قال عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إنه من الأفضل أن يتم انتخاب نائب الرئيس، فى نفس توقيت انتخاب رئيس الجمهورية، حتى لا يُفرض "النائب" على الشعب، من قبل الرئيس، وبحيث تكون السلطة الحاكمة كلها منتخبة.
جاء ذلك فى الحوار الذى أجراه الزميل محمد الشاذلى، مع عمرو موسى، بمقر حملته الانتخابية، وتنشره جريدة جريدة الحياة اللندنية، صباح غدٍ السبت.
بدأ الحوار بتساؤل حول أسباب شعور ميدان التحرير بأن "موسى" على خصام معه، لكنه أجاب قائلاً: "زرت الميدان أكثر من مرة، وفي وقت مبكر من الثورة، وأزوره حتى الآن.. ولا خصام بيني وبينه.. ولكن بعض التنظيمات أو التجمعات الموجودة هناك تعتبر أو لها انتقادات معينة بشأن منصبي الأسبق وزيراً للخارجية، وأحب أن أسجل أنني أفخر بأننى كنت وزيراً لخارجية مصر، وأفخر بسجلي الذي تابعه وأيده الشعب المصري،
وأيدت جماهير واسعة مصريا وعربيا تأييدا عارما أدائي ودور وزارة الخارجية في تلك الفترة.. والبعض اليوم إما غير عالم بهذا السجل أو أملي عليه موقف ما، فأنا لم أعمل وحدي مع النظام السابق في فترة من الفترات، الكل عمل كوزراء وسفراء ووكلاء وزارات وأعضاء ومسئولين في مواقع مختلفة.. لا تستقيم القطعية الكاملة بين ما كان وما سيكون، والقطيعة يجب أن تكون مع الفساد وليس مع التيار الوطني الذي استمر تياراً وطنياً طول الوقت.. إذا حصلت قطيعة بين التيار الوطني والتيار الثوري بأي شكل من الأشكال فإن ذلك سيكون أمراً خطيراً بالنسبة لمصر كلها.
وحول مدى قربه من المجلس العسكري، رد "موسى" قائلا: "أحدد المسافة مع المجلس العسكرى وفق مجريات الأمور.. أنا لا أجتمع مع المجلس العسكري كل يوم أو كل أسبوع.. ربما آخر مرة التقيت منفرداً المجلس العسكري وقيادته، كان منذ شهرين بعد الأحداث المشهورة، وطالبت بإنهاء الضبابية الموجودة ووضع حد قاطع للفترة الانتقالية وتاريخ محدد لانتخابات الرئاسة حتى تكتمل الأمور. وتلا ذلك بيوم واحد اجتماع عدد من الوطنين المصريين مع المجلس وهو الاجتماع الذي انتهينا فيه إلى موافقة المجلس العسكري على نقل السلطة إلى سلطة وطنية منتخبة. وطبعاً... في ميدان التحرير تيارات عدة وليس تياراً واحداً.. لا تستطيع أن تدعى أو لا يستطيع أحد أن يدعي أن ميدان التحرير يقول (...) إنما هناك في ميدان التحرير من يقول (...) أما الأسماء التي حددوها لمجلس رئاسي فكانت على أساس نقل فوري للسلطة إلى هذه المجموعة التي لم يُجمع عليها حتى ميدان التحرير نفسه.
ومن ثم وقد علقت آنذاك بأن هذه الطريقة كانت تتبعها الجماهيرية الليبية وانتهت بها الحال إلى ما انتهت إليه إنما نقل السلطة فأنا موافق عليه.. 50 في المائة من كلام هذه المجموعة أنا معه، ضرورة نقل السلطة إلى سلطة وطنية مدنية.. ولكني أضيف: "إلى سلطة منتخبة".. لكي تكتمل الـ100 في المائة.. أما نقل السلطة إلى أي أحد وأية قائمة مؤلفة فإنه يحولها إلى جماهيرية فوضوية أو ديكتاتورية.
حول ما يتردد عن الخروج الآمن للمجلس العسكري، رأى عمرو موسى أن إدارة النقاش بهذا الشكل تنطوي على نوع من الاتهام والإثارة، من الآن نتحدث عن مخرج آمن وكأن هناك متهما.. بالنسبة لي يجب أن تنتهي مهمة المجلس العسكري بموعد غايته 30 يونيو المقبل.. ولا أرى أن المجلس متهم بجريمة.. هناك انتقادات وجهت للمجلس، وبعضها صحيح للبطء في اتخاذ القرار أو تردد في قرار أو خطأ فيه وكان يمكن أن يتم بطريقة أفضل مما تم، أما أن يُتهم المجلس بأنه ارتكب جرماً يحتاج بسببه خروجاً آمناً فهذا الطرح فيه التباس كبير، وأفضل أن نتحدث عن الدور الآمن والضروري للقوات المسلحة بعد نقل السلطة، في إطار تحديد مهام المؤسسات الرئيسة للدولة وهو ما سيتعرض له الدستور بالضرورة.
وعندما فسّر "موسى" حملة "كاذبون" ضد الجيش قال: إنها تعنى انعدام الثقة، بينما أفاد بأن الثورة كسبت نفسها عندما حمتها القوات المسلحة في أيامها الأولى، حيث رفضت أن تقاومهم أو تطلق الرصاص عليهم، أما المجلس الأعلى فقد تلقى مهمة لم يكن ينتظرها وسيشكر في النهاية على إدارته للمرحلة الانتقالية حيث تنتهي في آخر يونيو المقبل.
وشكك موسى فيما يتردد حول أن "الشعب يريد إسقاط المشير"، متسائلا :"هل الشعب فعلاً يريد إسقاط المشير؟، هل كل الشعب أو أغلبية الشعب تطلب ذلك؟، لا أعتقد ذلك، لكننا بحاجة لمناقشة مثل هذه الشعارات".
وحين رد "موسى" على تساؤل بشأن اعتبار البعض أنه خرج من عباءة النظام السابق، قال: "أعتقد أن هذا الانتقاد وما يتعلق بعباءة النظام السابق قد اعتراها عوار كبير، وازدواجية في المعايير، واضطراب في المفاهيم.. ولا يعدو الأمر أن يكون من ضمن الحيل الانتخابية وليست عن مبدأ أو معيار محترم.
ففي الوقت الذي ينتقد فيه البعض أنني كنت وزيراً لخارجية مصر في التسعينيات من القرن الماضي متجاهلين الطرح الدبلوماسي المهم الذي طرحته الخارجية المصرية آنذاك عربياً وإفريقيا وأوروبيا ودولياً، لا تخجل هذه الدوائر نفسها من أن تنتخب وزيراً آخر في الفترة نفسها رئيساً للوزراء وتقول: إنه خيار التحرير، فكيف يكون نقد وزير سابق لأنه خارج من عباءة النظام السابق وينتخب زميله في نفس الوقت ونفس الحكومة من التحرير؟.. وإذا جاز هذا التعبير وبصرف النظر عن نفس هذه العباءة.. بماذا نصف مثل ذلك الموقف بالعربية الفصحى؟".
وحول منافسه الرئيسى فى انتخابات الرئاسة قال: "لا أعرف بعد، لكني يجب أن أحدد المنافس الرئيسي لأسباب تتعلق بمسار المعركة الانتخابية.. وليس ضروريا أن يكون الإسلاميون هم أكبر المنافسين.. فالرئاسة مسئولية كبري واختيار الشخص المناسب للمنصب، إضافة إلى برنامجه وماضيه ومن هو.. كلها ستلعب دورها بما في ذلك موقعه الدولي والإقليمي.. إلى آخره".
أضاف: "بعض الثوار يعتقدون أن دورهم انتهى والآخر يرى أن الثورة هُزمت.. والصحيح في رأيي أن نقول: إن هذه الثورة انتصرت.. صحيح لا تستطيع أن تقول إنها انتصرت نهائيا.. لكنها بالقطع مستمرة ولم تهزم، وإن كانت لم تحقق بعد الانتصار الكامل.. عندما تقرر إعادة بناء بلدك فأنت تحتاج إلى الخبرات ولا يستطيع شاب أن يخرج من ميدان التحرير إلى كرسي الرئاسة أو رئاسة الوزارة، وإنما من الآن وإلي أربع سنوات مقبلة يجب أن يُعد الشباب لأن ينخرط أكثر في الحياة السياسية ويدخل المطبخ السياسي ويعيش حالة اطلاع مستمرة على الأحداث وطنيا ومحليا، أي ينخرط في عملية للتنمية على كل المستويات المصرية.