لايمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رأه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل و لايباعد من رزق أن يقول بحق أو يذكر بعظيم ) مسند أحمد
إن المتابع لخطاب دعوة أهل السنة والجماعة فى فتره ما بعد الثورة يجد أن الخطاب أصبح يتسم بصفات تميزه عن خطابهم ما قبل الثورة ، و خطاب غيرهم أيضاً ، فإن خطابهم قبل الثورة كان ينصب فى عدة أمور و هى بيان حقيقة الإيمان و مسئلة العذر بالجهل ، و هذه المسائل إن كانت هى فى حقيقتها من عقيدة أهل السنة ولكن اهتمامهم بها دون غيرها جعلها فى قالب نظرى لا عقيدة محركة كالتى كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأئمة و سلف الأمة ، بل أصبحت أشبه بالنظريات الرياضية التى لا روح فيها ، و هذا مما أورث أفراد هذه الدعوة جمود فى الحركة بل تعدى الأمر إلى انتقادهم لكل من يتحرك من حولهم .
أما عن سمات الخطاب الدعوى فى فترة ما بعد الثورة :
أولاً : غياب البعد العقدى بالكلية فى تناول كل الموضوعات و تناولها من خلال التحليل العلمانى لها و كأنه حزب من الأحزاب السياسية التى أرتدت عباءة الديمقراطية الملوثه .
ثانياً : التخلى عن الثوابت السابقة فى مسائل دخول المجالس التشريعة و الأحزاب العلمانية و الإقرار بالدساتير الشركيه التوافقية و إرادة الأمة المصرية التى هى عبارة عن أخلاط شتى كما كان يسمونها أخوة الدعوة من قبل ، فأين الكلام عن حاكمية الشريعة ؟ و الكلام عن الكفر بالطاغوت و كأنه كان حمل دعوى ثقيل تخلصوا منه ليتخففوا من تبعيته .
ثالثاً : الإرتماء فى أحضان الإخوان المسلمين و الدعم الشامل الكامل لهم فى المجالس الشركية التشريعية من دون الله و منصب الرئاسة التى تعهد صاحبه أن يحكم بغير ما أنزل الله ، و هذا الإرتماء الملحوظ هو ما دفع أحد الأفاضل أن يوجه سؤال لما لا تدخل الدعوة إلى جماعة الإخوان و ينتهى الأمر بهم كفصيل دعوى داخل الكيان العلمانى للأخوان المسلمين ، مع أن الجميع فى داخل مصر و خارجها موحدين ومنافقين و محاربين لله و لرسوله عرفوا مدى خيانة الأخوان و صفقاتهم الخسيسة مع العسكر و من وراءهم من الغرب الصهيوني الصليبى .
رابعاً : تناول كثيرمن الموضوعات تناول علمانى محض كما جاء فى مقال بيان رئيس الجمهورية للأمة المصرية للكاتب مصطفى ابو بكر على موقع الشيخ عبد المجيد الشاذلى حيث قال فى مقالة عن انتخابات الرئاسة :
ساعات محدودة و تأ تي الفرصة:
— فرصة ليؤكد القضاة قدسية مكانتهم .
— فرصة ليؤكد رجال الشرطة حيادهم .
— فرصة ليؤكد أبطال الجيش وطنيتهم .
— فرصة ليؤكد الإعلاميون موضوعيتهم ونزاهتهم
وغيرها من الطوام المنتشرة فى المقالات على الموقع .
خامساً : التهجم المستمر على الخطاب الجهادى و التبرأ منه و ممن يقول به و التحذير منه ممن كان ينتسب لصفوف
الدعوة فى الزمن القديم و فارقها إبتغاء مرضاة الله ، حتى إن الشيخ عبد المجيد الشاذلى قال كلمة على قبر الشيخ المجاهد رفاعى سرور عن ضرورة تسليح الثورة و الجهاد المسلح فى مصر ففرح بها الموحدون ، فما لبث أن نكص على عاقبيه فى تسجليه الموجود على موقعه بعنوان الإرهاب و الجهاد ، فجاء بما لم يأت به الأولون فى تغير المفهوم الشرعى للجهاد و تناسى أو تغافل أن هناك جهاد نكايه و أخر للتمكين و لم يوضح بآية من كتاب الله و لا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم المعنى الشرعى للجهاد ، بل تناول الجهاد من المنظور الأممى الذى ترضى به الثورات و المجالس الأنتقالية و تقره الدول ، فما هذا يا شيخ ؟ ولماذا فى هذا التوقيت ؟ و هل هذه هى مراجعات خارج السجون ؟ ونسأل الله العافية و الثبات
وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } {
وأخيرا ... فإنى أتوجه إلى الدعوة و القائمون عليها أن يتوبوا إلى الله من الولوج فى العلمانية و الديمقراطية و أن يعودوا إلى مساجدهم وحلقاتهم يعلموا الناس التوحيد و الكفر بالطواغيت فهذا أولى لهم و الحق أحق أن يتبع ، و ألا يكونوا خنجر فى ظهر إخوانهم الموحدين و المجاهدين بل يكونوا أنصارا لهم و شريان يضخ الدماء الجديده فى صفوف الطائفة المنصورة بإذن الله .
فإن لم يفعلوا فهى دعوة للمخلصين فى الكيان و ما أكثرهم من الذين لا يرضون أن تنتهك حرمات الله بالدخول فى العلمانية الجديده التى ترتدى ثوب الإسلام و هو منها براء ، دعوة لهم أن ينفصلوا و يتبرؤا إلى الله من هذا المسلك و هذا السبيل الذى هو من سبل الشيطان و ألا يخالفوا ما كانوا يدعون إليه فى سنواتهم الماضية من أجل دنيا فانيه أو ظهور إعلامى بجوار منافقوا الحركة الإسلامية من أخوان و سلفية ..
والله يقول الحق و هو يهدى السبيل و هذه براءة منى من هذه الدعوة إن إستمرت على هذا النهج ولم ترجع إلى ربها
الفقير إلى عفو ربه أخوكم / مروان سالم