أنا لبناني وأعتقد تماماً أن أبناء الشعب المصري من أطيب شعوب العالم وأكثرها سلمية، ويصبر على المرّ إيماناً منه بأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، وأنه في الساعة الحقيقية ينفض عن نفسه غبار الذل وتظهر حضارته مجدداً، وقد ابتلاكم الله في العقود السابقة بطغمة نسيت كلّياً حقوق الشعب، واعتقدت بأن خيرات الوطن خلقت من أجلها، وأن ما تدفعه للمواطن المصري هو منّة عليه ولولاها لمات جوعاً، وأصبح بالإمكان لمس هذه القناعة من خلال رؤية طبيعة حياتها سواء في الداخل أم في الخارج، فقد رأيت وزيراً مصرياً سابقاً جاء مع وفد إلى إحدى الدول وأنفق في سبيل تنقلات بسيطة في يوم واحد ما يكفي لسد رمق مئات المصريين لأكثر من شهر، وكانت حاشيته تتبعه وكأنه فرعون ، وكانت الموائد التي تفرش أشبه ما تكون بموائد الأباطرة، فما بالك لو جاء الرئيس السابق حسني مبارك!! وأريد من كل هذا الكلام القول أن الشعب المصري هو شعب حضارة وعزة وكرامة، ولا يتسحق مثل هذه المعاملة،ونحن نتمنى أن يعود للعب دوره الحقيقي في ريادة الأمة ومواجهة العدو الحقيقي، ونبذ التفرقة. وأنا أكره أن أصنف نفسي مذهبياً ولكني هنا أسمح لنفسي أن أقول بأنني شيعي وأحب كل الثوار المصريين، ولا أخشى من ان يأتي الأخوان المسلمون إلى الحكم، فالإسلام الحقيقي لا يهضم ولا حتى حقوق غير المسلمين، ولاداعي للخوف، وفقط أطلب من الله أن تضع الحكومة الحالية والقادمة مصلحة الأمة فوق المصالح الفردية، وأن تتعاون مع الدول المؤيدة لقضايانا وتبتعد عن تلك التي تدعم أعداءنا بالسلاح والمال والرجال ، وأطلب من الله أن لا تتمكن الدول المعادية من اتخاذ مصر كوسيلة لضمان مصالح الغرب وللضرب على يد المقاومة. ونحن ننتظر بفارغ الصبر الأشهر والسنوات القادمة لتعود إلينا حبيبتنا وأمنا مصر الغالية التي بكينا على فراقها وعلى اغتصابها سنوات طويلة فما أن تم توقيع معاهدة كمب ديفيد حتى تعرضنا للعدوان الإسرائيلي التي اغتصب أرضنا وانتهك أعراضنا، وظلينا منذ ذلك التاريخ نبكى دماً وحاولنا وما زلنا نحاول مقارعة العدو الغاشم بما أوتينا من قوة، ونحن نسأله تعالى أن تكون مصر رديفاً جديداً لنا وأن نعتمد عليها في تقدمنا وازدهارنا وحريتنا، فليس أروع من بندقية تأتي من مصر، ولا أروع من تربيتة يد مصرية على كتف مقاتل في سبيل الله والوطن وفي سبيل الحقوق الفعلية للإنسان.