" رسالة إلى مرسي والإخوان بعد تكريمه الشرذمة المنسلخة عن الأخلاق والدين " بقلم / أحمد بوادي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فالحمد لله القائل في كتابه العزيز :
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33)
وصلّ اللهم على سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين القائل :
(ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة : مدمن الخمر، والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث )
ورحم الله العفيفات من نساء الأمة فقد كان مثلهن :
( تموت الحرة ولا تأكل بثديها )
ففي عصر المهانة في عصر الذل والتنازل عن الشرف والكرامة خرج علينا أناس قد صنعوا البطولات بانهزامهم في كل الميادين والمجالات، صوروا الهزيمة لنا
على أنها بطوله ،وقالوا عن الشرف تخلف ورجعية من العصور الأولى وعن انحطاط الأخلاق حرية فكرية ، قالوا المجاهد المدافع عن دينه وشرفه إرهابي ومحارب للسلام والإسلام ، والموالي للأعداء صديق وحميم من الشرفاء ، ومن قال لا بد من أخوة الإيمان ولا حوار مع الأديان قالوا عنه متزمت في أحكام الإسلام .
قلبوا الموازين وظنوا أنهم في منأى عن العزيز الحكيم
قال تعالى : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ)
ومن هؤلاء الشرذمة المنحلة عن العفة والكرامة والدين ما يسمى بالفنانات والفنانين الذين عملوا ومازالوا يعملون في انصهار أخلاق المسلمين لإبعادهم واقتلاعهم من عقيدتهم وأخلاقهم الكريمة النبيلة ، حتى أخذ البعض في التسابق على أجمل صوت لتصويت الناس لهم ،وأصحاب تلك البرامج يسرقون أموال الناس من خلال تلك الاتصالات ،
وعاونهم الناس بذلك على الإثم والعدوان وأخذت هذه البرامج تنتشر بشكل كبير وبازدياد وكل هذا من التسابق
في المعصية وأكل الأموال بالحرام من المتصل والمتصل عليه فهذا باب من أبواب القمار أضف إليه حرمة التصويت لهؤلاء الناس لما فيه من نشر للفساد :
وما أجمل ما وصف به محمد قطب ( حفظه الله ) لهؤلاء الفنانين والفنانات قال :
" ورجال الفن ونساؤه الذين يقومون بدور الترفيه والترويح عن الجماهير كلهم بطبيعة الحال من الذين انحلت أخلاقهم من قبل ، فكان الانحلال ذاته هو المؤهل الذي يؤهلهم لدخول عالم الفن وهؤلاء قد جعلت منهم الصحافة نجوما وأبطالا يسعى الجميع إلى تقليدهم والتشبه بهم ولا يكف المجتمع عن التطلع إليهم ، والإشادة بهم والتحدث عنهم والاهتمام بشأنهم بل أصبحوا الطبقة المرموقة التي تحظى بالاحترام وتحظى بالتقدير !!
فأي شيء من حياة الناس لا تشكله أيدي المنسلخين من الدين الداعين إلى التغريب تحت عنوان من العناوين" ؟!!
لقد أجاد وأفاد حفظه الله بهذه الكلمات الجميلة الدقيقة في وصف هؤلاء المنسلخين عن تعاليم الدين الذين أرادوا غزو الإسلام وأهله بهذه الوسائل المشينة التي شوهت قيمهم ومبادئهم وأبعدتهم عن دينهم الذي فيه قوام حياتهم وكانوا من أهل الرذيلة لما تخلوا عن أخلاقهم وكانوا من الديوثيين لما عدموا الغيرة على أعراضهم وصور لهم أصحاب الغزو الفكري من العلمانيين والمنبطحين أنهم الأبطال ، لإبعادهم عن قيمهم ومبادئهم وانتزاع دينهم وعقيدتهم واقتلاعها من قلوبهم بإشباعها بالهوى والملذات لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية في مجتمعاتهم رغبوهم بالمال والشهرة وكثرة الأحباب ، فهذا همهم الأول والأخير .
فما كان منهم إلا أن قبلوا هذه المبادئ الهدامة تلبية لرغباتهم وشهواتهم فهذا الطريق قد يجلب لهم الأموال والشهرة عند الناس سريعا وقد تجاهل هؤلاء المنسلخين أن كل هذا يكون على حساب العفة والدين .
فحذاري ..... حذاري ....... ، يا مرسي ويا جماعة الإخوان
حذاري ..... حذاري ....... ، أيها المسلمون
من الافتتان بالساقطين والساقطات فيلبسوكم ثوب المعرة فيخزيكم الله في الدنيا والآخرة ، وتكونوا حربا على الإسلام وأهله بتشجيعكم لمثل هؤلاء باستقبالهم ضيوفا عليكم من غير إنكار عليهم أو تحذير منهم أو السكوت عنهم أو البشاشة في وجوههم أو التصويت والتصفيق لهم فتشاركوهم بالإثم والعدوان على محاربة الإسلام وتكونوا عونا للظالمين في نصرتهم على أهل الإسلام ، فلا ينبغي منكم إلا أن تظهروا عين السخط عليهم وعدم الرضا والقبول لأفعاله فلا تدعموهم بأقوالكم ولا بأموالكم التي رزقكم الله إياها فالله سائلكم عنها وبدون اتصالاتكم لن يكون لهم إلا طريق مسدود ، فبأموالكم يتقوون وبه يستمرون لنشر الرذيلة وإبعاد العباد عن طاعة الواحد الوهاب .
وليكونوا منبوذين في مجالسكم ومحذرين منهم في أقوالكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فتكونوا خير أمة أخرجت للناس .