كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟



 
شباس أونلاينالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أحمد بن عبدالله
أبو أحمد بن عبدالله



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟ Profes10

الاقامة : كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟ Egypt10

العمر : 62

عدد المشاركات : 185

تاريخ الانضمام : 30/10/2011

كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟ C13e6510

السيرة النبوية

كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟    23/11/2011, 7:03 pm

الطرق الشرعية لإثبات حكم الإسلام في الدنيا
في صحيح البخاري:
باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل لقوله تعالى [قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {الحجرات:14}, فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله جل ذكره [إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ] {آل عمران:19}. ا.هـ
ويقول ابن تيمية في الصارم المسلول ( وقد نطق القرآن بكفر المنافقين في غير موضع وجعلهم أسوأ حالا من الكافرين وأنهم في الدرك الأسفل من النار وأنهم يوم القيامة يقولون للذين آمنوا[انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ العَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ(14) فَاليَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ المَصِيرُ(15) ]. {الحديد}., وأمر نبيه في آخر الأمر بأن لا يصلي على أحد منهم وأخبر أنه لن يغفر لهم. وأمره بجهادهم والإغلاظ عليهم وأخبر أنهم إن لم ينتهوا ليغرين الله بهم نبيه حتى يقتلوا في كل موضع ومع ذلك يجري عليهم حكم الإسلام حتى يحكم عليهم بالردة ) ا.هـ
ويقول في درء التعارض 8/432 :( وقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه ومن لا يعلم المسلمون حاله إذا قاتلوا الكفار فيقتلونه ولا يغسل ولا يصلى عليه ويدفن مع المشركين وهو في الآخرة من المؤمنين فحكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا ) ا.هـ وحكم الإسلام في الدنيا على الظاهر ويسمى الإسلام الظاهر أو الإيمان الظاهر ويعني عصمة الدم والمال والله يتولى السرائر في حقيقة الإسلام التي عليها مدار النجاة في الآخرة
يقول الإمام الكاساني: ( للإيمان حكمان أحدهما يرجع إلى الآخرة والثاني يرجع إلى الدنيا أما الذي يرجع إلى الآخرة فكون المؤمن من أهل الجنة إذا ختم عليه قال تعالى[مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {القصص:84} , وأما الذي يرجع إلى الدنيا فعصمة النفس والمال لقوله  ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله... ) الحديث ثم يتكلم عن طرق الحكم بالإسلام وهي ثلاثة :1- نص -2- دلالة -3- تبعية .ا.هـ
يقول ابن القيم في إعلام الموقعين 3 /140( إن الله لم يجر أحكام الدنيا على علمه في عباده وإنما على الأسباب التي نصبها أدلة عليها فأحكام الدنيا على الإسلام وأحكام الآخرة على الإيمان )ا.هـ. فأحكام الدنيا بالنسبة لنا على ما يظهر من العبد أما في الآخرة فالله أعلم بما في الباطن وترك لنا الدنيا لكي نجتهد ونعمل لأننا ليس لدينا علم الغيب فأحكام الدنيا على الظاهر وأحكام الآخرة على الباطن .
ويقول ناقلا عن الشافعي قوله في الأم 1/ 260 ( إنما كلف العباد الحكم على الظاهر من القول أو الفعل وتولى الله الثواب على السرائر دون خلقه ....وأحكام الله ورسوله تدل على أنه ليس لأحد أن يحكم على أحد إلا بظاهر والظاهر ما أقر به أو ما قامت به بينة تثبت عليه )
يقول ابن القيم: ومن حكم على الناس بخلاف ما ظهر منهم استدلالا على أن ما أظهروه خلاف ما أبطنوه بدلالة منهم أو غير دلالة لم يسلم عندي من خلاف التنزيل والسنة ) ا.هـ
ويقول ابن القيم في طريق الهجرتين :(بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله  لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم..) ا.هـ
يقول الشاطبي في الاعتصام معلقا على حديث الحوض:
( ولا علينا أقلنا أنهم خرجوا ببدعتهم عن الأمة أو لا إذ أثبتنا لهم وصف الانحياش إليها ) ا.هـ فجعلهم منتمين إلى الأمة حكما لكن حقيقة حكمهم الكفر والردة
ويقول في الموافقات 2/271
( إن أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصا وبالنسبة للاعتقاد في الغير عموما أيضا فإن سيد البشر  مع إعلامه بالوحي يجري الأمور على ظواهرها في المنافقين وغيرهم وإن علم ببواطن أعمالهم ولم يكن بمخرجه عن جريان الظواهر على ما جرت عليه ) ا.هـ
وقال الحافظ في الفتح 12/272( وكلهم أجمعوا على أن أحكام الدنيا على الظاهر والله يتولى السرائر وقد قال  لأسامة ( هلا شققت عن قلبه ).. ) ا.هـ
وقال النووي ( هلا شققت عن قلبه ) فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر والله يتولى السرائر ) ا.هـ
وقال الطحاوي ( ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك ونذر سرائرهم إلى الله تعالى ) وقال شارحه ابن أبي العز الحنفي : لأنا أمرنا بالحكم بالظاهر ونهينا عن الظن وإتباع ما ليس لنا به علم ) ا.هـ شرح الطحاوية 371
والخلاصة أن حكم الإسلام في الدنيا على الظاهر
ويثبت بثلاث طرق شرعية( النص – والدلالة – والتبعية ):
أولا : من جهة نص الكتاب والسنة :
1- قال تعالى [فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {التوبة:5} [فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ] {التوبة:11} , قال القرطبي : (فَإِنْ تَابُوا) أي تركوا الشرك (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ) أي التزموا الشرائع ...ا.هـ
2- قال تعالى [وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {الأنفال:39} , يقول النسفي (فَإِنِ انْتَهَوْا) عن الكفر. ).ا.هـ
3- قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا] {النساء:94}
قال الطبري : ( فَتَبَيَّنُوا ) فتأنوا في قتل من أشكل عليكم أمره فلم تعلموا حقيقة إسلامه ولا كفره ولا تعجلوا فتقتلوا من التبس عليكم أمره ولا تقدموا على قتل أحد إلا على قتل من علمتموه يقينا حربا لكم ولله ولرسوله ولا تقولوا لمن استسلم لكم فلم يقاتلكم مظهرا أنه من أهل ملتكم ودعوتكم (لَسْتَ مُؤْمِنًا)...إلى أن يقول: (فَتَبَيَّنُوا ) يقول فلا تعجلوا بقتل من أردتم قتله ممن التبس عليكم أمر إسلامه فلعل الله أن يكون قد منّ عليه بالإسلام بمثل الذي منّ به عليكم ) ا.هـ
فالنهي إنما هو عن القتل والأمر بالتبيين لموضع الإشكال وقد جاءت الآية في سياق [فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا(88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89) ]. {النساء}. , التي حكمت بكفر من ظاهر المشركين على المسلمين وأوجبت قتاله مع تلفظه بالشهادتين
4- قال تعالى [قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {الحجرات:14}, وقال رسول الله  ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ) متفق عليه ويقول القسطلاني في شرح البخاري عن هذا الحديث :
يؤخذ من هذا الحديث قبول الأعمال الظاهرة والحكم بما يقتضيه الظاهر والاكتفاء في قبول الإيمان بالاعتقاد الجازم خلافا لمن أوجب تعلم الأدلة, وترك تكفير أهل البدع المقرين بالتوحيد الملتزمين للشرائع..ا.هـ
5- (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) مسلم
6- ( من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى ) مسلم
7- ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرّم ماله ودمه وحسابه على الله ) مسلم
في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 5/670 :
وقال  ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ) رواه مسلم فحينئذ من لا يكفر بكل معبود سوى الله لا يحرم دمه وماله ولا يكون مسلما بمجرد التلفظ بلا إله إلا الله إلا إذا أضاف إليها الكفر بما يعبد من دون الله ولا بمعرفة معناها مع التلفظ بها بل ولا كونه لا يدعو إلا الله ولم يكفر بما يعبد من دون الله لم يكن مسلما بذلك فلا يحرم ماله ودمه فهذا أصل لا مرية فيما تضمنه ولا شك فيه وأنه لا يتم إيمان أحد حتى يعلمه ويعمل به ) ....وفي جـ 4/ 46 ( فتأمل أن الإسلام لا يصح إلا بمعاداة أهل الشرك وإن لم يعادهم فهو منهم ولو لم يفعله ) أ.هـ
8- يقول ابن القيم في زاد المعاد في قدوم وفد نجران
( فلما وجهوا إلى رسول الله  من نجران جلس ( حبرهم ) أبو حارثة على بغلة له وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال له كرز تعس الأبعد يريد رسول الله فقال له أبو حارثة بل أنت تعست فقال ولم يا أخي؟ فقال والله إنه النبي الأمي الذي كنا ننتظره فقال له كرز فما يمنعك من إتباعه وأنت تعلم هذا ؟ فقال ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا ومولونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ولو فعلت نزعوا منا كل ما ترى فأضمر عليها منه أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك )... قال : ( وفيها أن إقرار الكاهن الكتابي لرسول الله  بأنه نبي لا يدخله في الإسلام ما لم يلتزم طاعته ومتابعته فإذا تمسك بدينه بعد هذا الإقرار لا يكون ردة منه ونظير هذا قول الحبرين له وقد سألاه عن ثلاث مسائل فلما أجابهما قالا نشهد أنك نبي قال فما يمنعكما من إتباعي قالا نخاف أن تقتلنا اليهود ولم يلزمهما بذلك الإسلام ونظير ذلك شهادة عمه أبي طالب بأنه صادق وأن دينه من خير أديان البرية دينا ولم تدخله هذه الشهادة في الإسلام ومن تأمل ما في السير والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب والمشركين له  بالرسالة وأنه صادق فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام علم أن الإسلام أمر وراء ذلك وأنه ليس هو المعرفة فقط ولا المعرفة والإقرار فقط بل المعرفة والإقرار والتزام طاعته ودينه ظاهرا وباطنا ) ا.هـ
9- روى أبو حاتم وابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله  ( من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة ) فقال رجل من القوم وإن لم يقبل؟ قال وإن لم يقبل فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس فرمى بالكتاب على البساط وتنحى فنادى قيصر من صاحب الكتاب فهو آمن قال أنا قال فإذا قدمت فأتني فلما قدم أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت ثم أمر مناديا ينادي ألا إن قيصر اتبع محمدا وترك النصرانية فأقبل جنده وقد تسلحوا فقال لرسول رسول الله  قد ترى أني خائف على مملكتي ثم أمر مناديه ينادي ألا إن قيصر قد رضي عنكم وكتب إلى رسول الله  أني مسلم وبعث إليه بدنانير فقال رسول الله  ( كذب عدو الله ليس بمسلم وهو على النصرانية )
10- قال الشوكاني في نيل الأوطار: ( ولفظ البخاري: ( من شهد أن لا إله إلا الله واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبحتنا فهو المسلم له ما للمسلم وعليه ما على المسلم ) فهذه الأحاديث ونحوها تدل على أن الرجل لا يكون مسلما إلا إذا فعل جميع الأمور المذكورة فيها والأحاديث الأولى تدل على أن الإنسان يصير مسلما بمجرد النطق بالشهادتين قال الحافظ في الفتح عند الحديث ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله..) في باب قتل من أبى قبول الفرائض من كتاب استتابة المرتدين والمعاندين ما لفظه : وفيه منع قتل من قال لا إله إلا الله ولم لم يزد عليها وهو كذلك لكن هل يصير لمجرد ذلك مسلما ؟ الراجح لا بل يجب الكفّ عن قتله حتى يختبر فإن شهد بالرسالة والتزم أحكام الإسلام حكم بإسلامه وإلى ذلك الإشارة بالاستثناء بقوله ( إلا بحق الإسلام ) قال البغوي: الكافر إذا كان وثنيا أو ثنويا لا يقر بالوحدانية فإذا قال لا إله إلا الله حكم بإسلامه ثم يجبر على قبول الأحكام ويبرأ من كل دين خالف الإسلام وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لا يحكم بإسلامه حتى يقول محمد رسول الله فإذا كان يعتقد أن الرسالة المحمدية إلى العرب خاصة فلابد أن يقول إلى جميع الخلق فإن كان كفره بجحود واجب أو استباحة محرم فيحتاج إلى أن يرجع عن اعتقاده قال الحافظ ومقتضى قوله يجبر أنه إذا لم يلتزم يجرى عليه أحكام المرتد وبه صرح القفال واستدل بحديث الباب.) ا.هـ
بالجمع بين الأقوال وكما جاء في كتاب المختصرات النافعة:
1- يحكم بالإسلام : بالتلفظ بالشهادتين + ترك الشرك والكفر + التزام الشرائع
2- يحكم بالإسلام لمجرد التلفظ ما لم يقترن مع تلفظه ما يدل على بقائه على الشرك ويفترض فيه ترك الشرك والتزام الشرائع
3- إن كان مرتدا فلا يحكم بإسلامه إلا أن يدخل من الباب الذي خرج منه مع التلفظ
ثانيا : من جهة الدلالة :
أن يأتي بما يدل على إسلامه مثل التلفظ بالشهادتين في حق الكافر الوثني- أن يقول أسلمت ونحوها أو ينتسب للإسلام - أن يأتي بشعيرة لا يأتي بها إلا مسلم مثل الصلاة والحج والصيام..الخ شعائر الإسلام في الحديث ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ) ( اعتقها فإنها مؤمنة )
يقول ابن القيم في مدارج السالكين:
( لما قدم بنو المصطلق على رسول الله  قالوا سمعنا بمقدم رسولك – الوليد بن عقبة- فخرجنا نتلقاه ونكرمه فاحتبس علينا ...الخ القصة ..فاتهمهم رسول الله  وبعث خالد بن الوليد خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدومه وقال : ( انظر فإن رأيت ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار ) ففعل خالد ذلك ووافاهم فسمع منهم آذان صلاتي المغرب والعشاء فأخذ منهم صدقاتهم ولم ير منهم إلا الطاعة والخير) ا.هـ
ويقول ابن تيمية في درء التعارض 8/ 14 :
( وهنا مسائل تكلم الفقهاء فيها فمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين أو أتى بغير ذلك من خصائص الإسلام ولم يتكلم بهما والصحيح أنه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الإسلام ).ا.هـ
وقال علي بن أبي مفلح في كتاب الفروع 6/168:
( وفي الخلاف في إسلام الكافر بالصلاة ثبت أن للسيما حكما في الأصول لأنا لو رأينا رجلا عليه زنار أو عسليّ( شعار اليهود ) حكم بكفره ظاهرا ..وذكر قول الإمام أحمد في المقتول بدار الحرب يستدل عليه بالختان والثياب- فتبين أن للسيما حكما في هذه المواضع في باب الحكم بالإسلام أو الكفر ) ا.هـ
ثالثا: من جهة التبعية : وهي نوعان 1- تبعية الوالدين أو أفضلهما دينا: قال تعالى [وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ] {الطُّور:21}, وفي الحديث ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فيحكم للمولود أو الطفل تبعا لأبويه إسلاما أو كفرا وقال تعالى [وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {التوبة:71} [وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ] {الأنفال:73} ,
روى أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله  عن ذراري المؤمنين ؟ قال: هم مع آبائهم . قلت: فذراري المشركين ؟ قال : هم مع آبائهم . فقلت : بلا عمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين . وفي رواية: هم تبع لآبائهم ) (روى مسلم في صحيحه :عن الصعب بن جثامة ، قال : سئل النبي  عن الذراري من المشركين ؟ يبيتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم " ، فقال : " هم منهم "...عن الصعب بن جثامة ، أن النبي  قيل له : لو أن خيلا أغارت من الليل ، فأصابت من أبناء المشركين ؟ قال : " هم من آبائهم ")
ويقول ابن القيم في طريق الهجرتين :
( بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وإن الله  لا يعذب أحدًا، إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول. هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم).ا.هـ
1- تبعية الدار: فالمجنون والسفيه واللقيط ومجهول الحال يحكم لهم بحكم الدار إسلاما أو كفرا أما في حالة الديار المختلطة دار الكفر صفة وحقيقة لغلبة أحكام الكفر عليها لانقطاع الوجود الشرعي ودار الإسلام صورة وحكما لبقاء التبعية للإسلام وعدم انقطاع الوجود التاريخي فيحكم لهم بالإسلام بالتبعية وفي الحديث ( الإسلام يعلو ولا يعلى) ( المسلمون أمة واحدة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ).
يقول الإمام البربهاري في شرح السنة:
(واعلم بأن الدنيا دار إيمان وإسلام وأمة محمد  فيها مؤمنون مسلمون في أحكامهم ومواريثهم وذبائحهم والصلاة عليهم ولا نشهد لأحد بحقيقة الإيمان حتى يأتي بجميع شرائع الإسلام فإن قصر في شيء من ذلك كان ناقص الإيمان حتى يتوب واعلم أن إيمانه إلى الله تعالى تام الإيمان أو ناقص الإيمان إلا ما أظهر لك من تضييع شرائع الإسلام والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة والمرجوم والزاني والزانية والذي يقتل نفسه وغيره من أهل القبلة والسكران وغيرهم الصلاة عليهم سنة ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله  أو يرد شيئا من آثار رسول الله  أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله وإذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام فإذا لم يفعل شيئا من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالاسم لا بالحقيقة ) ا.هـ.
أثر عدم الفهم للفرق بين الإسلام حكما وحقيقة :
-1- يسبب الخلط بين النصوص وانهيار الضوابط
-2- يؤدي إلى الفرقة
-3- يؤدي إلى تناقض النصوص بين يدي صاحب البدعة
-4- الإرجاء الحديث في هذه القضية اعتبروا الإسلام حكما هو إسلام حقيقي والإسلام على الحقيقة ما هو إلا إقرار أو مرتبة أعلى من الإيمان ووصف الشرك لا يؤثر في الإسلام عندهم بل يكفي الانتساب أو التلفظ بالإسلام
-5- عند الخوارج ومن جرى مجراهم لا اعتبار لطرق الحكم بالإسلام ويعتبرون حقيقة الإسلام هي الإسلام حكما فلا يرون أحدا من الناس مسلما إلا إذا عرفوا حقيقته ويختبر فترة طويلة حتى يتأكدوا أنه يعمل بالإسلام حقيقة ولا يرون للإيمان مراتب
-6-عند أهل السنة المطلوب من العبد تحقيق الإسلام على الحقيقة لكي يدخل الجنة وينجوا من النار أما طرق الحكم بالإسلام في الدنيا فهي أحكام وضعية شرعية غير مطلوب من العبد أكثر من أن يستوفيها في الظاهر والله يتولى السرائر ولم نؤمر بالشق عن الصدور
*****
{{} مع التحية
 

كيف يثبت حكم الإسلام في الدنيا ؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» مصر مبــارك
» نواقض الإسلام
» ملخص نواقض الإسلام في الحقيقة
» هل لايوجد فى الإسلام الإ ذبح الأضاحى فقط ؟
» وهكذا يمكن أن يوجد الإسلام مرة أخرى .....
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء شباس عمير :: القسم الدينى ::   :: دروس ومواعظ دينية-

جميع المشاركات والمواضيع في منتدي أبناء شباس عمير تعبر عن وجهة نظر كاتبها|جميع الحقوق محفوظة لمنتدى أبناء شباس عمير 2011

 

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع