ثانيا : إرخاء الستر مقصد شرعي واجب
قال الشاطبي في الموافقات 5 / 151 معلقا على أحاديث الفرق ( .. وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ... ما أنا عليه وأصحابي ) :
( ولكن الغالب في هذه الفرق أن يشار إلى أوصافهم ليحذر منها، ويبقى الأمر في تعيينهم مرجى كما فهمنا من الشريعة، ولعل عدم تعيينهم هو الأولى الذى ينبغي أن يلتزم ليكون سترًا على الأمة، كما سترت عليهم قبائحهم، فلم يفضحوا في الدنيا بها في الحكم الغالب العام، وأمرنا بالستر على المذنبين ما لم يبد لنا صفحة الخلاف، ليس كما ذكر عن بني إسرائيل أنهم كانوا إذا أذنب أحدهم ليلا أصبح وعلى بابه معصيته مكتوبة، وكذلك في شأن قرابينهم فإنهم كانوا إذا قربوها أكلت النار المقبول، منها وتركت غير المقبول وفي ذلك افتضاح المذنب، إلى ما أشبه ذلك، فكثير من هذه الأشياء خصت بها هذه الأمة، وقد قالت طائفة: إن من الحكمة في تأخير هذه الأمة عن سائر الأمم أن تكون ذنوبهم مستورة عن غيرهم، فلا يطلع عليها كما اطلعوا هم على ذنوب غيرهم ممن سلف.
وللستر حكمة أيضًا، وهي أنها لو أظهرت -مع أن أصحابها من الأمة ، لكان في ذلك داع إلى الفرقة والوحشة ، وعدم الألفة التى أمر الله بها ورسوله حيث قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، وقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم} [الأنفال: 1].وقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات} [آل عمران: 105].وقال: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الروم: 31-32].وفي الحديث: " لا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا " ... إلى أن يقول : فإذا كان من مقتضى العادة أن التعريف بهم على التعيين يورث العداوة والفرقة وترك الموالفة، لزم من ذلك أن يكون منهيًا عنه، إلا أن تكون البدعة فاحشة جدًّا كبدعة الخوارج، فلا إشكال في جواز إبدائها وتعيين أهلها، كما عين رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج وذكرهم بعلامتهم، حتى يعرفون ويحذر منهم. ويلحق بذلك ما هو مثله في الشناعة أو قريب منه بحسب نظر المجتهد، وما سوى ذلك، فالسكوت عن تعيينه أولى ) أ.هـ
قال الشاطبي في الاعتصام (2 / 205)[ فوجه الدليل من الحديث أن قوله فليذادن رجال عن حوضى إلى قوله أناديهم ألا هلم مشعر بأنهم من أمته وأنه عرفهم وقد بين أنهم بالغرر والتحجيل فدل على أن هؤلاء الذين دعاهم وقد كانوا بدلوا ذوو غرر وتحجيل وذلك من خاصة هذه الأمة , فبان أنهم معدودون من الأمة ولو حكم لهم بالخروج من الأمة لم يعرفهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغرة أو تحجيل لعدمه عندهم , ولا علينا أقلنا إنهم خرجوا ببدعتهم عن الأمة أولا إذ اثبتنا لهم وصف الانحياش إليها ] أ.هـ
في السلسلة الصحيحة للألباني :
مجلد 1/ 504 - " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " .
1/ 1387 - " ثلاث أحلف عليهن : لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ، و سهام الإسلام ثلاثة : الصوم و الصلاة و الصدقة ، لا يتولى الله عبدا فيوليه غيره يوم القيامة ، و لا يحب رجل قوما إلا جاء معهم يوم القيامة ، و الرابعة لو حلفت عليها لم أخف أن آثم : لا يستر الله على عبده في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة
1/ 2341 " من ستر أخاه المسلم في الدنيا ، ستره الله يوم القيامة " .
1/ 3463 ـ ( مَنْ كشَفَ سِتْراً ، فأَدخَلَ بصَرَه في البيْتِ قبْلَ أن يؤْذَنَ له ، فرأَى عورةَ أهلِه ؛ فقدْ أتَى حدّاً لا يحلُّ له أنْ يأْتيَه ؛ لو أنه حينَ أدخَلَ بصَرَهُ استقبلَه رجلٌ ففقأَ عينَه ما غَيَّرت عليه ، و إنْ مرَّ الرّجلُ على بابٍ لا ستْرَ له غيرَ مغْلَقٍ فنظَر فلا خطيئةَ عليه ؛ إنما الخطيئةُ على أهْلِ البيْتِ )
2/ 518 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا الليث بن سعد قال : حدثنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن كعب بن علقمة عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر قال : قلت لعقبة بن عامر :
إن لنا جيراناً يشربون الخمر وأنا داع الشُّرَطَ ليأخذوهم فقال عقبة : ويحك لا تفعل ولكن عظهم وهدِّدهم قال : إني نهيتهم فلم ينتهوا وإني داع الشرط ليأخذوهم فقال عقبة : ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موؤودة في قبرها )
2/ 535 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال : حدثنا عبدالأعلى بن حماد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن واسع و أبي سورة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من ستر أخاه المسلم ستره الله في الدنيا والآخرة ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )
وفي فتح الباري - ابن حجر - (12 / 123)
وعند أبي داود من طريق نعيم بن هزال قال كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي ائت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك ورجاء أن يكون له مخرج فذكر الحديث
فقال عياض : فائدة سؤاله أبك جنون سترا لحاله واستبعاد أن يلح عاقل بالاعتراف بما يقتضي إهلاكه ولعله يرجع عن قوله أو لأنه سمعه وحده أو ليتم إقراره أربعا عند من يشترطه وأما سؤاله قومه عنه بعد ذلك فمبالغة في الاستثبات وتعقب بعض الشراح قوله أو لأنه سمعه وحده بأنه كلام ساقط لأنه وقع في نفس الخبر أن ذلك كان بمحضر الصحابة في المسجد .
(12 / 181) - ذكر التلاعن قوله فقال رجل لابن عباس في المجلس هو عبد الله بن شداد بن الهاد كما صرح به في الرواية التي قبلها قوله تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء في رواية عروة عن ابن عباس بسند صحيح عند بن ماجة لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمت فلانة فقد ظهر فيها الريبة في منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها ولم أقف على اسم المرأة المذكورة فكأنهم تعمدوا إبهامها سترا عليها قال المهلب فيه أن الحد لا يجب على أحد بغير بينة أو إقرار ولو كان متهما بالفاحشة وقال النووي معنى تظهر السوء أنه اشتهر عنها وشاع ولكن لم تقم البينة عليها بذلك ولا اعترفت فدل على أن الحد لا يجب بالاستفاضة
(6 / 575) وقد روى المصنف في الأدب من حديث أنس لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ماله تربت جبينه ولأحمد من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه ولأبي داود من حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل ما بال فلان يقول ولكن يقول ما بال أقوام يقولون قوله وكان يقول أي النبي صلى الله عليه و سلم ووقع في رواية مسلم قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله ان من خياركم أحسنكم أخلاقا في رواية مسلم أحاسنكم , وحسن الخلق اختيار الفضائل وترك الرذائل وقد أخرج أحمد من حديث أبي هريرة رفعه إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق وأخرجه البزار من هذا الوجه بلفظ مكارم بدل صالح وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن عن صفية بنت حيي قالت ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعند مسلم من حديث عائشة كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه
(8 / 471) وفي رواية بن إسحاق ما بال أناس يؤذوني في أهلي وفي رواية بن حاطب من يعذرني فيمن يؤذيني في أهلي ويجمع في بيته من يؤذيني ووقع في رواية الغساني المذكورة في قوم يسبون أهلي وزاد فيه ما علمت عليهم من سوء قط قوله ولقد ذكروا رجلا زاد الطبري في روايته صالحا وزاد أبو أويس في روايته وكان صفوان بن المعطل قعد لحسان فضربه ضربة بالسيف وهو يقول :
تلق ذباب السيف مني فإنني .... غلام إذا هو جئت لست بشاعر
فصاح حسان ففر صفوان فاستوهب النبي صلى الله عليه و سلم من حسان ضربة صفوان فوهبها له
(10 / 596) نعم صح النهي عن رفع البصر إلى السماء في حالة الصلاة كما تقدم في الصلاة عن أنس رفعه ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم ولمسلم عن جابر بن سمرة نحوه ولابن ماجة عن بن عمر نحوه
وفي سنن أبي داود - (3 / 134)
2946- حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ ، وَابْنُ أَبِي خَلَفٍ ، لَفْظَهُ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلاً مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ - قَالَ ابْنُ السَّرْحِ : ابْنُ الأُتْبِيَّةِ - عَلَى الصَّدَقَةِ فَجَاءَ ، فَقَالَ : هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي ، أَلاَ جَلَسَ فِي بَيْتِ أُمِّهِ أَوْ أَبِيهِ فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ ؟ لاَ يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا فَلَهُ رُغَاءٌ ، أَوْ بَقَرَةً فَلَهَا خُوَارٌ ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبِطَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.
- (4 / 251) 4791- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ ، أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنُوا لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْقَوْلَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ وَقَدْ قُلْتَ لَهُ مَا قُلْتَ ، قَالَ : إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ ، أَوْ تَرَكَهُ ، النَّاسُ لاِتِّقَاءِ فُحْشِهِ. وروي في صحيح البخاري
وفي سنن ابن ماجة
(3 / 179) 2017- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ اللهِ ، يَقُولُ : قَدْ طَلَّقْتُكِ ، قَدْ رَاجَعْتُكِ ، قَدْ طَلَّقْتُكِ.
(3 / 226) 2081- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، سَيِّدِي زَوَّجَنِي أَمَتَهُ ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ، قَالَ : فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يُزَوِّجُ عَبْدَهُ أَمَتَهُ ، ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا ؟! إِنَّمَا الطَّلاَقُ لِمَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ.
وفي مسند أحمد موافقا لثلاث طبعات
(2 / 250) ( 7405) 7399- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ ، فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ ؟ إِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ ، فَلْيَتْفُلْ هَكَذَا ، فِي ثَوْبِهِ .
فَوَصَفَ الْقَاسِمُ : فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ ، ثُمَّ مَسْحَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ.
(2 / 346) (8554) 8535- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ كُنْتُ أَنَا لأَسْرَعْتُ الإِِجَابَةَ ، وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ.
(3 / 18) (11138) 11155- حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ : مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُونَ : إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَنْفَعُ قَوْمَهُ ، بَلَى وَاللَّهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ، قَالَ لَهُمْ : أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ ، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي وَارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَى .
(3 / 62) (11591) 11612- حَدَّثَنَا زَكَرِيِّا بْنُ عَدِيٍّ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ تَقُولُ : إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاللَّهِ إِنَّ رَحِمِي لَمَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ.
(3 / 435) (15589) 15674- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ فَأَصَبْتُ ظَهْرًا ، فَقَتَلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ حَتَّى قَتَلُوا الْوِلْدَانَ - وَقَالَ مَرَّةً : الذُّرِّيَّةَ - فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَاوَزَهُمُ الْقَتْلُ الْيَوْمَ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا هُمْ أَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ خِيَارَكُمْ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً ، أَلاَ لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً قَالَ : كُلُّ نَسَمَةٍ تُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا ، فَأَبَوَاهَا يُهَوِّدَانِهَا وَيُنَصِّرَانِهَا.
(5 / 363) (23072) 23460- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ أَبِي رَوْحٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالرُّومِ فَالْتُبِسَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ يَحْضُرُونَ مَعَنَا الصَّلاَةَ بِغَيْرِ طُهُورٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْبِسُونَ عَلَيْنَا صَلاَتَنَا ، مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلاَةَ فَلْيُحْسِنِ الطُّهُورَ.
(6 / 181) (25482) 25997- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الأَمْرِ ، فَرَغِبَ عَنْهُ رِجَالٌ ، فَقَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ آمُرُهُمُ الأَمْرَ يَرْغَبُونَ عَنْهُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً.
وفي مسند البزار
2176- وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : قَامَ الْعَبَّاسُ ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ ، قَالَ : مَا لَكَ وَلَهُمْ ؟ قَالَ : يَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِوُجُوهٍ مُشْرِقَةٍ ، فَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ ، فَغَضِبَ حَتَّى دَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ الإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ يُؤْذُونَنِي فِي الْعَبَّاسِ ، عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ.
وفي مصنف عبد الرزاق
13530 - عبد الرزاق عن الثوري عن واصل عن معرور بن سويد قال أتي عمر بامرأة راعية زنت فقال عمر ويح المرية أذهبت حسنها اذهبا فاضرباها ولا تخرقا جلدها إنما جعل الله اربعة شهداء سترا ستركم به دون فواحشكم فلا يطلعن ستر الله منكم أحد ولو شاء لجعله رجلا صادقا أو كاذبا .
20270 - أخبرنا معمر عمن سمع الحسن يقول أحبوا هونا وابغضوا هونا فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا لا تفرط في حبك ولا تفرط في بغضك من وجد دون أخيه سترا فلا يكشف لا تجسس أخاك فقد نهيت أن تجسسه لا تحقر عليه ولا تنفر عنه
في شعب الإيمان - (9 / 381)
6822 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نا مُحَمَّدُ أَبُو بَكْرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: كَمْ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ سِتْرٍ ؟، قَالَ: " هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ خَطِيئَةً هَتَكَ مِنْهَا سِتْرًا، فَإِذَا تَابَ رَجَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ السِّتْرُ، وَتِسْعَةٌ مَعَهُ قَالَ: وَإِذَا لَمْ يَتُبْ هَتَكَ مِنْهَا سِتْرًا وَاحِدًا وَاحِدًا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: إِنَّ بَنِي آدَمَ يَصِيرُونَ وَلَا يُصِرُّونَ، فَأَخْفُوهُ بِأَجْنِحَتِكُمْ، فَيَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِكَ، فَإِنْ تَابَ رَجَعَتْ إِلَيْهِ الْأَسْتَارُ كُلُّهَا، وَإِذَا لَمْ يَتبْ عَجِبَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقولُ اللهُ لَهُمْ: أَسْلِمُوهُ، فَيُسْلِمُونَهُ، حَتى لَا يُسْتَرَ مِنهُ عَوْرَة "
وفي شعب الإيمان
- (12 / 154) التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ
وَهُوَ بَابٌ فِي السَّترِ عَلَى أَصْحَابِ الْقرُوفِ
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنيَا وَالْآخِرَةِ } [النور: 19] "
- (12 / 159) 9212 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقوبَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، نَا الْفِرْيَابِيُّ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنكَ إِنِ اتبَعْتَ عَوْرَاتِ الناسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تفسِدَهُمْ "، قَالَ: يَقولُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " كَلِمَةٌ سَمِعَهَا مُعَاوِيَة، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَعَهُ اللهُ بِهَا "
- (12 / 156) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَطْفَأَ عَنْ مُؤْمِنٍ سَيِّئَةً كَانَ خَيْرًا مِمَّنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً " وَفِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَتَرَ عَلَى مُؤْمِنٍ فَاحِشَةً فَكَأَنمَا أَحْيَا مَوْءُودَةً "
- (12 / 159) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَشَادَ عَلَى مُسْلِمٍ عَوْرَةً يَشِينهُ بِهَا بِغَيْرِ حَقٍّ شَانَهُ اللهُ بِهَا فِي الْحَقِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " قَوْلُهُ: أَشَادَ يَعْنِي: رَفَعَ ذِكرَهُ بِهَا، وَنَوَّهَ بِهِ، وَشَهَّرَهُ بِالْقَبِيحِ "
- (12 / 161) عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي الْخِدْرِ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " يَا مَعْشَرَ، مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَخلُصِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنهُ مَنْ يَتبَعُ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَّبَعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ "
- (12 / 161) عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ، تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ خَمْرًا . قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَهَانَا عَنِ التَّجَسُّسِ، وَإِنْ يُظْهِرْ إِلَيَّ شَيْئًا أَخَذْنَاهُ "
- (12 / 161) عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَة إِلَى عُمَرَ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي وَجَدْتُ صَبِيًّا وَوَجَدْتُ مَعَهُ قبْطِيَّةً فِيهَا مِائَة دِينَارٍ، فَأَخَذتهُ وَاسْتَأْجَرْتُ لَهُ ظِئرًا ، وَإِنَّ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ يَأْتِينَهُ فَيُقَبِّلْنَهُ لَا أَدْرِي أَيُّهُنَّ أُمُّهُ، فَقَالَ لَهَا: " إِذَا هُنَّ أَتَيْنَكَ فَأَعْلِمْينِي "، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ لِامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ: " أَيَّتُكُنَّ أُمُّ هَذَا الصَّبِيِّ ؟ " فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا أَحْسَنْتَ وَلَا أَجْمَلْتَ يَا عُمَرُ، تَعَمَدُ إِلَى امْرَأَةٍ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهَا فَترِيدُ أَنْ تَهْتِكَ سِتْرَهَا، قَالَ: " صَدَقْتِ "، ثمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: " إِذَا أَتَيْنَاكِ فَلَا تَسْأَلِيهِنَّ عَنْ شَيْءٍ وَأَحْسِنِي إِلَى صَبِيِّهِنَّ " ثُمَّ انْصَرَفَ
- (12 / 165) نَا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَترْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ ، اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كَيْ يَعْرِفَهُ النَّاسُ وَيَحْذَرَهُ النَّاسُ " فَهَذَا حَدِيثٌ يُعَدُّ فِي إِفْرَادِ الْجَارُودِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ بَهْزٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِهِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَهُوَ إِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ فَاجِرًا مُعْلِنًا بِفُجُورِهِ، أَوْ فَاجِرًا يَأْتِي بِشَهَادَةٍ، أَوْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي أَمَانَةٍ فَيُحْتَاجُ إِلَى بَيَانِ حَالِهِ لِئَلَّا يَقَعَ الِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ "
- (12 / 167) قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: " ثَلَاثَة لَيْسَتْ لَهُمْ حُرْمَة فِي الْغِيبَةِ : فَاسِقٌ يُعْلِنُ الْفِسْقَ، وَالْأَمِيرُ الْجَائِرُ ، وَصَاحِبُ الْبِدْعَةِ الْمُعْلِنُ الْبِدْعَةَ "
- (12 / 167) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَذَكَرَ آخِرَ الزَّمَانِ وَالْفِتَنَ، قَالَ: " خَيْرُ أَهْلٍ ذَلِكَ الزَّمَانِ كَانَ نَوْمَةً , أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى لَيْسَ بِالْمَسَايِيحِ ، وَلَا الْمَذايِيعِ الْبُذرِ " " - يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، قَوْلُهُ: نَوْمَةً يَعْنِي: الْخَامِلَ الذكْرَ، الْغَامِضَ فِي الناسِ، الَّذِي لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ وَلَا أَهْلَهُ، وَأَمَّا الْمَذَايِيعُ: فَإِنَّ وَاحِدَهُمْ مِذيَاعٌ، وَهُوَ الَّذِي إِذَا سَمِعَ عَنْ وَاحِدٍ بِفَاحِشَةٍ، أَوْ رَآهَا مِنهُ أَفْشَاهَا عَلَيْهِ وَأَذَاعَهَا، وَالْمَسَايِيحُ: الَّذِينَ يَسِيحُونَ فِي الْأَرْضِ بِالشَّرِّ، وَالنمِيمَةِ، وَالْإِفسَادِ بَيْنَ الناسِ، وَالْبُذرُ أَيْضًا نَحْوُ ذَلِكَ، وَهُوَ مَأْخُوذ مِنَ الْبَذرِ، يُقَالَ: بَذَرْتُ الْحَبَّ وَغَيْرَهُ إِذَا فَرَغتُ فِي الْأَرْضِ، فَكَذَلِكَ هَذَا يَبْذرُ الْكَلَامَ بِالنمِيمَةِ وَالْفَسَادِ، وَالْوَاحِدُ مِنهُمْ بَذُورٌ "
- (12 / 168) عَنْ عَلِيٍّ، أَنهُ قَالَ: " طُوبَى لِعَبْدٍ يَعْرِفُ الناسَ وَلَا يَعْرِفُونَهُ، يَعْرِفهُ اللهُ بِرِضْوَانٍ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى لَيْسُوا بِالْمَذَايِيعِ ، وَلَا الْبُذرِ يُنجِيهِمُ اللهُ مِنْ كُلِّ فِتنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ "
- (12 / 169) عَنْ زُبَيْدٍ الْيَافِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قولُوا خَيْرًا تعْرَفوا بِهِ وَاعْمَلُوا بِهِ، تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ، وَلَا تَكُونوا عُجَلَاءَ مَذايِيعَ بُذرًا "
- (12 / 170) 9228 - أَخبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ الْأسْتَاذَ أَبُو وَلِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيَّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَانِئٍ، يَقولُ: كُنتُ عِندَ أَحْمَدَ بْنِ حَنبَلَ، وَعِندَهُ الشَّقِيقِيُّ، وَهُوَ يُذَاكِرُهُ آدَابَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: " مَنْ تَهَاوَنَ بِالسِّترِ أُطلِقَ لِسَانهُ فِي عُيُوبِ نَفسِهِ فَكُفِيَ الناسُ شَرَّهُ "، قَالَ: فَنَفَرَ أَحْمَدُ مِنْ مَكَانِهِ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، وَنَتَهَاوَنُ بِالسَّترِ "
ففي بعض الأحاديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما بال أقوام) إرخاء للستر
وفي الخبر أن أحد المنافقين جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم معترفا بنفاقه فوضع يده على صدره ودعا له فذهب ما كان فيه فقال الرجل إن لي أصحاب على ذلك أفلا أخبرك من هم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا ! ولا تهتكن على أحد سترا ) والله أعلم
يتبع