بزغ ضوء الفجر يداعب عيوننا تفتحت عيونى وانا انظر الى الطفل ومازال يغط فى نوم عميق وكنت مترددا فى ايقاظه واشعر بقدر الجهد الذى بذله طيلة اليوم وانا اسحب ذراعى من تحت رأسه تفتحت عيناه وقال لى
الطفل : انت رايح فين
الراوى : هاصلى الفجر
الطفل : خدنى معاك
الرواى : انت بتصلى
الطفل : ايوه باصلى بس ساعات باكسل و بابا دايما كنت يزعقلى وساعات كان بيضربى لو مصليتش
الرواى : ايوه صحيح قولى انت اسمك ايه
الطفل : انا اسمى علاء
الراوى : وانا اسمى محمد مهندس مدنى
الطفل : وياترى بتشتغل ولا على القهوه
الراوى : يعنى ساعات ساعات
الطفل : شفت يا عم وبتقولى طالع المظاهرات ليه
الراوى : والله مصدقك بس يلا قوم نشوف حته نتوضى عشان نصلى
ذهبنا الى مكان الوضوء توضينا وصلينا مع جموع المتظاهرين المتواجدين فى الميدان كان للصلاة فى الميدان شعور غير معتاد علينا فقد شعرنا بقربنا الشديد من الله وان دعائنا مسموع للمرات القليله التى شعرت اننى اخشع فى الصلاة بكل جوارحى وابتهل واتضرع الى الله بالدعاء وتسبقنى دموع عينى والطفل يختلس النظر الى بعض الاحيان ثم يعود ليكمل صلاته وبعد الفراغ من اداء الصلاه وجدته ينظر الى بدهشه وسألنى
الطفل : انت كنت بتعيط ليه
الراوى : احساسك انك مظلوم ومش قادر تجيب حقك بيصعب عليك ولما تحس بخيبة امل فى ناس كنت معتقد انهم امناء عليك وبعدين تكتشف انهم بيخونوك وان دمك وشرفك ومالك لعبه بين ايديهم وبيستمتعوا وهما بيعذبوك يبقى لازم تعيط بدل الدموع دم
الطفل : انا نفسى اموت شهيد
الرواى : ليه !!! سألته وقد انتابتنى رعشه سرت فى اوصالى وعروقى ان هذا الطفل الصغير يقذف فى وجهى قنابل وهو لا يشعر فانا رغم وجودى فى الميدان من اول ويوم وارى الناس يموتون امام عينى لم يخطر ببالى ابدا اننى على استعداد للموت والشهاده
الطفل : هى مصر متستاهلش نموت عشانها
الراوى : تستاهل
لم استطع ان اكمل اكثر من هذه الكلمه فقد تلعثمت الكلمات على لسانى وغص حلقى وغلبنتى دموعى وانا ارى هذا الطفل الصفير امل المستقبل مستعد للموت من اجل وطنه وتصورت وجه والده امامى وهو يعظه وينصحه ويعلمه كيف يحب مصر انه حق اب شريف
سطع ضوء الشمس على الميدان ينشر الامل فى قلوب الموجودين باعثا على الحياه بدأت الهتافات خافتة تزداد مع مرور الوقت وتوافد المتظاهرين باعداد اكبر وهو ما كان يطمأن قلوبنا
كان هذا اليوم هو صبيحة موقعة الجمل والتى كان يسبقها فى تلك الليله خطاب الرئيس المخلوع والذى تعاطف الكثيرين من ابناء مصر الطيبين بطبيعتهم ولم يكن احدا يعلم ان تلك الدموع التى ذرفها المخلوع هى دموع التماسيح ومع مرور الوقت اصبح عدد المتظاهرين فى الميدان يبشر بالخير وفجأه صار الهرج والمرج ووجدنا هجوما عنيفا من اشخاص يمتطون الجياد والابل ويهاجموننا فى الميدان بالعصى وقطع الحديد كان الطفل يمشى الى جوارى وقد انتابته حالة من الذعر وجحظت عيانه حملته على كتفى خوفا عليه من هرولة المتظاهرين الذين كادوا ان يفتكوا به تحت اقدامهم وقد شعر ببعض الراحه وبدأ يردد هتافات ثوريه الهبت حماس المتظاهرين وهم يرددون وراءه وقد شجعهم موقف الطفل على الصمود والاقدام صوب المعتدين الذين يضربونهم دون رحمة او شفقه الى اللقاء مع الجزء الثالث مع خالص تقديرى ابو باسل


موضوعات متعلقة

لماذا تقتلون هذا الامل ( حكاوى الميدان )
لماذا تقتلون هذا الامل ( حكاوى الميدان ) الجزء الثالث
لماذا تقتلون هذا الامل ( حكاوى الميدان ) الجزء الرابع
لماذا تقتلون هذا الامل ( حكاوى الميدان ) الجزء الخامس
لماذا تقتلون هذا الامل ( حكاوى الميدان ) الجزء السادس
لماذا تقتلون هذا الامل ( حكاوى الميدان )الجزء الاخير

دا احنا عندنا في العيله شاعر وروائي كمان
الله ينور يامعلم وفي انتظار الجزء الثالث

أخى / محمد ......تقبل تحياتى
دائما تنقلنا طواعية إلى مربع تجيد اللعب فيه .... فكرة وأسلوب ومضمون وتشويق ...وأديب
تقدم لاتتوقف ..... ربى يوفقك

نوارة المنتدى ابو باسل هذا ما عهدناه عليك
في انتظار القادم

اخي الحبيب محمد لي اكثر من اربعة او خمسة ايام وانا انتظر الجزء الثاني ولا اريد ان انتظر مثلها للاستمتاع بالجزء الثالث فلا تطيل علينا .

رائع جدا استاذ محمد زادك الله من نعمائه

بارك الله فيك يا أبا باسل وفي انظار المزيد

شكرا لمروك عبيده ( بس متبالغش اوى كده)
اشكر لك مرروك الرائع ابو معاذ وثناءك الرائع على الموضوع وادبك الجم
ابو امال حبيبى وصديقى زادت صفحتى تألقا بمرورك
استاذ محمد اشكرك جزيل الشكر واسف على التأخير
الاستاذان محمود شكرا لمروركما واتمنى ان اكون على قدر تلك الكلمات الرائعه

رااااااااااااااااااااااااائع
بس إنت بتلاعبنا يامحمد
إنزل بالجزء الثالث

عااااش يا بكر تسلم ايدك
ووصلت يا معلم بس ان برده لا زلت عند رايي ههههه

قشدة

مشكور مروك يا حوده وان شاء الله الجزء الثالث النهارده عشان خاطر عيونك
محمد باشا اشكر لك مرورك وياريت والله يكون بكراوى