"بعض الاسلاميين الديمقراطيين ينتشر ينهم هذه المقاله المنسوبه لابن تيميه على مواقع التواصل الاجتماعى"
هناك كلام يُنسب لشيخ الإسلام يُنتشر بكثرة هذه الأيّام بين بعض من يدّعي اتّباع السّلف الّذين يُأيّدون
الإنتخابات، و هذا الكلام ينقلونه من أحد رؤوس مشايخ ما يُسمّى بسلفيّة الإسكندريّة، و قام هذا المتعالم بتحريف و بتر كلام شيخ الإسلام ليسوّغ لنفسه و أتباعه الدّخول في لعبة الدّيمقراطيّة و من ثمّ الحكم بغير ما أنزل الله.
هذا هو الكلام الّذي قام بليّ عنقه
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: "فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله و إقامة ما يمكنه من الواجبات و اجتناب ما يمكنه من المحرمات لم يؤاخذ بما يعجز عنه فإن تولية الأبرار للأمة خير من تولية الفجار حتى و إن لم يستطيعوا أن يحكموا بكل ما أنزل الله إذا عجزوا عن ذلك." مجموع الفتاوى :[396/28]
و هذا هو كلام شيخ الإسلام حقيقة و عودوا إن أحببتم إلى الكتاب و تثبّتوا بأنفسكم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى تهنئة الملك الناصر بفتح جبل كسروان - فصل تمام هذا الفتح وبركته إقامة الشريعة في البلاد: " قال تعالى :
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
وهاتان السبيلان الفاسدتان - سبيل من انتسب إلى الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب ولم يقصد بذلك إقامة الدين - هما سبيل المغضوب عليهم والضالين . الأولى للضالين النصارى والثانية للمغضوب عليهم اليهود .
وإنما الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل خلفائه وأصحابه ومن سلك سبيلهم . وهم { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك بحسب وسعه ؛ فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله وإقامة ما يمكنه من دينه ومصالح المسلمين وأقام فيها ما يمكنه من الواجبات واجتناب ما يمكنه من المحرمات : لم يؤاخذ بما يعجز عنه ؛ فإن تولية الأبرار خير للأمة من تولية الفجار .
ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعل ما يقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للأمة ومحبة الخير وفعل ما يقدر عليه من الخير : لم يكلف ما يعجز عنه ؛ فإن قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر كما ذكره الله تعالى .
فعلى كل أحد الاجتهاد في اتفاق القرآن والحديد لله تعالى ولطلب ما عنده مستعينا بالله في ذلك" مجموع الفتاوى :[396/28]
فالّذي حصل هو سحب هذه الجملة ( وإقامة ما يمكنه من دينه ومصالح المسلمين ) ثمّ حصلت إضافة من الكاتب المُدلّس عامله الله بما يستحقّ و هي هذه الجملة التي تحتوي على دعوى مُبطّنة للحكم بغير ما أنزل الله ( حتى و إن لم يستطيعوا أن يحكموا بكل ما أنزل الله إذا عجزوا عن ذلك ) و حذف الكلام المُهمّ الذي يوضّح مقصد شيخ الإسلام جيّدا من تفسيره لآية سورة الحديد المذكورة أعلاه ( ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعل ما يقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للأمة ومحبة الخير وفعل ما يقدر عليه من الخير : لم يكلف ما يعجز عنه ؛ فإن قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر كما ذكره الله تعالى. فعلى كل أحد الاجتهاد في اتفاق القرآن والحديد لله تعالى ولطلب ما عنده مستعينا بالله في ذلك. )
نسأل الله الثّبات على التّوحيد حتّى الممات !