رفضت جماعة الإخوان المسلمين الاتهامات الموجهة لها بمحاولة اغتيال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح سياسيا، مبدية على لسان قياداتها تقديرا واسعا لنشاطه السياسى، كاشفين عن عرض بأن يكون نائبًا لمرشحهم الرئاسى حال فوزه.
فيما أكد مراقبون أن ما يحدث شىء طبيعى فى صراع الانتخابات الرئاسية التى يحاول كل طرف النيل من الآخر من أجل المراهنة على أصوات الناخبين، شريطة عدم المساس بالحياة الشخصية للفرد.
ونفى الحسين عبد القادر البسيونى، مسئول الاتصال السياسى بحزب الحرية والعدالة محاولة اغتيال الجماعة للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، مؤكدا أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة فالجماعة تكن كل الاحترام له الفتوح باعتباره شخصية محترمة ولها فكرها الناضج.
وأكد البسيونى أن الإخوان سوف تستعين بالدكتور أبو الفتوح فى حال فوز الدكتور مرسى بالرئاسة، لأن يكون نائبه أو أحد أركان دولاب العمل فى الحكومة، وذلك بسبب يقين الجماعة بفكر الدكتور الراقى وكفاءته العالية.
وأضاف أن الإخوان ليست ضد أحد ولا تعادى أحدًا وليس من منهجها تشويه صورة خصمها، وهو ما يحدث معها، من قبل خصومها، موضحًا أن الإخوان أصحاب مشروع ومن يساهم معهم فى المشروع فأهلا وسهلا به والدكتور أبو الفتوح أولهم.
وقال عبد المنعم عبد المقصود محامى جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة ضد استخدام العنف بجميع جوانبه، وهو ما رباها عليه الإمام البنا، مشيرًا إلى واقعة أن مقتل النقراشى، تبرأ منها الإخوان وقالوا إن من قام بالقتل ليس من إخوان وليس مسلما، وكتب المرشد وقتها كتاب دعاة لا قضاة، وهو أن الإخوان ليس لهم أن يراقبوا أحدًا أو يحكموا عليه، بل إنهم يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأشار إلى أن الجماعة هى من يتم اغتيالها سياسيا من قبل الإعلام المنافق ولن تسمح الجماعة بكل تلك المحاولات وستلاحق من يريد النيل منها، قضائيا، ولن تترك حقها، فلا يستطيع أحد أن ينكر دورها فى الحياة السياسية ومشاركتها فى ثورة 25 يناير، وهى من عانت طوال حكم المخلوع.
من جانبه، اعتبر الدكتور عبد الغفار شكر، القيادى اليسارى، أن محاولة اغتيال أبو الفتوح معنوياً من قبل جماعة الإخوان المسلمين صحية فى خضم صراع الرئاسة المحموم، والذى اقترب على رسم ملامحه النهائية.
وأشار إلى أن الإخوان إن لم يتجهوا إلى هذا التفكير فسيكونون مخطئين لأن أبو الفتوح يتجاوز حدود الإخوان بأغلبية القوى السياسية والثورية والوطنية الملتفة حوله، وكان لابد من تقييده من أجل أن يكسب مرشح الجماعة.
وأضاف شكر أن كل ذلك يحدث فى جميع دول العالم فكل مرشح يحاول أن ينال من منافسه، وذلك مع التأكيد أن هناك قوة خفية تلعب الآن فى المشهد المصرى من أجل الوقيعة بين الفئات والأحزاب السياسية من أجل تشتيت القوى الوطنية، وهو ما يجب أن تفطن إليه الجماعات السياسية، مشيرا إلى أن المنافسة ومحاولة اغتيال المرشح الآخر سياسيا، فى الوقت ذاته، لا تبرر المساس بالحياة الشخصية أو الأسرية للآخرين.
فيما أكد الدكتور عماد جاد عضو مجلس الشعب، والخبير السياسى، أن القوى السياسية مجتمعة ترفض النيل من الشخصيات السياسية وحياتها الخاصة، مشيراً إلى أن الصراعات السياسية غالبا ما يشوبها محاولات التشويه، لكن دون الخوض فى الأعراض والافتراءات الكاذبة.
ودعا جاد كل من يريد التشهير بالآخر أن يملك الأدلة على اتهامه وإلا فلا يتحدث حتى لا نتحول إلى حرب كلامية هلامية لا أساس لها من الصحة، وهو ما يتناقض مع روح الثورة ولا روح الديمقراطية.