

الأخ الحبيب محمد عز العرب حكيم المنتدي جزاكم الله خيرا على كلماتك الرقيقة ، يا سيدي هو أنا حأكتب لأعز من اخواني في شباس ما هو ده النور كله في نظري على الأقل .
حبيبي الأخ شريف عمدة المنتدي جزاكم الله خيرا على الكلام الجميل والثقة الغالية وبارك الله فيك يا أبا آمال يا غالي .
حبيبي وملهم الموضوع كله ابو الزهراء والله الموضوع فعلا مؤسف انك تشوف وطن جريح وناس معندهاش دم بتوبظ فيه اكتر ما هو بايظ والغريب انهم مصريين .
حبيبي الأستاذ كمال الدين بارك الله فيك وشكرا على التصفيق الحار ده . هى ايدهم مش بتوجعهم ؟ ههههههههههه .
حبيبي الأستاذ الميداني الكبير أشرف الصعيدي جزاكم الله خيرا على كلامك الجميل ، خلاص موعدنا المرة الجاية للنقد بس يكون نقد بناء . ههههههههههه.
استاذي الكبير المربي الفاضل الأستاذ محمود الحداد جزاكم الله خيرا على المرور الكريم والكلام المفيد ، ربنا يجعلنا دايما عند حسن ظنك وسلامي الكبير لحبيبي محمد .