انتظرنا كثيرا حتى يعود المنتكس الملقب بعبد المجيد الشاذلى لرشده فو جدنا أنه يزداد توغلا يوما بعد يوم مناصرة وإقامة لدين الديمقراطية الاثيم ومحاربة للمؤمنين الموحدين فكان لزاما علينا تعريته والرد على هراؤه وضلالاته
بقلم الشيخ جلال الدين أبو الفتوح حفظه الله
.
شاهدت بعينى واستمعت باذنى الى مقطع على اليوتيوب للشيخ عبد المجيد الشاذلى بعنوان "خطورة ومساوىء حكم العسكر وحكم العلمانين " والحقيقة أنى صدمت من كلام الشيخ –غفر الله له – لاشتماله على مغالطات من جانب واساءات من جانب أخر للفاروق عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - وسيف الله المسلول خالد بن الوليد - رضى الله عنهما – وحتى يكون القارىء على دراية بما قاله الشيخ فاننى انقل كلامه بالنص ثم اعلق عليه موضحا بعون الله – تعالى – ما وقع فيه الشيخ من مغالطات وإساءات علما بأن الشيخ استعمل فى حديثه ألفاظا عامية كثيرة ونحن نثبتها كما قالها الشيخ مع وضع ما يقابل معناها بالغة العربية بين قوسين من جانبها
يقول الشيخ عبد المجيد الشاذلى :-
" هناك خطران :
الخطر الأول:- هو حكم العسكر ----------------
سواء كان علمانيا أو اسلاميًا مرفوض مرفوض مرفوض
لأن حكم العسكر ---- ما هو حكم العسكر ؟
سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - لما خالد بن الوليد القائد الذى لا يهزم وعمر - رضى الله عنه - لاقى (وجد) خالد بيدى (بيعطى) الفىء لنخبة عسكرية معينة وبيجمع حوله بنى مخزوم والناس ديه (هؤلاء) أكابر قريش على أساس يعمل ارستقراطية عسكرية تفرض نفسها على الحكم المدنى من زمان الكلام مأظهرشى (لم يظهر) قرار العزل لأبو عبيدة إلا بعد ما انتهت المعركة وبعد كده (هذا) لما مات خالد أوصى عمر بأولاده لأن خالد - رضى الله عنه - عارف أن عمر - رضى الله عنه - بيحافظ على المسلمين
المدنى كان فوق العسكرى
لما انقلبت الأية بعد انتهاء عصور الملوك العظام ، ملوك بنى أمية ثم ملوك بنى العباس العظام بموت المتوكل وجه (جاء) خلفاء ضعفاء سيطر عليهم العسكر الترك باظت (فسدت) الدولة كلها وبدأ انهيار الاسلام من بدء التداول السلمى للسلطة ولابد من التعددية أو اسلامية علمانية ولابد من التداول السلمى للسلطة ولابد من المدنى فوق العسكرى
لازم السلطة المدنية عمر يبقى فوق خالد ،خالد ما يبقاش (لا يبقى) فوق عمر
فهمت حتى ولو كان العسكرى خالد بن الوليد ما ينفعشى (لا يصلح) يبقى فوق عمر بن الخطاب (الخليفة المدنى). "
التعليق على هذه المغالطات والاساءات
أولا:-
اشترط الشيخ شرطا مبتدعا لم يسبقه اليه أحد من سلف هذه الامة من الحاكم الذى يحكم المسلمين وهذا الشرط هو الا يكون الحاكم عسكريا حيث قال الشيخ :"حكم العسكر سواء كان علمانيا أو اسلاميا مرفوض مرفوض مرفوض
ثانيا :-
عكس ما رفضه الشيخ هو الصحيح شرعا وعقلا فالعسكرى الذى يحكم بما أنزل الله مقدم وأفضل من المدنى الذى يحكم بما أنزل الله ، لأن المؤمن لقى خير إلى الله من المؤمن الضعيف
فالعسكرى مظنة القوة والمدنى مظنة الضعف لذا اشترط العلماء فى خليفة المسلمين الشجاعة والنجدة المفضية الى حماية البيضة وجهاد العدو
ثالثًا:-
وصف الشيخ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- بالمدنى فيه افتراء ومجافاة للحقيقة حيث أنه - رضى الله عنه- وكذا سائر الخلفاء الراشدين نشأوا فى جزيرة العرب على الفروسية وإجادة فنون القتال وشهدوا المشاهد والغزوات مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فكيف نصفهم بالمدنيين الذين لا دراية لهم بالعسكرية
رابعًا:-
اتهام الشيخ لسيف الله المسلول خالد بن الوليد - رضى الله عنه- بأنه كان يسعى لعمل ارستقراطية عسكرية تفرض نفسها على الحكم المدنى فيه إساءة أدب وأساءة ظن بصحابى من صحابة النبى بل سيف الله المسلول
ونحن نطالب الشيخ بأن يذكر لنا ولو عالما واحدا من سلف هذه الامة اتهم خالد بهذا الاتهام الشديد
خامسًا:-
ليس صحيحا ما ذكره الشيخ من أن عمر - رضى الله عنه- عزل خالد - رضى الله عنه- لأنه سعى لعمل ارستقراطية عسكرية تفرض نفسها على الحكم المدنى
إنما الصحيح فى ذلك هو ما ذكره العلماء وحاصل ما ذكره أسباب ثلاثة:-
الأول:-
أن عزله كان بسبب شدته
قال شيخ الاسلام بن تيمية :"كان أبو بكر الصديق يؤثر استنابة خالد وكان عمر بن الخطاب يؤثر عزل خالد واستنابة أبى عبيدة بن الجراح لأن خالدا كان شديدا لعمر بن الخطاب وأبا عبيدة كان لينا كأبى بكر ،وكان الأصلح لكل منهما أن يتولى من ولاه ليكون أمره معتدل "
السياسة الشرعية 18 / 1 ، مجموع الفتاوى 285 / 28
ويؤيد ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية عمر - رضى الله عنه – لما كان يسعى إلى عزل خالد أيام أبى بكر كان يقول "اعزله فإن فى سيفه رهقا فقال أبى بكر لا أشيم –أى لا أغمد-
سيفا سله الله على الكفار
البداية والنهاية 244 /7
الثانى:-
أن عمر عزل خالد لما كان ينفق من اموال الغنائم دون الرجوع الى الخلفة كما روى الزبير بن بكار قال " كان خالد اذا سار اليه المال قسمه فى اهل الغنائم ولم يرفع الى ابى بكر حسابا وكان فيه تقدما على ابى بكر يفعل اشياء لا يراها ابى بكر"
ونفل الزبير بن بكار عن مالك بن انس قوله"قال عمر لابى بكر اكتب الى خالد لا يعطى شيئا الا بامرك ،فكتب اليه بذلك فاجابه خالد :اما ان تدعنى وعملى والا فشانك بعملك
فاشار عليه عمر بعزله فقال ابى بكر فمن يجزئ عنى جزاء خالد قال عمر انا قال فانت فتجهز عمر حتى انيخ الظهر فى الدار ومشى اصحاب النبى الى ابى بكر فقالوا ما شان عمر يخرج وانت محتاج اليه ؟ وما بالك عزلت خالد وقد كفاك ؟قال فما اصنع ؟ قالوا تعزم على عمر فيقيم وتكتب الى خالد فيقيم على عمله ،ففعل
فلما تولى عمر كتب الى خالد ألا تعطى شاة ولا بعيرا الا بامرى ،فكتب اليه خالد بمثل ما كتب الى ابى بكر ،فقال عمر ما صدقت الله ان كنت اشرت على ابى بكر بامر فلم انفذه فعزله، ثم كان يدعوه الى ان يعمل فيابى الا ان يخليه ان يفعل ما يشاء فيابى عمر .
الاصابة 74 / 3
ويؤيد ذلك ما نقل عن عمر قوله "انى ما عاتبت على خالد الا فى تقدمه وما كان يصنع فى المال
الاصابة 73 / 3
وذكر ابن كثير ذلك فقال "وقيل عزله لانه اجاز الاشعث بن قيس بعشرة الاف حتى ان خالدا لما عزل ودخل على عمر ساله من اين لك هذا اليسار الذى تجز منه عشرة الاف ؟ فقال من الانفال والسهمان .
البداية والنهاية 180 /7
ويؤيده ما رواه الامام احمد بسند جيد "ان عمر اعتذر من الناس فى الجابية فقال :وانى اعتذر اليكم خالد بن الوليد ،انى امرته ان يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فاعطاه ذا الباس وذا الشرف وذا المكانة فنزعته وامرت ابا عبيدة
قلت الظن بخالد بن الوليد – رضى الله عنه – انه ما كان يعطى هؤلاء الا تاليفا لقلوبهم وجلبا للمصلحة ودفعا للمفسدة وهو القائد المحنك الذى عركته الحروب وهو اجتهاد منه -رضى الله عنه- لم يوافقه عليه الفاروق ،وكلاهما ماجور ان شاء الله .
الثالث:-
ان عمر عزل خالد خشية افتتان الناس به فان خالدا ما هزم له جيش لا فى الجاهلية ولا فى الاسلام ويدل على ذلك ان عمر كتب الى الانصار انى لم اعزل خالد عن سخط او خيانة
ولكن الناس فتنوا به فاحببت ان يعلموا ان الله هو الصانع
البداية والنهاية 81 / 7
هذا ملخص ما قاله اهل العلم فى عزل عمر لخالد ومن اراد المزيد فى هذا الباب فليطالع مقال الاستاذ ابراهيم الحقيل (لماذا عزل عمر خالد )
مجلة البيان العدد 198 صـ 102 صفر 1425 هــ / ابريل 2004 م
سادسًا:-
لا ادرى كيف استساغ الشيخ الى ما اسماه اسلامية علمانية عندما قال "لابد من التعددية او اسلامية علمانية "
كيف نخلط بين الاسلام والعلمانية ؟ فهل فى شرعنا ما يجيز ان ندعو الناس الى ايمان وكفر أو نور وظلمات أو هدى وضلالة ؟
كل ذلك فى آن واحد ؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم
سابعًا :-
دعوة الشيخ الى التداول السلمى للسلطة دعوة لا تثبت على قدم راسخة فى ميزان الشرع لان الحاكم اذا كان عادلا ويحكم بما أنزل الله فلا يوجد شرعا ما يعطينا الحق لنقل له :ارحل عن السلطو واتركها لغيرك بحجة التداول السلمى للسلطة والعكس ايضا اذا كان الحاكم مرتدا لا يوجد من الشرع ما يمنعنا من الخروج عليه بحجة التداول السلمى للسلطة
ثامنًا:-
ذكر الشيخ اسم المستشار عبد القادر عودة ناطقا اياه بالعامية أى ( عبد الأدر ) وهذا إلحاد فى اسم من اسماء الله وهو القادر
تاسعًا:-
ندعو الشيخ الى تحرى الدقة فى الالفاظ عند الحديث عن صحابة النبى –صلى الله عليه وسلم- لان الامر جد خطير
قال ابو ذرعة الرازى – رحمه الله – "اذا رايت الرجل ينتقص احد من اصحاب رسول الله ،فاعلم انه زنديق ،وذلك ان الرسول عندنا حق والقرءان حق وانما ادى الينا هذا القرءان أصحاب رسول الله
وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح أولى بهم وهم زنادقة "
ونحن لا نظن بالشيخ الا خيرًا ونحسب ان ما صدر منه انما هو عدم توفيق عارض
نسأل الله لنا وله العفو والمغفرة عن الذنوب والذلات
كتبه............
جلال الدين أبو الفتوح