مروان سالم معلومات اضافية الجنس : العمل : الاقامة : العمر : 40 عدد المشاركات : 7 تاريخ الانضمام : 17/07/2013 | الشرعيٌة لمن ؟؟ مروان سالم 17/7/2013, 3:21 pm |
| الشرعيٌة لمن ؟
لا يختلف اثنان من العقلاء أن أمتنا اليوم تعيش فى تيه مثل التيه التى عاشت فيه بنو إسرائيل ، و لكن يقع الأختلاف في كيفية الخروج من هذا التيه . فيعتقد البعض ان نبدأ بدعوة الناس من جديد للإسلام و كأنما هم كفار مثل كفار قريش و أننا جاءنا لنبشرهم بدين جديد ، فيستغرق كل جهده و عمره و دعوته فى أثبات أحكام الكفر للأمة و الأستغراق بشرح تفاصيل و دقائق التوحيد ظناً منه أنه إذا علم الناس هذه الأمور خرجت الأمة من التيه ، و هو فى هذا الوقت يخرج نفسه و جماعته و أنصاره من حقيقة الصراع الذي تعيشه الأمة اليوم مع الصهيوصليبة العالمية . و فريق أخر وجد أن الحل هو الدخول فى الأنظمة التى تحكم الأمة من خلال الأحزاب و ألتزام القوانين الكفرية و إسباغ الشرعية على الدولة العلمانية و يحاول متوهماً الإصلاح من الداخل كما يدعى ، و يقول أنه دخل العملية السياسية كمغالبه لمن يحكم فيها و مع الوقت تجده يذوب و ينصهرو يصبح جزء من النظام سواء كان معارض أو متفق ، و قد يصبح رأساً للنظام كما هو الحال فى تونس و مصر ، و يستمر فى الولوج فى الطرق المعتمه دون رجوع للحق ، فلا شريعه حكمت و لا عقيدة ظهرت ، بل ذوبان و أنصهار و تلبيس على الأمة بأسم الدين . والفريق الأخير و إن كان أقرب للصواب إلا أنه مازال يعاني من بعض الأمور التى جعلته منذ انطلاقته المباركه لم يقيم دولة أو يتمكن فى الأرض ، هذا الفريق هو الذى أختار الحل الشرعي فى جهاد هذه الأنظمه و رفع الشرعية عنها ، و هذا بلا شك هو الحل و لكن فى وجود الأستطاعة ، و قد تسبقه خطوات لابد منها خصوصا فى واقعنا المرير من انتشار الجهل و التلبيس من الجماعات التي تتمسح زوراً فى الإسلام . و أول هذه الخطوات هو وجوب تعريه هذه الأنظمه أمام الأمة قبل الدخول معها فى حروب لا يفهم المسلم العامي على شىء قامت تلك الحروب ، و لابد من نزع الشرعيه عنها و أعطاء الشرعية لمن يستحقها ممن يتلف حولهم الناس و ممن يجب على الناس السمع لهم و الطاعة لما عندهم من شرعيه ، و هذا كله واجب شرعي فى رفع الألتباس عن هذه الأنظمه ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة ، و يفهم الجميع على أى شىء يقاتل الناس . إن مسئلة نزع الشرعية عن الأنظمه و تعريتها لهو واجب الوقت الأن ، و على شرط أن تنزع هذه الشرعيه عنهم و يأخذها من يستحقها من أهل الإسلام ، و حتى يتضح الأمر لابد من البيان التأصيلي له . تعريف الشرعية : وهى الاجتماع على الكتاب والسنة فما كان خارجاً عنهما فلا يتحقق باجتماعه معني الشرعية، كما إن التزام الكتاب والسنة بدون الاجتماع عليهما خارج عن معني الشرعية، فالشرعية كما قال صلى الله عليه وسلم " ما أنا عليه وأصحابي" فلابد من الاجتماع على ذلك وهو الإسلام المحض والطريق المستقيم،والشرعية هي الجماعة وهى الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب والسنة يقول تعالي"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم" آل عمران103). فالجماعة فى الإسلام التى تعطى لهم الشرعية جماعتان : جماعة الأمراء ، و جماعة العلماء
أما جماعة الأمراء: فهي ممكنة الإنقطاع كما يشير إلى ذلك حديث حذيفة ، أخرج الشيخان من حديث حذيفة بن اليمان قال ( كان الناس يسألون رسول الله : عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت [ يا رسول الله إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍ فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم ، قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن ، قلت وما دخنه ؟ قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم, قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ، قال فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ]، وفى هذا دليل على أن جماعة التمكين ممكنة الإنقطاع (فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ) أما جماعة العلماء فمكفولة البقاء فى كل عصرٍ، كما جاء فى الحديث [ لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم أوخالفهم يقاتلون عليه حتى يأتي أمر الله أو تقوم الساعة] ذكرالنووى فى شرح مسلم [ باب قوله،: لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين] وأما هذه الطائفة فقال البخارى هم أهل العلم .وقال أحمد بن حنبل إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدرى من هم قال القاضى عياض إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. أهدافها : 1ـ تحقيق التمكين 2- دفع الأعداء 3- حسم الإفتراق وجمع كلمة الأمة 4ـ رفع راية الإسلام والتوحيد لتكون كلمة الله هى العليا. 5ـ إحياء الأمة : ـ وذلك بإخراجها من حالة الإغتراب ، وفقدان الهوية ولقد مورس على الأمة الكثير من أساليب التغريب من الغرب فى الجولة الحالية من الحروب الصليبية ، ونتيجةً لهذا التغريب فقد وقع السواد الأعظم من الناس فى حالات الشتات والشرود والإغتراب وبقيت الفئة المؤمنة فى حالة الغربة معتصمةً بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة . وفى واقعنا المرير و مع عدم وجود خلافة إسلامية ، أنقطع الوجود التاريخي لجماعة الأمراء و ظهر حكم الطواغيت و دخل الناس فى دين الملك أفواجاً و لبس عليهم علماء السلاطين دينهم ، وعليه فإن الواجب هو تعريه هذه الأنظمه و نزع الشرعية عنها و إعطاءها لجماعة العلماء التى لا تنقطع . و فى ظل الألتباس التي تعيشه الأمة ، و تمسح أكابر المجرمين و شياطين الأنس بالكتاب و السنه و التقول على الله بغير علم ، و فى ظل الأنتكاسات التى سقط معها كثير من العلماء ممن دخلوا فى الديمقراطيه و دعوا لها ليل نهار ، يجب على المسلم ان يعرف ماهي صفات جماعة العلماء التى لها الشرعية حتى يدين لها بالولاء . ترجع شرعية جماعة العلماء وهى التى يقول عنها الإمام الشاطبى : ـ إذا سألت عن الجماعة جاهلاً أجابك بأنها السواد من الناس كيف كانوا ولا يدرى أنها عالم متمسك بأثر الرسول ) وهذه هى الجماعة ويتنزل النقل عن المجتهدين محلهم عند خلو العصر منهم ، وهذه هى الجماعة التى يشير إليها الحديث [لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم أوخالفهم يقاتلون عليه حتى يأتي أمر الله أو تقوم الساعة] فهذا الحديث خبرى تكليفى ففيه تكليف شرعى هو: 1ـ الإلتزام بالسنة 2ـ والإجتماع عليها 3 ـ والقتال وراءها. ـ فإذا اجتمعت هذه الأوصاف الثبوتية فى جماعة ما مع خلوها من أوصاف أهل البدع وهى : ـ 1ـ الوقوع فى عين البدعة 2ـ إتباع الهوى 3ـ إتباع المتشابه 4 ـ الوقوع فى العداوة والبغضاء (الفرقة ) . يقول الإمام الشاطبى " وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : [إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً ، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، وصدق الحديث] . و قال: ووجدنا أصحاب رسول الله من بعده قد اختلفوا في أحكام الدين ولم يتفرقوا ، ولا صاروا شيعاً لأنهم لم يفارقوا الدين ، وإنما اختلفوا فيما أذن لهم من اجتهاد الرأي ، والإستنباط من الكتاب والسنة فيما لم يجدوا فيه نصاً ، وكانوا مع هذا أهل مودة وتناصح . وقال : كل مسألة حدثت في الإسلام واختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الإختلاف بينهم عداوةً ولا بغضاء ولا فرقةًً ، علمنا أنها من مسائل الإسلام ، وكل مسألةٍ حدثت وطرأت فأوجبت العداوة والبغضاء والتدابر والقطيعة ، علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء ، وأنها التي عنى رسول الله ، بتفسير الآية . وذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله يا عائشة إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا من هم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : هم أصحاب الأهواء وأصحاب البدع وأصحاب الضلالة من هذه الأمة" الحديث الذي تقدم ذكره . وهذه الخاصية قد دل عليها الحديث المتكلم عليه ، وهي موجودة في كل فرقةٍ من الفرق المتضمنة في الحديث . ألا ترى كيف كانت ظاهرةً في الخوارج الذين أخبر بهم النبى في قوله : " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" الخاصية الثانية (إتباع المتشابه) هي التي نبه عليها قوله تعالى : فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فبينت الآية أن أهل الزيغ يتبعون متشابهات القرآن ، وجعلوا ممن شأنه أن يتبع المتشابه لا المحكم . ومعنى المتشابه : ما أشكل معناه ، ولم يبين مغزاه ، سواء كان من المتشابه الحقيقي كالمجمل من الألفاظ وما يظهر من التشبيه ، أو من المتشابه الإضافي ، وهو ما يحتاج في بيان معناه الحقيقي إلى دليلٍ خارجيٍٍ ، وإن كان في نفسه ظاهر المعنى لبادي الرأي ،كاستشهاد الخوارج على إبطال التحكيم بقوله : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ فظاهر الآية صحيح على الجملة ، وأما على التفصيل فمحتاج إلى البيان ، وهو ما تقدم ذكره لابن عباسٍ رضي الله عنهما ، لأنه بين أن الحكم لله تارةً بغير تحكيمٍ لأنه إذا أمرنا بالتحكيم فالحكم به حكم الله .
الخاصية الثالثة إتباع الهوى : الذي نبه عليه قوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ والزيغ هو الميل عن الحق اتباعاً للهوى ، وكذلك قوله تعالى : وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ وقوله : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ، وليس في حديث الفرق ما يدل على هذه الخاصية ولا على التي قبلها إلا أن هذه الخاصية راجعة في المعرفة بها إلى كل أحد في خاصة نفسه ، لأن اتباع الهوى أمر باطني فلا يعرفه غير صاحبه إذا لم يغالط نفسه ، إلا أن يكون عليها دليل خارجي . وقد مر أن أصل حدوث الفرق إنما هو الجهل بمواقع السنة ، وهو الذي نبه عليه الحديث بقوله :[اتخذ الناس رؤساء جهالاً]، فكل أحد عالم بنفسه هل بلغ في العلم مبلغ المفتين أم لا ؟ فإذا رأيت من يجري على هذا الطريق ،فهو من الفرق المخالفة. وبهذا يتضح لمن تكون الشرعية فى الواقع المعاصر الذي يعيش فيه المسلم ، و بعد أصبحت الشرعية في واقعنا المعاصر هي الاجتماع على الانتساب إلى غير شرع الله والتولي بولاية غير ولاية الإسلام ،وأصبح للقائمين على النظم العلمانية شرعية الحكم والوضع وكل من خرج ورفض القوانين العلمانية الوضعية الوضيعة ،وطالب بالحكم بما أنزل الله أصبح لا شرعية له واعتبر في النظم العلمانية "كيان غير شرعي" ويتسع الأمر أكثر من ذلك فتصبح هناك" الشرعية الدولية" فيجب رفع الألتباس عن هذا المفهوم و غيره من المفاهيم المهمة التي لا يسلط عليها الضوء علماء الشرعية الدستورية و الشرعية الطاغوتية . وجزاكم الله خير
|
|