ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي



 
شباس أونلاينالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أحمد بن عبدالله
أبو أحمد بن عبدالله



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي Profes10

الاقامة : ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي Egypt10

العمر : 62

عدد المشاركات : 185

تاريخ الانضمام : 30/10/2011

ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي C13e6510

السيرة النبوية

ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي    15/5/2012, 8:19 pm

الإسلام1- الإسلام: توحيد ننجو به من الشرك.
توحيـد الأئمـة وسلف الأمـة وما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وهو:
أ- إفراد الله بالربوبية:
قال تعالى:)قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ(. فالمسلم مطالب بأن يصف الله سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه، إثباتًا بلا تشبيه، وتنزيهًا بلا تعطيل، وأن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ب- إفراد الله بالعبادة:
· الحكم لله بلا شريك:
قال تعالى: )أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً(. وهو تحقيق العبودية لله بقبول شرعه ورفض ما سواه من الشرائع والقوانين.
· النسك لله بلا شريك:
قال تعالى:)قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(.
· الولاية لله بلا شريك:
قال تعالى: )قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ(.
وهذا معناه أن يتولى المسلم الله، ويتولى في الله، فتكون ولايته لله سبحانه وتعالى أصل، وولايته للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين تَبَع. فلا يتولى غير المسلمين ولا يتولى المسلمين إلا في الله، وبالتـالي فـلا يخـرج عن ولايـة الإسـلام إلي ولايـة القوميـة ( نعرات الجنس )، أو الوطنية ( تخوم الأرض ) ؛ وإذا فعل ذلك عالمًا مختارًا فقد اتخذ من دون الله وليًا، وهذا شرك ينتفي به الإسلام.
2- الإسلام: هوية تجمع الأمة.
وهـوية أمـة من الأمم:هي إخبـار عن حقيقـة هذه الأمة وصفاتها الذاتية المميزة لها كما أنها عامل جذب ( محور استقطاب ) يجمع الأمة حولها ([1]).
ولكي يحقق محور الاستقطاب وصف الهوية التي تجمع الأمة وتوحدها لابد لهذا المحور ـ أو تلك الهوية ـ أن تكون واحدة، قوية، ومتميزة.
·هويـة واحدة: لا هويات متعددة، حتى لا تفترق الأمة حول هذه الهويات بتجمع كل طائفة من الأمة حول محور غير المحور الذي تجتمع عليه الطائفة الأخرى فيؤدي ذلك إلى التشرذم والشتات ومن ثَمَّ تفقد الهوية كونها هوية تجتمع عليها الأمة.
·هويـة متميـزة: كـما لابـد للهـوية أن تكـون متميـزة عـن غيرهـا مـن الهويـات ـ لا ممتزجة بها ـ هي شيء، وغيرها من الهويات شيء آخر مغاير لها وبائن عنها.
·هويـة قويـة: لكل أمة من الأمم هوية ـ محور استقطاب وعامل جذب ـ تهواه هذه الأمة يختلف عن هوية غيرها من الأمم. وإذا أراد أحد أن يجمع أفراد وكيانات أي امة من الأمم على غير ما تحبه وتهواه من عوامل التجمع لا يفلح في ذلك ويقع في هذه الأمة الاغتراب من فقدان الانتماء واللامبالاة بالأمور العامة والعزلة عن شئون المجتمع.
أما إذا جمعت الأمـة على ما تحبـه وتهـواه وما يجسـد ذاتيتهـا الحقيقيـة من عامـل ـ أو عوامل ـ الانجذاب من قومية أو وطنية أو دين أو مبادئ تراثية أو أي عوامل أخرى([2]). فستظل هذه الأمة متماسكة حتى مع اختلاف بعض المشارب والتوجهات بين أقطارها. ويتحقق تماسك أي أمة من الأمم بثلاثة عوامل:
أولها: وجود الهوية الجماعية التي تحقق الانجذاب والاستقطاب حولها.
ثانيها: تحقيق المشاركة بين الأمة ورجال السلطة في الحكم.
ثالثها: استقرار القيم([3])التي يقوم عليها المجتمع وتتماسك بها شخصية الفرد وينضبط بها سلوكه.
والإسلام يحقق التماسك الاجتماعي من خلال تحقيق العوامل الثلاث السابق ذكرها وذلك على النحو التالي:
1- الهوية الجماعية: وتتمثل في الرابطة أو حبل الله كما أمر الله تعالى: )وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ(.
2- المشاركة: من خلال الشورى الملزمة ضمن عمل أهل الحل والعقد وعمل أهل النظر والاجتهاد ([4]).
3- استقرار القيم: من خلال القيم الإسلامية: )دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً(.
ولقد حقق الإسلام منذ عصوره الأولى ـ بهذه العوامل الثلاث ـ تماسك الأمة وتماسك الفرد فأخرج خير أمة أخرجت للناس فكانت كما يحب الله عز وجل بنيانًا متماسكًا: )إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ(.
كما كانت هذه الأمة كتلة واحدة بل جسدًا واحدًا أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم : « ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى »، فكانوا بحق أمة واحدة تصديقًا لخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم: «... إنهم أمة واحدة من دون الناس »، « تتكافـأ دماؤهـم ويسعى بذمتهـم أدناهم وهم يد على من سواهم ».
3- الإسلام: صبغة تصطبغ بها.
قال تعالى: )صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ(.
جاءت هذه الآية مع غيرها جوابًا لمن قالوا: )كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (.
فكانت صبغة الله: هي ملة إبراهيم حنيفًا, ودين الله الذي ارتضاه تبارك وتعالى لعباده,
وفطرته التي فطر الناس عليها.
وسمى ربنا ـ تبارك وتعالى ـ دينه صبغة لأنه ـ والله أعلم ـ ظهر أثره على المتدينين به ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخل الصبغ للثوب.
ظهر أثره ظهور الصبغ على المصبوغ في سمتهم وهَديهم... في أخلاقهم وسلوكهم... في تجارتهم وتعاملاتهم... في صناعتهم وزراعتهم... بل في كل سلوك إنساني يصدر منهم حتى كانت هذه الصبغة الربانية وذاك اللون الإلهي دينهم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم هم الأنموذج الأول لأثر هذه الصبغة فقد سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «كان خُلقه القرآن».
إن هذا الدين صبغة تصبغ حياة المسلمين كلها.
صبغـة في العقيدة والأخلاق... صبغة في الحضارة واللغة...
صبغـة في العلوم والمعارف... صبغة في الآداب والاجتماع...
صبغـة في التجارة والاقتصاد... صبغة في السياسة والحكم...
صبغـة في الدعوة والإعلام... صبغة في العادات والتقاليد...
صبغـة في كل نواحي الحياة...
صبغـة تصبغ المدارس والجامعات... البيوت والطرقات... المزارع والصناعات... النوادي والمؤتمرات... المتاجر والمجتمعات.
صبغـة في كل مكان...
صبغـة تخرج لهذا الكون خير أمة أخرجت للناس، أنفع الناس للناس يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر يأخذون بهم في السلاسل ليدخلوهم الجنة.
صبغـة تخرج العالم المسلم الذي يتخلق بأخلاقيات هذه الصبغة في ابتكاراته واختراعاته، لا ذاك الذي يتلاعب بخلق الله في وراثاتهم وتناسلهم تلاعبه بالفئران، ولا ذاك الذي يُسخّر علمه في إبادة خلق الله أطفالًا وشيوخًا، نساءً وشبانًا، عجزة ومقعدين.
صبغـة تخرج التاجر المسلم الأمين الصدوق الذي امتنع عن تطفيف الكيل والميزان وبخس الناس أشياءهم، امتنع عن الغش، عن اليمين الكاذبة، تحرى الكسب الحلال خوفًا من أن ينبت لحمه من سحت فيكون مصيره النار، بل نصح للمسلمين في بيعهم وشرائهم ولم يرض لهم إلا ما يرضى لنفسه.
صبغـة تخرج الصانع المسلم الذي يتقن لعلمه ( أن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ). الصانع الذي لا يغش لا يهمل لا يضيع مال المسلمين سدى.
صبغـة تخرج البيت المسلم الذي تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة من ذكر الله الدائم فيه كما حكت كتب السلف عمن كان يتناوب قيام الليل مع زوجه وخادمه يُحيي أحدُهم ثلث الليل الأول وثانيهم ثلثه الثاني وثالثهم ثلثه الأخير.
البيت الذي خيم عليه المودة والرحمة بين الزوجين، التوقير للكبير والرحمة فيه للصغير، البيت الذي يربي أجيالًا من النشء على الإسلام والإيمان.
صبغـة تخرج المدرسة المسلمة التي تربي تلاميذها ـ ليكونوا مسلمين صالحين ـ على منهج للتربية مدروس ومفصل ومؤصل، وللمدرسين بها خبرة وعلم يمارسون الإسلام ويتخلقون بخلق القرآن في سلوكهم وتعاملهم ومظهرهم وسائر شئونهم.
صبغـة تخرج الشارع المسلم حيث تُراعى فيه حرمات الله ولا يقع فيه ما يخالف فيه أمر الله وتوجيهاته إلا مُستنكرًا حيث يخلو منه المرأة المتبرجة والشباب المتسكع الذي صناعته معاكسة الغاديات والرائحات....
الشارع المسلم الذي خلا من الكلمة البذيئة تلقى هنا وحديث عن الفاحشة يسري هناك أو شتائم قذرة تأتي من بعيد أو كلمة تخدش الحياء تُسمع من قريب، بل يكون سمته ولونه صورة معبرة عن أخلاقيات المجتمع المسلم ومبادئه ومفاهيمه وقيمه سواءً في ذلك أخلاقيات الجنس أو أخلاقيات البيع والشراء أو السلام والتحية أو آداب المرور وآداب الجلوس أو آداب العلاقة بين الصغير والكبير أو بين السائر والجالس... إلخ.
صبغـة تخرج لنا الناس كلاً في مجاله وقد تغير واصطبغ بصبغة هذا الدين القويم، فصار قدوة حتى يصبح الفرد أمة يقتدى به، قال تعالى)إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(. فقد كان إبراهيم عليه السلام إمامًا يقتدى به.
4- الإسلام: شريعة تحكم حياتها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
«الشريعة إنما هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه ([5]) السلف من العقائد والأحوال والعبادات والأعمال والسياسات والأحكام والولايات والعطيات «([6]).
قال تعالى: )ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ(.
يبين الله سبحانه وتعالى أن المرء لامناص له من أن يتبع أحد أمرين:
ـ إما شريعة الله التي جعل الله سبحانه وتعالى عليها رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ وإما أهواء الذين لا يعلمون.
وقـد نهـى سبحانــه وتعـالى رسولــه صلى الله عليه وسلم عن اتبــاع أهـواء الذين لا يعلمون تشريعًـا للأمـة من بعـده.
فعلى المسلـم ألا ينحـرف عـن شيء مـن الشريعـة ( القانـون الربـاني ) إلى شيء من الأهـواء ( القانـون الوضعـي ـ العـادات والتقاليـد المخالفـة لقانـون الله ـأو غير ذلك من الأهواء ).
قال تعالى: )أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ(:
يقول الحافظ بن كثير في تفسيره لهذه الآية [7]:»ينكر تعالى على مَن خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعَدَل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم كما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذه من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعًا متبعًا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يُحكِّم سواه في قليل أو كثير ». أ هـ
فإن الذين يصدونكم عن شرع الله ويفتنوكم ويحملونكم على غيره وينفرون عنه ويُنّفرونكم عنه: ) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(، )كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ* فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ (، قد أخبرنا الله عنهم أنهم متصفون بأعظم الظلم ( الشرك )، ويظلم مَنْ عَدَل عن شرع الله إلى غيره... وأنهم أهل جهل وهوى... وأنهم ليسوا أولياء لله بل أولياء الشيطان.
والمؤمن إما أن يتبع شرع الله ولا يستجيب لصد هؤلاء عنه ـ حين قبل ولاية الله ونصرته وحفظه ـ وإما أن يستجيب لفتنتهم ويتابعهم رضا واستكانة لما هم عليه من إعراض عن شرع الله ورغبة عنه إلى غيره فيكون منهم ويخرج بذلك عن ولاية الله إلى ولايتهم وإلى ما هم عليه من الشرك والظلم والجهل والهوى والبعد عن الله عز وجل، وهم لن يغنوا عنه من عذاب الله ولن ينال هو أو هم إلا الخزي والخذلان من الله عز وجل في الدنيا والآخرة... ! ومن ثَّم فليس إلا أحد الطريقين.
فاستمسكوا ـ عباد الله ـ بشرع الله وولايته واحذروا هؤلاء الصادين عن شرع الله الداعين إلى غير شرعه فإنهم ـ والله ـ دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، وإن حملوكم على غير الشريعة فكونوا مع الشريعة حيث كانت.
5- الإسلام: عقيدة أهل السنة ننجو بها من البدع والضلالات.
عقيدة السلف: السنة المحضة، سنة أهل الإتباع، القرون الثلاثة الأولى.
قـال تعـالى:
)إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ(.
2- )مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(.
3- )وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ*إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ( .
4- )وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ(.
5- )وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إن بني إسرائيل افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملـة كلهـم في النـار إلا ملــة واحدة »، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: « ما أنا عليه أنا وأصحابي » ، وفي رواية: « الجماعة » ، وفي رواية: « وهي الجماعة » ، وفي رواية أخرى: « السواد الأعظم » أي: السنة المحضة.
6- الإسلام: مسئولية فردية ومسئولية جماعية تضامنية.
هل لهذه الأمجاد التي قامت ثم تهاوت من عودة بعد غلبة أعداء المسلمين عليهم، إحاطتهم بهم إحاطة السوار بالمعصم، مع ما عليه المسلمون اليوم من الضعف والتخلف وغيبة الوعي وتلوث المفاهيم وافتراق ديني ودنيوي، واختراقات شتى لعدوهم في مجتمعاتهم ومؤسساتهم، وتبعية يفرضها عدوهم عليهم، وهوة سحيقة من التخلف التقني والاقتصادي والاجتماعي والعسكري عليهم أن يجتازوها، هل يمكن أن يتحقق ذلك، وهل سيتركهم عدوهم يفعلون ذلك لو أرادوه؟
هل لهذه الأمجاد التي قامت ثم تهاوت من عودة؟
هل يمكن ذلك مع ما نعيشه اليوم من ضعف وتخلف وغيبة الوعي وهيمنة الأعداء... أعداء الله وأعداء الرسول وأعداء المسلمين ؟.. هل يمكن أن نحقق رفعة الأمة بعد انتكاسها؟.
الجواب: نعم.
وخلافـة راشـدة على منهـاج النبـوة:
الإنسانية كلها في أمس الحاجة إليها وليس المسلمون فقط.
إن أول الطريق... الطريق إلى التمكين في الدنيا والطريق إلى الجنة في الآخرة هــو أن يـدرك الفــرد المسلــم ... الفرد العادي... وليس الزعماء والنشطاء... مدى مسؤوليته هو بذاته أمام الله عز وجل عن انتكاسة هذه الأمة... ومدى مسئوليته عن رفعتها... مفهوم فاسد أدى إلى انتكاسة هذه الأمة:
إن المفهوم السائد الآن ـ خطأ شائعًا ـ أن الدين علاقة بين العبد وربه، وأن مسئولية الفرد هي عن نفسه فقط، وأنه غير مسئول مسئولية اجتماعية أو تضامنية مع المسلمين الآخرين، وعليه أن يبحث عن رزقه في أي مكان يجده ويعبد الله بالصلاة والصيام والحج منعزلاً عن كل ما يحيط به، وبمعزل عن كل ما يعج به العالم من أحداث، وألا يتمعر وجهه لله تعالى قط، رغم هول ما يحدث فالشأن ليس شأنه هو... بل شأن الزعماء والرؤساء والنشطاء... فهل الأمر كذلك؟.
نقـول: لا.
إن هذه المفهوم السائد الشائع هو أقصى ما يتمناه أعداء الإسلام... إن هذا المفهوم هو سبب انتكاسة الأمة... وتصحيح هذا المفهوم هو بداية الطريق لرفعة الأمة.
ما هو المخـرج ؟ مـا هـي بداية الطريـق ؟
مسئولية الخروج من المهانة التي يعيشها المسلمون الآن مسئولية مَن؟
مسئولية الخروج من الأنفاق المظلمة والطرق المسدودة والتبعثر في المتاهات متاهات الشتات مسئولية مَن ؟
إنها مسئولية الجميع فردًا فردًا... إن الإسلام مسئولية فردية وعمل جماعي... ليس في الإسلام اتكالية ولا إحالة أحد المسئولية على غيره... ولا لامبالاة ولا ( أنا مالية )... إنما الإسلام دين الانتصار للحق بالقوة... دين التنظيم الاجتماعي للحياة... وليس ديناً فردياً منعزلاً عن الحياة والناس... وليس فقط علاقة خاصة بين العبد وربه لا شأن لها بالآخرين ولا للآخرين بها شأن... إنه دين الإيجابية والجدية والمثابرة والجهاد والمصابرة والرباط... وتلك مسئولية كل فرد وليست مسئولية بعض الأفراد دون الآخرين. بل لابد لكل فرد من المسلمين من تحديد موقفه مما حوله بإيجابية تخرج به عن السلبية.. صراع مرير تنوء به الجبال بين أعداء الإسلام وأعوانهم من العلمانيين والإباحيين والملحدين من المنافقين الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا من جهة، وبين الصابرين المحتسبين الدعاة إلى الله على بصيرة من المسلمين الذين عزموا العزمة ومضوا على الطريق... الطريق إلى الجنة من جهة أخرى.
الطريق... الطريق إلى التمكين... الطريق إلى الجنة؟ كيف؟
لابد للأمة أن تخرج من حالة السلبية أو الحياد.. ولابد أن تغير الموقف في الصراع الدائر بين الإسلام وأعدائه إلى موقف الانحياز الكامل إلى الإسلام... ولابد من مساندة شعبية مؤثرة ومشاركة فعالة... ولابد من ضغط عام ضاغط يحسب له كل حساب... وهذا أول طريق الفتح والتمكين... وهاكم خطوة على هذا الطريق.. الطريق إلى الجنة.
الشيخ عبد المجيد الشاذلى



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) الهوية: من نحن؟ وما نهواه؟ وما تهوى إليه أفئدتنا؟
نحن مسلمون، وما نهواه وتهوى إليه أفئدتنا الإسلام.
*الاصطلاح الشائع: «هوية»، ـ بضم الهاء ـ اشتقاق قياسي من اللفظ ( هوَ ).
*ولا بأس أن نقول «هَوية» ـ بفتح الهاء ـ: من مناسبة اللفظ للمعنى المستعمل فيه اشتقاق استعمالي.
*والاصطلاح حديث.
([2]) فهوية أوربا ومحور استقطابها مثلاً يتكون من عدة عوامل: التراث الهيليني الروماني، التراث العبراني المسيحي، مبادئ عصر النهضة، مبادئ العالم الحر، حضارة الرجل الأبيض، عقيدة الغرب.
([3]) الإفلاس في عالم القيم وانحلالها وتصادمها مع الفطرة يؤدي في النهاية إلى تلف الخامة البشرية، ومن ثم سقوط الحضارة، وقد تؤخر الهوية الجماعية القوية المتميزة هذا السقوط بعض الشئ لما تحققه من تماسك اجتماعي، ولكن فساد الخامة البشرية يحتم هذا السقوط في النهاية. وهذا ما يفسر التماسك الأوروبي مع وجود ظواهر الانهيار وإرهاصات زوال قيادة الغرب للبشرية.
([4]) ما يطرح للشورى في عمل أهل النظر والاجتهاد ما ليس فيه نص ولا إجماع وشوراهم ملزمة بأغلبية الآراء، وعمل أهل الحل والعقد النظر في مصالح المسلمين، ودليل الإلزام النصوص القرآنية وحديث: حتى أستأمر السعود ـ ولعله يعنى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وغيرهما من الأنصار ممن يسمى سعدًا كما ذكروا في هامش ص 37 ـ والوقائع التاريخية من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين من بعده.
([5]) عندما يكون عملهم راجع إلى النقل المتصل عن رسول الله rفيكون من السنة العملية.
([6]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ 17.
([7]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم جـ2، ص67

جزاك الله خير
مع التحية
 

ماهو الإسلام ؟ للشيخ عبد المجيد الشاذلي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» لو كان بيننا العز بن عبد السلام ...بقلم الشيخ الأصولي عبد المجيد الشاذلي
» رفح وما وراءها 2 خطاب إلى حماس بقلم العلامة الأصولي عبد المجيد الشاذلي
» الشيخ عبد المجيد الشاذلى يتحدث عن دخول البرلمان
» الشيخ عبد المجيد الشاذلى يدعو لحمل السلاح إستعدادا للثورة الاسلامية
» ماهو علاج سرحان الصلاة ؟
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء شباس عمير :: القسم الدينى ::   :: سوال وجواب فى الدين-

جميع المشاركات والمواضيع في منتدي أبناء شباس عمير تعبر عن وجهة نظر كاتبها|جميع الحقوق محفوظة لمنتدى أبناء شباس عمير 2011

 

©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع