ها قد سقطت ورقة التوت لتنكشف لنا سوأة مجلسنا العسكرى الموقر. الذى طالما أسرفنا فى احسان الظن بأمرائه الأشاوس أو أوهمونا ( أوهمنا نحن أنفسنا ) أنهم هم من حمى ثورتنا المباركة. و ليس أبلغ من وصف أمير الشعراء للشعب المصرى الطيب (الساذج)
هداك الله من شعب برئ : يصرفه المضلل كيف شاء.
فبجرة قلم , حل أمراء مجلسنا الموقر( و هم الورثة الشرعيين للحزب الوطنى المنحل ) مجلس شعب الثورة الذى شارك فى بنائه 35 مليون مصرى ليصبح أول مجلس شعب منتخب بشكل كامل فى تاريخ المصريين على وجه الاطلاق.
بجرة قلم , حل أمراء مجلسنا الأشاوس مجلس الشعب الذى كلفنا 12 مليار جنيه مصرى اقتطعت من قوت الحفاة العراة الجوعى الذين يقبع أكثر من 60% منه تحت خط الفقر مع خطوط أخرى كثيرة يقبع تحتها من الاذلال و القهر و التعسف و الجور و السخرة و الاستعباد و انتهاك الاعراض و الدماء و الاموال.
بجرة قلم , هدم العسكر ما بناه 35 مليون مصرى فى أيام معدودات فى الانتخابات النزيهة و الوحيدة و الغير مسبوقة فى تاريخ المصريين.
بجرة قلم , فعلها المجلس العسكرى بدم بارد متذرعا بحكم المحكمة الدستورية العليا التى دخلت موسوعة جينيز ريكوردس بحكمها التاريخى و المتفرد الذى أصدرته هى الأخرى فى أيام معدودات على عكس حكميها السابقين و المماثلين بحل مجلسى شعب عامى 1984 و 1987 على التوالى. و لكن الفارق بين الحكم الاخير و مثيليه السابقين يكمن فى نقاط ثلاث:-
أولا: أن الحكمين السابقين كانت المحكمة الدستورية قد أصدرتهما بعد بعد دراسة متأنية جاوزت ثلاثة أعوام فى كل منهما على حده. أى بعد أن قاربت الفترة الطبيعية للمجلس أن تنتهى. فكانت بمثابة الحكم بالاعدام على شخص يرقد فى فراش الموت بينما لم تتجاوز فترة النظر و الدراسة السريعة أو المتسرعة فى حكمها الأخير ثلاثة أشهر. أى حكمت بالاعدام على طفل لما يبلغ بعد شبابا كانت أحلامه و أمنياته تفيض شغفا و شوقا لبلوغه.
ثانيا: ( و هو أهم من أولا) فان كلا من مجلسى شعب عامى 1984 و 1987 لم يكونا أبناء انتخابات نزيهة و لا حتى شبه نزيهة. بل على العكس كانا كالمعهود دائما و أبدا أبناء سفاح نتجا عن زواج غير شرعى بين حكام الدولة و ممسكى بزمام وزارة داخليتها و ارادة الأمة المسكينة و المستضعفة و المغلوبه على أمرها دائما و ابدا.
ثالثا ( و هو الأهم على وجه الاطلاق). أن دستور 1972 المعمول به أنذاك و التى أصدرت المحكمة الحكم بناء عليه. كان هو الآخر ابنا غير شرعى لارادة الأمة التى دأبوا على قهرها و تزييفها و تغيب عقلها فكان دستور 1972 نتاجا و ثمرة غير مباركة لزواج باطل اختلت فيه أكد أركانه و هو الايجاب و القبول. فكان باطلا بنى على باطل. فى نفس الوقت الذى يحرم فيه الابن الشرعى من كافه حقوقه التى طالما تمتع بها أخوه الغير شرعى .
و رحم الله شوقى لما قال
أحرام على بلابله الدوح؟ حلال للطير من كل جنس؟
فصلاحيات و سلطات البرلمان المصرى كانت دائما و أبدا كلأ مباحا لكل مغتصب و كل مزيف و مزور لارادة الامة. و فى اللحظة التى يصل فيها الابن الشرعى و المستحق الوحيد لهذه الصلاحيات و السلطات استحقاقا لا جدال فيه. يحرم من ممارسه حقه جملة و تفصيلا جهارا نهارا. و الحجج الجاهزة و الحيل المجهزة ما أوفرها و ما أكثرها لتبرير أى قرار فرعونى يصدر عن أمراء مجلسنا العسكرى الموقر.
و ما كان استصدار الاعلان الدستورى المكبل الا حلقة أخرى ( و بالطبع ليست أخيرة ) فى سلسلة طويلة من هذا المسلسل التراجيدى الذى ولدنا نحن و ولد آباؤنا و آباء آبائنا و ماتوا جميعا و لما تنتهى بعد حلقاته. و لا ندرى أحان الوقت لتنتهى حلقاته المملة و المذلة و الممعنه فى الاستخفاف بحقوق و عقول المصريين الطيبين ( السذج )؟ أم ما زال يجب علينا أن نموت و يموت من بعدنا أبناؤنا و أبناء أبنائنا و البقية تأتى؟
ألم نكن عبثا قد تصورنا أننا تجاوزنا هذة المرحلة من تاريخنا بعد نجاح ثورتنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و لكن يبدو أننا كنا و ما زلنا مخطئين.
فما زال عسركنا يتصرفون معنا بعقلية ما قبل الثورة شبرا شبرا و ذراعا بذراع.
و ها هى ثورتنا التى قد كنا ( خطأ ) قد اعتقدنا أنها نجحت. يريد لها العسكر أن تذهب أدراج الرياح تطبيقا لسياسه قديمة طالما خدعونا بها. وهى سياسة
( دع البركان ينفث. بدلا من أن ينفجر)
و ها قد نفثت بالفعل ثورتنا كما هائلا من الحنق و الضجر و الغضب الذى طالما اعتلجت به صدورنا. و ليس بعد مرحلة تنفيث غازات و ضغوط البركان الا الهدؤ و العودة مجددا للكبت.
ترى , أتلك هى النهاية الطبيعية و الحتمية لثورتنا المجيدة تماشيا مع النص الذى صاغه مؤلف المسلسل ؟؟؟
و هل هى بالفعل قد نفثت كل ما كان يغيظ جوف البركان و ما يفور بداخله من غازات ملتهبة و سوائل محتقنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم ترى هى بداية ثورة جديدة تتوثب لتقتلع هذه المرة الباطل من جذوره بدلا من مجرد زحزحته و زغزغته كما اتضح لنا من الثورة الأولى؟؟؟؟؟
ترى , هل يتنازل الذئب عن نعجته طواعية و اختيارا ؟؟
أم تنقض نعجته عليه لتثبت له أنها قد أصبحت أسدا ضاريا لا قبل للذئب بمرواغته و اللعب معه؟؟؟؟؟؟
أترك الاجابة لرواد المنتدى.
[b]