ألنهارده كان لازم اصحى من الفجريه
اول يوم فى موسم زراعه القطن
صحيت وانا كسلانه ومن جوايا مش عايزة اسرح
اشارك خالى فى زراعه القطن لكن ما
اقدرش حتى اعترض
وسرحنا انا وخالى من الفجر الغيط
كانت مهمة خالى يحفر حفرة صغيره
وانا وراه ارمى بذور القطن فيها
واردم عليها
وطبعا كان عمل شاق لطفله لا يتعدى
عمرها 8 سنوات
وكنت دايما اصبر نفسى واردد امته
تبدأ الدراسه
واترحم من التعب ده
وبعد زراعة القطن تبدأ العنايه به
من رى ورش الاسمده
وتنظيف الحشائش الموجوده حول العيدان
وحينما سألت خالى
لماذا نقتلع الحشائش الموجوده فى الارض
اجاب لكى لا تستفيد بنسبة السماد المخصصه
للعيدان وسألته طيب ليه بنقتلع كل العيدان
ونترك فى كل مكان عود او اثنين
ولماذا وضعنا اكثر من بذرة
وبعد ذلك وجب علينا اقتلاعها اليس
هذا اهدار للبذو
ر والوقت والمجهود
فاجاب نحن نضع اكثر من بذرة فى البدايه
وبعد رعايتها والاهتمام بهما نترك اقوى العيدان
ونقوم باقتلاع العيدان الضعيفه لكى
لا تأخذ نسبة الغذاء والاسمده من العيدان القويه
ولكى يكون المحصول وفير
وبعد ايام تبدأ الدوره التى كنت امقتها كثيرا
وهى الفترة المخصصه لاخر مرحله من مراحل
العنايه بالقطن
وكنا نسميها جمع الدوده وكان هذا العمل
لا يقوم به سوى الاطفال من النوعين
وكانوا وقتها بصحبه الخولى كما كانوا يطلقون عليه
وكان شاب فى العشرين من عمرة او اكثر قليلا
وكانت مهمتنا محدده وهى قطع الاوراق التالفه
لكى لا تصيب باقى الاوراق بالتلف
كان عمل شاق من الصباح الباكر حتى غياب الشمس
وذات يوم قررت ان اعترض ولكن بطريقتى أنا
خرجت من الدار ومعى سرة غذائى فى منديل
بها القليل من الجبن القريش والعيش
وتوجهت عكس طريقى حتى ابعد مسافه
وأخترت ارض احد اعمامى وقررت ان يكون
اليوم يوم راحتى
افعل ما يحلو لى انام امرح واذا شعرت
بالجوع معى المنديل
وجاء الظهر والعصر واكتفيت فماذا
افعل بعد ذلك جلست على ريشة احد
المصارف وظللت اتأمل الاسماك وهى تسبح
عالم اخر من الهدوء والتعاون وفى لحظه
قررت ان اخرجها من هدوئها واعكر صفو
حياتها
وكالصقر انتظر واترقب ثم انقض عليها
وكأن يدى مدربه على الامساك بها
وقد قمت سابقا بحفر حفرة كبيره وملائها
بالماء وبعد ان اتحدث اليها قليلا اضعها
فى الحفرة
وتكررت المرات وامتلأت الحفرة بالسمك الكبير
منه والصغير
وبعد ان اكتفيت قمت باعاده السمك الى بيته
مرة ثانيه هناك مشقه نكون سعداء بها وهناك
مشقه نبغضها جدا حتى لو كانت بسيطه
وفجأة غلبنى النوم ونمت وصحوت لاجد ان الليل
قد حل كيف افعل يجب الا يعلم احد انى هربت
من عملى فالخوف من العقاب اشد فى نظرى
العقاب نفسه
واثناء عودتى قابلت خالى فى الطريق
يبحث عنى وكان اول سؤال يسأله
اين كنت يابنت ال ههههههه
وعلمت من سؤاله انه قد علم ولا مفر
من العقاب اتاات
ووصلنا الدار ووجدت الخرزانه معده
واتمديت وكانت كل صرخه بتقول حرمت حرمت
ودخلت الى سريرى ونمت فى استسلام تام وللمرة
الاولى لم افكر كم سيكون عمل الغد شاق ومرهق
لن يكون اقسى من الحياه ومن الالام والجراح
والوجع بداخلى
وحانت لحظه جمع القطن وبرغم ان هذا العمل
مخصص بالنساء والرجال وانه لا يوجد طفل
يفعل ذلك ولكن من الواضح ان القانون
لا ينطبق عليا انا او ربما صرت لا انتمى
لعالم الاطفال
كان يتوجب عليا ان امسك خط وحقا ما كان
يرهقنى اننى كنت اشب على صوابع اقدامى
كراقصه الباليه لكى اطول الوزات
سبحان الله راقصه الباليه ترقص بسعاده لدقائق
وربما ساعات وانا مجبره على ان ارقص بانين
يوم بعد يوم
كل ما كنت اردده دائما اننى استطيع التغلب
على كل ذلك بالصبر
وأن المى وانينى سينتهى ذات يوم
وان الجراح التى خلفتها اللوزات على يدى
ستشفى وسينتهى النزيف ذات يوم
كنت مؤمنه بالله وعدالته وبأن بعد
العسر يسر