فيما ينذر
بتفجر الموقف في القدس الشرقية المحتلة وانطلاق انتفاضة فلسطينية
ثالثة,
اندلعت أمس مواجهات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال
الإسرائيلية أمس احتجاجا علي بناء كنيس الخراب اسفرت عن اصابة40
فلسطينيا
علي الاقل واعتقال42 اخرين جراء قمع الاحتلال للمتظاهرين باستخدام
الذخيرة الحية الرصاص المعدني بينما هددت حماس اسرائيل برد مؤلم
حذرت
الجبهة الديمراطية من تفاقم الوضع. في الوقت نفسه طالبت واشنطن اسرائيل
والفلسطينيين بالالتزام التام بعملية السلام, كما دعت باريس لتفادي
التصعيد.
فقد اندلعت مواجهات امس بين متظاهرين فلسطينيين وعناصر من الشرطة
الاسرائيلية التي انتشرت بكثافة في القدس الشرقية المحتلة, في اجواء من
التوتر السياسي-الديني, في الوقت الذي ارجأ الموفد الأمريكي الخاص
للشرق الاوسط جورج ميتشل زيارته التي كانت مقررة امس الي الشرق
الاوسط.
وافاد متحدث باسم مستشفي المقاصد في القدس الشرقية بأن40 فلسطينيا
اصيبوا
في المواجهات نقلوا اليه موضحا ان جراح اثنين منهم متوسطة والاخري
طفيفة.
وفي القدس اعتقلت القوي الامنية الاسرائيلية42
فلسطينيا.
وفي مخيم شعفاط اطلقت الشرطة الرصاص المطاط والقنابل المسيلة للدموع
علي
المتظاهرين الذين كانوا يرشقون القوات الامنية بالحجارة.
اما في حي
العيسوية فكانت المواجهات لا تزال مستمرة حيث اطلقت الشرطة وحرس
الحدود النار
في الهواء لتفريق المتظاهرين.
كذلك دارت مواجهات في حي وادي الجوز العربي ايضا
في القدس الشرقية التي
احتلتها اسرائيل في1967 وضمتها اليها في قرار لم يعترف
به المجتمع
الدولي.
واستمرت الشرطة في منع المصلين المسلمين الذين تقل
اعمارهم عن خمسين عاما
من دخول المسجد الاقصي, وكذلك جميع الزائرين غير
المسلمين.
في غزة خرج آلاف الفلسطينيين في مناطق القطاع في مسيرات حاشدة جابت
الشوارع
والميادين تنديدا بالممارسات العدوانية المتواصلة التي ترتكبها سلطات
الاحتلال الإسرائيلي والمتطرفون الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد
الأقصي
والضفة الغربية المحتلة احتجاجا علي افتتاح جماعات إسرائيلية متطرفة مساء
أمس الاول ما يسمي( كنيس الخراب) قرب المسجد الأقصي, وتنديدا
بالممارسات والاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال.
من جانبها هددت كتائب
عز الدين القسام, امس برد مؤلم علي الاجراءات
الاسرائيلية في القدس, ولا
سيما تدشين كنيس الخراب في القدس الشرقية
المحتلة, مؤكدة في بيان: اننا في
كتائب القسام ننظر بخطورة بالغة
ونراقب ما يجري في القدس المحتلة عن كثب وندرس
سبل الرد علي ذلك بما يحقق
النصرة للاقصي ويؤلم الاحتلال.
وأكدت الجبهة
الديمقراطية الفلسطينية أن الاشتباكات مع قوات الاحتلال في
القدس والضفة
ستتعاظم لوقف الاستيطان بالكامل علي طريق طرد الاحتلال
وانتزاع حقوق الشعب
الفلسطيني بتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية
وعاصمتها القدس والعودة.
وأكد بيان للجبهة وزعته امس ان الانقسام
الفلسطيني يؤدي الي تبديد مؤشرات
الانتفاضة الجديدة داعيا الي استئناف
الحوار الفلسطيني الشامل لانهاء الانقسام
واعادة بناء الوحدة الوطنية
بانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني لمنظمة
التحرير بقوانين التمثيل
النسبي الكامل.
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية القمة العربية المزمع
عقدها في ليبيا أواخر شهر مارس الجاري
إلي الوقوف الجدي أمام المخاطر التي
تتعرض لها مدينة القدس المحتلة, مؤكدة أن
القدس يجب أن تكون عنوان قمة
ليبيا وأنها عنوان السلام والاستقرار في المنطقة
بأسرها, مؤكدة ضرورة
اتخاذ القمة إجراءات ملموسة لدعم مدينة القدس وصمود
مواطنيها أمام اعتداءات
اسرائيل المتواصلة والتحرك الفاعل علي الصعد الدولية
كافة للضغط علي دولة
الاحتلال وإلزامها بالقانون الدولي.
وتلقي الرئيس
الفلسطيني محمود عباس أبومازن امس اتصالا هاتفيا من الأمين
العام لمنظمة
المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أولو اطلعه خلاله
علي صورة التصعيد
الإسرائيلي الخطير بمدينة القدس المحتلة والإجراءات
الاستيطانية الأخيرة في
الأراضي الفلسطينية
من جهة ثانية, استقبل الرئيس الفلسطيني امس بقصر الرئاسة
في مدينة بيت
لحم, وفدا من قيادة المؤسسات العربية في قارة أمريكا
اللاتينية.. واطلع
علي آخر التطورات في الأرض الفلسطينية والجهود المبذولة
لتحريك عملية
السلام, خاصة بعد الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية
الخطيرة.
وفي جدة دان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان
اوغلو
امس قيام اسرائيل ببناء كنيس في القدس الشرقية علي ارض اوقاف اسلامية,
كما حذر المجتمع الدولي من حرب دينية تدفع باتجاهها الدولة العبرية.توجه
رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب
عريقات الي موسكو امس حاملان خمس رسائل خطية من الرئيس محمود عباس أبو
مازن
إلي ممثلي اللجنة الرباعية الدولية( أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي
والأمم المتحدة) المقرر ان تعقد اجتماعها علي المستوي الوزاري في
العاصمة
الروسية بعد غدا.وقال عريقات- في تصريح صحفي امس- إنه سوف يلتقي
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم, كما سيلتقي وزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون
والممثلة
العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون, للمطالبة
بموقف
من اللجنة يلزم الحكومة الإسرائيلية بوقف الإستيطان بالكامل في الأراضي
الفلسطينية المحتلة والكف عن إجراءاتها وسياساتها التدميرية لعملية
السلام.
وأكد الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة
الإسلامية
المسيحية أنه حذر مرارا وتكرارا مما يحدث في القدس ببناء كنيس الخراب
الذي
تعلوه قبه تضاهي قبة الصخرة المشرفة لتغيير المشهد التاريخي لمدينة القدس
في إطار تحويلها إلي مدينة يهودية وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون امس ان واشنطن تسعي الي الحصول علي التزام تام من اسرائيل
والفلسطينيين بعملية السلام.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية
برنار فاليرو امس ان فرنسا دعت
كافة الاطراف في القدس الي تجنب
التصعيد.
وقال خلال مؤتمر صحفي ان الوضع مقلق و ندعو كافة الاطراف الي بذل كل
ما في
وسعها لتفادي تصعيد قد يضر بجهود السلام.
كما أعربت فرنسا امس عن
إدانتها الشديدة للمشروعات الإسرائيلية الأخيرة
بشأن بناء وحدات سكنية في القدس
الشرقية, داعية السلطات الإسرائيلية إلي
التراجع عن تنفيذ هذه
المشروعات.
وفي مدريد شدد وزير الخارجية الاسباني ميجيل انجيل موراتينوس أمس
خلال لقاء
مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك علي ضرورة المضي قدما بعزم
لترسيخ
حل الدولتين في الشرق الاوسط.
وخلال اللقاء مع باراك ذكر موراتينوس
بالموقف الاسباني الداعم لجهود ادارة
اوباما والرغبة في ان يؤدي تحريك
المفاوضات الي حل للصراع بحسب بيان نشرته
وزارة الخارجية الاسبانية.
وشدد
موراتينوس علي الاهمية التي توليها الرئاسة الدورية الاسبانية
للاتحاد
الاوروبي, لعملية السلام في الشرق الاوسط.
في الوقت نفسه انتقد
وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان بشدة
المجتمع الدولي امس بزعم انه لا
يتجاوب تماما مع الاجراءات التي اتخذتها
اسرائيل خلال السنة الماضية.
من
الموافقة علي مبدأ دولة فلسطينية وتجميد البناء( في مستوطنات الضفة
الغربية
المحتلة) ورفع الحواجز عن الطرق.
من ناحية أخري رهن النائب شاءول موفاز من
حزب كاديما المعارض في إسرائيل
انضمام حزبه إلي الائتلاف الحكومي بوجود عملية
سلمية حقيقية وإعداد خطة
وجيهة للتسوية مع الفلسطينيين. زاعما أن عناصر
خارجية بتهييج أعمال الشغب
في القدس وفي مقدمتها قيادتا حماس وفتح والحركة
الإسلامية( في
إسرائيل). من جهته, استنكر عضو الكنيست أحمد الطيبي بشدة
أداء الشرطة
الإسرائيلية في القدس التي قال انها تجلس علي برميل من البارود
قابل
للانفجار.
