النجاشي كان كافرا حين هاجر إليه المسلمون وهذا فيه مشروعية مشاركة التعاون مع الكفار لحماية الدعوة
ثم أسلم مستخفيا بدينه عن أهل الحبشة خوفا من أن يخلعوه فقال للرسول صلى الله عليه وسلم( لا أملك إلا نفسي ) حين دعاه قبيل الخندق للإسلام هو وجنوده وقال لعمرو بن أ مية انتظر حتى ألين القلوب وأكثر الأعوان
وقال للرسول: فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإني أشهد أن ما تقول حق
السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون - (2 / 465)
فكيف يكون إرسال عمرو بن أمية إلى النجاشي ليسلم ؟ وقد يجاب بأن المراد إظهار إسلامه اي بعث له عمرو بن أمية لأجل أن يظهر إسلامه ويعلن به بين قومه اي لأنه كان يخفي إسلامه عن قومه ولما بلغ قومه أنه اعترف بأن عيسى صلوات الله وسلامه عليه عبد الله ووافق جعفر بن أبي طالب على ذلك سخطوا وقالوا له أنت فارقت ديننا وأظهروا له المخاصمة فأرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه فهيأ لهم سفنا وقال اركبوا فيها وكونوا كما أنتم فإن هربت فاذهبوا حيث شئتم وإن ظفرت فأقيموا ثم عمد إلى كتاب فكتب وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ويشهد أن عيسى عبده ورسوله وروحه وكلمته القاها إلى مريم ثم جعله في ثيابه عند منكبه الأيمن وخرج إلى الحبشة وقد صفوا له فقال يا معشر الحبشة ألست أرفق الناس بكم ؟ قالوا بلى قال فكيف رأيتم سيرتي فيكم قالوا خير سيرة قال فما لكم ؟ قالوا فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد قال فماذا تقولون أنتم في عيسى ؟ قالوا نقول هو ابن الله فقال لهم النجاشي ووضع يده على صدره على قبائه وقال هو يشهد أن عيسى ابن مريم ولم يزد على هذا وإنما يعني ما كتب فرضوا منه ذلك. انتهى
ولم يأمره الرسول الكريم أن ينخلع من عرشه وملكه لأنه مستضعف لم يتمكن من مفاصل الدولة بل بقي لمصلحة الدعوة والمسلمين واستخدم السياسة والتورية حتى لا يدخل في حرب خاسرة
وقد دعا الصحابة له كما تقول أمُّ سلمة - رضي الله عنها -: "ودعونا الله - عز وجل - للنجاشي بالظهور على عدوِّه والتمكين له في بلاده"، فلم يكن دعمهم هذا له، ودعوتهم تلك "إضفاءً للشرعية" على نظام جاهلي، ولا إقرارًا به كوضع نهائي يَركن إليه المسلمون .
في صحيح السيرة النبوية للشيخ الألباني - (1 / 183) عن عمير بن إسحاق قال : قال جعفر : يا رسول الله ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا . قال : قال : فأذن له فيها فأتى النجاشي قال عمير : حدثني عمرو بن العاص قال : لما رأيت جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته لأستقبلن لهذا وأصحابه فأتيت النجاشي فقلت : ائذن لعمرو بن العاص . فأذن لي فدخلت فقلت : إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنا - والله - إن لم ترحنا منه وأصحابه لا قطعت إليك هذه النطفة ولا أحد من أصحابي أبدا فقال : وأين هو ؟ قلت : إنه يجيء مع رسولك إنه لا يجيء معي فأرسل معي رسولا فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه فجاء فلما أتيت الباب ناديت : ائذن لعمرو بن العاص . ونادى خلفي : ائذن لحزب الله عز وجل . فسمع صوته فأذن له قبلي فدخل ودخلت فإذا النجاشي على السرير قال : فذهبت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلفي وجعلت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي [ قال : فسكت وسكتنا وسكت وسكتنا حتى قلت في نفسي : ألعن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم ؟ ثم تكلم ] فقال النجاشي : نجروا قال عمرو : يعني : تكلموا . قلت : إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا ويزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد . وإنك إن لم تقطعه وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أنا ولا أحد من أصحابي أبدا . [ قال : يا حزب الله نجر ] قال جعفر : صدق ابن عمي وأنا على دينه , قال : فصاح صياحا وقال : أوه . حتى قلت : ما لابن الحبشية لا يتكلم . وقال : أناموس كناموس موسى ؟ قال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ قال : أقول : هو روح الله وكلمته , قال : فتناول شيئا من الأرض فقال : ما أخطأ في أمره مثل هذا فوالله لولا ملكي لاتبعتكم . وقال لي : ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا أنت آمن بأرضي من ضربك قتلته ومن سبك غرمته , وقال لآذنه : متى استأذنك هذا فائذن له إلا أن أكون عند أهلي فإن أبى فأذن له , قال : فتفرقنا ولم يكن أحد أحب إلي أن ألقاه من جعفر . قال : فاستقبلني من طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحدا فنظرت خلفي فلم أر أحدا فدنوت منه وقلت : أتعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قال : فقد هداك الله فاثبت . فتركني وذهب . فأتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي فأخذوا قطيفة أو ثوبا فجعلوه علي حتى غموني بها . قال : وجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية مرة حتى أفلت وما علي قشرة [ ولم يدعوا لي شيئا إلا ذهبوا به ] فمررت على حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي . فأتيت جعفرا فدخلت عليه فقال : ما لك ؟ فقلت : أخذ كل شيء لي ما ترك علي قشرة فأتيت حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي . [ فقال : ] فانطلق وانطلقت معه حتى أتى إلى باب الملك فقال جعفر لآذنه : استأذن لي . قال : إنه عند أهله . [ فقال : استأذن لي عليه . فاستأذن له ] فأذن له فقال : إن عمرا تابعني على ديني . قال : كلا . قال : بلى . فقال لإنسان : اذهب معه فإن فعل فلا يقل شيئا إلا كتبته . قال : فجاء فقال : نعم . فجعلت أقول وجعل يكتب حتى كتب كل شيء حتى القدح . قال : ولو شئت آخذ شيئا من أموالهم إلى مالي فعلت . [ قال : ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفن مسلمين ] رواه الطبراني والبزار وصدر الحديث في أوله والزيادة في آخره له ) أ.هـ
أخلاق النبي وآدابه - (2 / 159)
285 حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرازي نا سليمان بن داود القزاز نا الهيثم بن عدي نا دلهم بن صالح قال سمعت عبد الله بن بريدة عن أبيه قال أن النجاشي كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أني قد زوجتك امرأة من قومك وهي على دينك أم حبيبة بنت أبي سفيان وأهديت لك هدية جامعة قميصا وسراويل وعطافا وخفين ساذجين فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عليهما ) أ.هـ
أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة - (1 / 10)
• وكذلك زواجه صلى الله عليه وسلم من أم حبيبة بنت أبي سفيان زعيم قريش وقائد جيش المشركين.. فلما بلغ الخبر أبا سفيان.. أقرّ ذلك الزواج وقال: هو الفحل الذي لايقدع أنفه.. وكان هذا الزواج سببا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين، وسببا في تأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته.. ) أ.هـ
في المستدرك على الصحيحين ( 4/ 23)
6770/2368- فحدثني أبو عبد الله الأصبهاني، حدثنا الحسن بن مصقلة، حدثنا الحسين بن الفرج، حدثنا محمد بن عمر قال: وأم حبيبة اسمها: رملة بنت أبي سفيان بن حرب، وأمها: صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، عمة عثمان بن عفان. تزوجها عبيد الله بن جحش بن رباب، حليف حرب بن أمية، فولدت له حبيبة، فكنيت بها. وتزوج حبيبة: داود بن عروة بن مسعود الثقفي.
قال ابن عمر: حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعد بن العاص قال: قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة، وأشوهه ؛ ففزعت. فقلت: تغيرت والله حاله. فإذا هو يقول حين أصبح: يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين فلم أر ديناً خيراً من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد، ثم رجعت إلى النصرانية. فقلت: والله ما خير لك. وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له، فلم يحفل بها، وأكب على الخمر حتى مات. فأرى في النوم كأن آتيا يقول لي: يا أم المؤمنين. ففزعت، وأولتها أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يتزوجني. قالت: فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها: أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فدخلت علي.
فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كتب إليّ أن أزوجك.
فقلت: بشّرك الله بخير. وقالت: يقول لك الملك: وكلي من يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص، فوكلته، وأعطت أبرهة سوارين من فضة، وخدمتين كانتا في رجليها، وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سروراً بما بشرتها به. فلما كان العشي، أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين، فحضروا.
فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم -صلَّى الله عليه وسلم-، أما بعد: فإن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت سفيان، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وقد أصدقتها أربعمائة دينار. ثم سكب الدنانير بين يدي القوم. تكلم خالد بن سعيد فقال: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون، أما بعد : فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسوله، ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد، فقبضها. ثم أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا، فإن سنة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- إذا تزوجوا أن يؤكل الطعام على التزويج. فدعا بطعام، فأكلوا، ثم تفرقوا. قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال، أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني. فقلت لها: إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ، ولا مال بيدي، وهذه خمسون مثقالاً، فخذيها، فاستعيني بها. فأخرجت إلي حقة، فيها جميع ما أعطيتها، فردته إليّ.
وقالت: عزم علي الملك أن لا أرزأك شيئاً، وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعت دين رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وأسلمت لله ؛ وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر. فلما كان الغد، جاءتني بعود، وورس، وعنبر، وزباد كثير. وقدمت بذلك كله على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وكان يراه عليّ وعندي فلا ينكر. ثم قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مني السلام، وتعلميه أني قد اتبعت دينه. قالت: ثم لطفت بي، وكانت هي التي جهزتني. وكانت كلما دخلت علي تقول: لا تنسي حاجتي إليك. قالت: فلما قدمنا على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أخبرته كيف كانت الخطبة، وما فعلت بي أبرهة.
فتبسم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وأقرأته منها السلام.
فقال: (وعليها السلام ورحمة الله وبركاته). أ.هـ
وفي صحيح السيرة النبوية - (1 / 182)
وقد ثبت في ( الصحيحين ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات . وروى البخاري في ( موت النجاشي ) بسنده عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي : ( مات اليوم رجل صالح فقوموا فصلوا على أخيكم ( أصحمة ) . وروي ذلك من حديث أنس بن مالك وابن مسعود وغير واحد . وفي بعض الروايات تسميته ( أصحمة ) وفي رواية ( مصحمة ) وهو ( أصحمة بن بحر ) وكان عبدا صالحا لبيبا ذكيا وكان عادلا عالما رضي الله عنه وأرضاه . وقال يونس عن ابن إسحاق : اسم النجاشي ( مصحمة ) وفي نسخة صححها البيهقي : ( أصحم ) وهو بالعربية : ( عطية ) قال : وإنما النجاشي اسم الملك كقولك : ( كسرى ) ( هرقل ) قلت : كذا ولعله يريد به ( قيصر ) فإنه علم لكل من ملك الشام مع الجزيرة من بلاد الروم . و ( كسرى ) علم على من ملك الفرس . و ( فرعون ) علم لمن ملك مصر كافة . و ( المقوقس ) لمن ملك الإسكندرية . و ( تبع ) لمن ملك اليمن والشحر . و ( النجاشي ) لمن ملك الحبشة . و ( بطليموس ) لمن ملك اليونان وقيل : الهند . و ( خاقان ) لمن ملك الترك
وقال بعض العلماء : إنما صلى عليه لأنه كان يكتم إيمانه من قومه فلم يكن عنده يوم مات من يصلي عليه فلهذا صلى عليه
قالوا : فالغائب إن كان قد صلي عليه ببلده لا تشرع الصلاة عليه ببلد أخرى ولهذا لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في غير ( المدينة ) لا أهل ( مكة ) ولا غيرهم . وهكذا أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة لم ينقل أنه صلي على أحد منهم في غير البلدة التي صلي عليه فيها . فالله أعلم [ المستدرك ] ) أ.هـ
فهل أقام النجاشي حد الردة على عبيد الله بن جحش زوج أم حبيبة لما تنصر ؟
نقول كما قال العلماء أن النجاشي حاكم مسلم مستضعف وكان يحكم بما يستطيعه من العدل إذا لم يستطع أن يحكم بالشريعة الإ سلامية
ولا نقول أنه حكم بغير ما أنزل الله وكان معذورا كما يقول أفراخ المرجئة
ونقول من باب العدل والإنصاف
أن وضع الدكتور مرسي فيه شبه كبير مع وضع النجاشي مع الفارق الزمني
حاكم مسلم مستضعف يحكم بما يستطيعه من العدل مع قلة الأعوان وكثرة الألغام الموضوعه في طريق تطبيق الشريعة
ولا نقول كما يقول أ فراخ الخوارج والتكفير أنه حاكم كافر وطاغوت وإلا لزمهم أن يكفروا النجاشي أصحمة رضي الله عنه
نعوذ بالله من الزيغ والضلال
من كتابي ( تفعيل الغطاء السياسي والخط الحركي )