لم يكن المسلون في حاجة لمزيد من التحريض على قتال الكفار يوم بدر أكثر من قول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة).
حتى تسابق الصحابة الأبرار إلى رضوان الله تعالى فقال عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه:ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( نعم ).
فقال:عمير بخ بخ فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(ما يحملك على قول بخ بخ).
قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (فإنك من أهلها).
فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها حياة طويلة فرمى ما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم حرضهم على الجنة والجنة لا تكون إلا بعد القتل والقتال ولم يعدهم بالنصر مع أن الله وعده إحدى الطائفتين أنها لهم.
فكانت النتيجة أن استشهد الصحابي عمير بن الحمام الأنصاري وانتقل إلى جنة عرضها السموات والأرض كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتصر المسلمون نصرا مؤزرا.